آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الوهاب جمال
عن الكاتب :
كاتب وناشط كويتي

أزمة قطر والموقف الكويتي


عبدالوهاب جابر جمال

منذ أكثر من عشرة أيام تعيش الضفة العربية من الخليج أزمة حادة بين دولها بعد حرب إعلامية شرسة ومقاطعة "بل حصار"  فرضته ثلاث دول وهي السعودية والإمارات والبحرين على دولة قطر .

ويعتبر هذا الحصار هو الأخطر على دول الخليج لأنه بمثابة إعلان حرب بين دوله ، ولأننا لم نشهد مثل هذا الأمر من قبل ، ولأنه أيضاً يمس الشعوب بالدرجة الأولى خصوصاً الأسر المتداخلة والمتصاهرة من هذه الدول .

فحسب تقرير منظمة العفو الدولية الذي أصدرته قبل يومين فإن أكثر من ١١ ألف مواطن خليجي قد تضرر "إنسانياً" من هذه القرارات والكثير من العوائل تم تشريدها ، والكثير من الأطفال والنساء تم حرمانهم من أولياء أمورهم وأزواجهم .

ومنذ بداية هذه الأزمة اشتعلت وسائل الإعلام التقليدية وخاصة قناتي "العربية والجزيرة" بالتجييش ضد الآخر من خلال بث خطاب الكراهية والهجوم على الطرف المضاد ، مما تسبب في انتقال هذا التجييش إلى عامة الشعب وبدأ هو الآخر بممارسة نفس الدور لأزمة ليس له قراراً بها سوى أنه يقع ضمن الحدود الجغرافية لهذه البلدان !.

وأصبحت اللغة السائدة في وسائل التواصل الإجتماعي هي لغة الكراهية ورفض الآخر ، وللأسف أصبحت شعوب تلك الدول كالحطب الذي يزيد النار التهاباً ، لمعركة فرضها "الكبار" ولن يتضرر منها سوى "الصغار" .

ومع كل هذا الواقع المرير الذي فرض على دول الخليج ، بادرت الكويت كعادتها للم الشمل والعمل على إنهاء الأزمة ورص الصفوف من جديد وما زال الجميع بانتظار نتائج هذه التحركات لمعرفة إلى أين ستسير هذه الأزمة .

ورغم الدور الحيادي والإصلاحي الذي تلعبه الكويت إلى أن البعض يسعى بالضغط لجرها للدخول مرغمة كطرف في هذه الفتنة ولذلك هناك بعض النقاط التي من شأنها أن تحافظ على موقف الكويت وتبعدها عن هذه الفتنة ومنها :

١- التمسك بمواد الدستور والحياة الديمقراطية لأنها الضمانة لتجاوز أي فتنة .
٢- العمل على تماسك الجبهة الداخلية الشعبية والعمل على تجاوز الخلافات والمناوشات الجانبية بين مكونات الشعب .
٣- الحفاظ على استقلالية القرار كما هو الآن وعدم الانصياع لإملاءات الخارج أياً كان .
٤- الاستمرار بالوقوف على الحياد وعدم الانجرار للاصطفاف مع أي طرف ضد الآخر في هذه الفتنة، لأن في مثل هذه الأمور (كلا الطرفين خاسر)
٥- الاستمرار في العمل على تقريب وجهات النظر والسعي للم الشمل وتشكيل لوبيات للضغط على الدول المتخاصمة .

ولا بد في الختام أن يتذكر الجميع ما ينقل عن الإمام علي عليه السلام :  كن في الفتنة كإبن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب .

أضيف بتاريخ :2017/06/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد