آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد حطحوط
عن الكاتب :
كاتب رأي في صحيفة مكة، المشرف العام

المواطن ليس غبيا!


محمد حطحوط

تستطيع أن تجزم أن بعض المسؤولين يفترضون أن المواطن كائن (غبي) و(سبيكة) و(لا يدري وين الله حاطه فيه)، وذلك بسلسلة من القرارات وطريقة التعامل التي تفرضها هذه الوزارة أو تلك! خذوا مثالين على السريع، الأول أحد الشوارع في غرب مدينة الرياض، حيث قامت أمانة مدينة الرياض بمشروع كبير لتصريف السيول! حفرت الأنفاق لأنابيب التصريف ثم دفنت سريعا، بأسلوب لم تراع فيه الإجراءات المتبعة، لأن سلسلة طويلة من الانخفاضات بدأت في الشارع من اللحظة التي غادر فيها المتعهد موقع الأمانة. بالمناسبة هذا المتعهد مستحوذ على غالب مشاريع الأمانة! (ما في البلد إلا هالولد؟)! ليست هذه الحكاية بعد، واستعد للصدمة التالية عزيزي القارئ.

بعد انتهاء المشروع بأشهر عادت الأمانة لتضع (غرفة تصريف) وهي قطعة حديدية تكون في أعلى الشارع حتى تنسل مياه السيول من خلالها للأنابيب تحت الأرض! المشكلة التي ظهرت لاحقا أن الشركة المنفذة لم تضع أنابيب تصل بين نقطة التفتيش العلوية في الشارع وبين مجاري السيول في الأسفل! في مشهد يجعل المواطن أمام حقيقة مزعجة لا مفر منها، أن المتسبب في ذلك افترض جزما أن المواطن مخلوق غبي جدا! وعندما حكى لي مواطن تفاصيل القصة لم أصدق أن تصل الجرأة لهذه الدرجة، حتى وقفت على المشروع يوم أمس وتأكدت من هذه التفاصيل!! المواطن ذاته ذهب لمسؤول الأمانة بمدينة الرياض، والذي نفى بدوره حدوث مثل هذا، ومن ثم أرسل المعدات للموقع لإصلاح الخلل، وردم الانخفاضات المتتالية التي آذت المسلمين في طرقاتهم.

الحكاية الأخرى، حدثت مع إحدى الوزارات الخدمية! لأن الوزارة تريد مواكبة التوجه الجديد لقيادة ملك الحزم والعزم، قامت بإنشاء رقم مخصص لخدمة للعملاء، وخط ساخن للتفاعل مع المواطنين كما هو شأن الوزارات الأخرى! ولأن الوزارة تفترض أن المواطن لا يتابع، فقد وضعت خطا شبه وهمي، وهذا يعني ارفع قضيتك وردد (يا ليل ما أطولك!)، بدون سلسلة المتابعة المعروفة والمتبعة في نظام خدمة العملاء!

بلاغ رفعه العبد الضعيف في 7 ديسمبر من العام الماضي ولم يتم البت فيه أو حتى متابعته أو أنه جار تنفيذه! فقط نظام خدمة عملاء هدفه البهرجة الإعلامية، وهذه موضة مع الأسف لاحظتها في أكثر من جهة حكومية! ختاما هل يعي المسؤول أن المواطن ليس غبيا!

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/01/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد