قصة وحدث

قصة وحدث: 25 أيار.. امتداد لتحرير #القدس

 

يعود فجر الخامس والعشرين من أيار مايو ليكتب مجددا شرف أمة عربية في محافل المجد، أمة اعتاد بعض حكامها خدمة الأمريكي والتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي لقاء دماء الأبرياء والشرفاء.

قبل الخامس والعشرين من أيار 2000 بيعت فلسطين لليهود المغتصبين ومُهِرَ صك البيع بأيد عربية خائنة، ودُنّست المقدسات تطبيقاً لوعد بلفور المنفِّذ للأطماع الصهيونية بإقامة وطن من النيل إلى الفرات. بعدها نام العرب في سبات عميق واندلع الصراع العربي الإسرائيلي حتى وصلت شرارته إلى لبنان عام 1948، واستطاع في الخامس والعشرين من أيار مايو عام 2000 قلب الموازين وكسر معادلة الجيش الذي لا يقهر وتسميته بالجيش المهزوم.

لحظات حفرت بالذاكرة

لم يكن ليُسجَّل هذا اليوم في التاريخ لولا سواعد المقاومة الإسلامية اللبنانية، التي اشتعلت شرارتها بعد الثورة الإيرانية. فنداء قائد الثورة لهم كان واضحاً وصريحاً لدحر العدو بأن: "إبدأوا من الصفر .. ومن أنفسكم".. فشهد لبنان حينها ولادة المقاومة الإسلامية عام 1982 ..وانطلاق العمليات النوعية في جنوب لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي محققة إنجازات عديدة على الصعيد العسكري...

انتزاع الحق بالمقاومة من المجتمع الدولي

في السادس والعشرين من نيسان عام 1996، وبعد مرور ستة عشر يوماً على عدوان "عناقيد الغضب" الذي سجل 883 غارة جوية وآلاف عمليات القصف المدفعي ونحو مئتي شهيد ومئات الجرجى، تمكنت المقاومة من قلب دفة الموازين لصالح لبنان لتصنع انتصاراً وطنياً وتكتسب شرعية كرسها "تفاهم نيسان" باعترافٍ دولي بمقاومة العدو الإسرائيلي، وهكذا اندثرت عناقيد الغضب في تربة رواها أبناء الوطن بسيل دمائهم ليبدأ زمن الانتصارات..

أنصارية.. زلزلت عروشهم

كان لعملية أنصارية النصيب الأكبر من العمليات النوعية التي أحدثت صدعاً في كيان العدو وأصابت كبار قادتهم بالحيرة، ففي فجر الخامس من أيلول عام 1997صدّت المقاومة الإسلامية يعاونها الجيش اللبناني عملية إنزال كانت تقوم بها طلائع "الوحدة 13 من الكوماندوس البحري الإسرائيلي"، ولعل رد الفعل الأكبر جاء على لسان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، الذي وصف ما حدث بأنه " كارثة تطفح بالحزن" بل "واحدة من أسوأ الكوارث التي واجهناها، ولست أبالغ إذا قلت أننا فقدنا بعض أفضل جنودنا".

لم تكن عملية أنصارية العملية الأولى ولا الأخيرة التي نجح رجال المقاومة بإحباطها في جنوب لبنان، فصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أوردت سلسلة من الأحداث قالت "أنّ الأمر المشترك فيها كلها هو أن الجنود كانوا يقعون في كمائن معدة مسبقاً، نصبتها المقاومة اللبنانية لهم أثناء قيامهم بتنفيذ عمليات عسكرية، وخاصة تلك العمليات الحساسة والخاصة جداً".

معتقل الخيام ...لحظات التحرير الأولى

أولى محطات دحر العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان اختصرها مشهد تحرير سجناء معتقل الخيام، مئة وأربعة وأربعون معتقلاً صدحت حناجرهم بهتافات "الله أكبر" بعد فرار حراس السجن، عندها دخل الأهالي وتحدوا صلابة الأبواب والزنازين وقبل أن يقوموا بتحطيمها، امتدت أيادي المعتقلين من بين قضبان، ممسكة بأيديهم.

بدأت بعدها آليات ومدرعات العدو بالانسحاب من الأراضي المحتلة في الجنوب اللبناني دون سابق إنذار، ولتقفل بوابة فاطمة الحدودية وراءها متمنية ألا ترجع إلى الجنوب يوماً، وكان انتصار العام 2000 مدوياً في العالم، هذا الانتصار الذي أذهل المجتمع الدولي، مؤكداً بأن الشعب متى أراد أن ينتصر فلا أهمية للتضحيات.

على خطى تحرير القدس

ما هدأت الشعوب العربية المناضلة للاحتلال على مر العصور لا سيما مقاومتها الأبية عن رفع شعار "يا قدس إننا قادمون"، فمسيرة التحرير لم تنته بعد ما دامت القدس تئن بالجراح بعد محاصرتها بصفقة أمريكية- إسرائيلية زائفة ملطخة بأياد عربية تدعى"صفقة القرن" تقضي بجعل القدس عاصمة لكيان العدو وسط مسارعة العرب المتخاذلين لمد جسر السلام والتطبيع مع (إسرائيل). وما زال المشهد الفلسطيني يشهد انتفاضة كبرى متمسكاً بقدسه قبلة الشرفاء وقبلة العرب والمسلمين أجمعين، المشهد ابتدأ بمسيرات العودة وسيستمر حتى تحرير فلسطين وزوال الكيان الإسرائيلي من الوجود.

أضيف بتاريخ :2018/05/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد