آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
كامل المعمري
عن الكاتب :
صحفي وكاتب يمني

الخيارات القادمة للحوثيين تعطيل مطارات الرياض وأبو ظبي

 

كامل المعمري

حرب المطارات بين اليمن ودول التحالف قد تكون العنوان الأبرز في نشرات الأخبار خلال الأسابيع أو الأيام القليلة ،القادمة فالتحذيرات القادمة من صنعاء لدول التحالف شديدة اللهجة وقد بدأ التصعيد الفعلي بقصف مطار أبها قبل ساعات بصاروخ كروز مجنح أدى إلى توقف حركة الملاحة الجوية بشكل نهائي

 الناطق باسم قوات الحوثي العميد يحيى سريع  بأن بنك الأهداف يتسع يوماً إثر يوم وكل الأهداف موثقة بالصوت والصورة وأنهم قادرون  على تنفيذ أكثر من عملية في وقت واحد وفق الخيارات المتاحة وفي الزمن والوقت الذي نحدده

مضيفا بأنهم في القريب العاجل إن شاء سيطبقون قاعدة المطار بالمطار والسن بالسن والعين بالعين مالم يتوقف العدوان على اليمن

خلال ثلاثة أسابيع فقط شنت القوة الصاروخية والطيران المسير التابع للحوثيين خمس هجمات على كل من مطار نجران وجازان وأبها انتقاما لاستمرار التحالف في إغلاق مطار صنعاء وقيادات في أنصار الله تهدد بمواصلة استهداف المطارات السعودية والإماراتية وتقول بأن مطارات دول التحالف في مرمى النيران، وأن إغلاقها أو إصابتها بالشلل هو أقرب الطرق لفك الحصار عن مطار صنعاء

وتعد الطائرات المسيرة السلاح الأنسب الذي، يستخدمه الحوثيون في تنفيذ تهديداتهم وقد أثبتت هذه الطائرات فعاليه كبيرة وقدرة على التخفي عن أعين الرادارات الحديثة التي تمتلكها الدولتان مايجعلها مصدر تهديد متواصل يؤرق القيادتين السعودية والإماراتية


إغلاق أهم المنشأت الحساسة في دول، التحالف وهي المطارات وتحويلها إلى منشأت غير أمنه

باعتقادي أن هذا الخيار مطروح لدى صنعاء في المقام الأول و يعمل عليه الحوثيون في الوقت الحالي وسيبدأون تصعيدهم في المطارات

 لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل سيتكمن أنصار الله الحوثيون من تعطيل مطارات دول التحالف ؟

نعم يستطيعون فعل ذلك طالما أن لديهم سلاح فعال كالطيران المسير الذي يتجاوز كل وسائل الحماية في دول التحالف وفي حال قام الحوثيون بتطبيق سياسة القصف المتتابع لهذه المطارات بالطائرات المسيرة وبشكل متكرر مرة كل أسبوع على سبيل المثال كل هذا سيدفع بالضرورة شركات الطيران الدولية إلى إيقاف رحلاتها إلى هذه المطارات باعتبارها أماكن غير أمنه كون هذه الشركات مرتبطة مع شركات التأمين بعقود تحتم عليها الالتزام بالحفاظ على سلامة ركابها

ولكون المطارات أكثر المناشط حساسية وتأثرا بالمناخات العسكرية فأنها تمثل أهدافا  مغرية لدى الحوثيين وفي حال نجحوا من أصابتها بالشلل سيمثل، ذلك صفعه مخزية لإعدائهم

لايوجد أهدافا يمكن أن تكون أكثر إيلاما وإحراجا وإهانة لدول التحالف أكثر من تحويل المطارات في السعودية والإمارات إلى مناطق غير أمنة لكم أن تتخيلوا حجم الضجيج والصراخ والشكاوي والمؤتمرات الصحفية وجلسات لمجلس الأمن والأمم المتحدة. وإذا كان القصف الصاروخي على مطار الرياض في عام 2017 جعل الرياض تتباكى أمام العالم وحملت بقايا الصاروخ إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة وظلت تشكوا لأشهر فما بالكم بتعطيل جميع المطارات وإخراجها عن الخدمة من خلال ضربات متكررة حتى لو لم تكن هذه الضربات فعاله فأنها كفيله بإيقاف حركة المطارات كونها أهدافا هشة وذات حساسية عالية في مثل هذه الحوادث

سيقول الكثيرون بأن الأمارات والسعودية تستطيع تحيد هذه التهديدات عن مطاراتها بما تمتلكه من دفاعات جوية
لنفترض أن الدفاعات الجوية السعودية والإماراتية ستتمكن من التصدي للضربات الصاروخية أو الطيران المسير الذي سوف يستهدف المطارات لكن النتيجة ستكون تحول سماء المطارات في السعودية والإمارات إلى نقاط اشتباك الأمر الذي يجعل من هذه الأماكن أكثر خطورة سيزيد من خطورة وبالتالي ستتوقف حتما شركات الطيران عن الهبوط أو الإقلاع من هذه المطارات باعتبارها منشأت غير أمنة

اليمنيون لم يعد لديهم شيئا كي يخسروه فقد دمر التحالف كل مقومات الاقتصاد اليمني بل ووصل الأمر إلى محاربة اليمنيين في قوت يومهم وهناك الآلاف من المرضى الذين ماتوا بسبب إغلاق مطار صنعاء

وبالتالي فإن رد التحالف سيكون قصف المقصوف أو استهداف الإحياء السكنية كما يفعل كلما تلقى ضربة موجعه

لقد استنفذ التحالف السعودي الإماراتي كافة الأهداف العسكرية باليمن بحيث لم يعد هناك هدفا يمكن أن يكون مؤثرا وفعالا

أما الحوثيون فأنهم بعد أربعة أعوام يبدأون حربهم ووضعوا قرابة 300 هدف ومنشأة في دول التحالف لتنفيذ استراتيجيتهم العسكرية التي ستعتمد هذه المرة تركيز الضربات بشكل متتابع على الهدف بدء بالمطارات وإخراجها عن الخدمة وهو ماحدث في مطار نجران ثم جيزان بعد ذلك سيضربون مطار أبها ثم جدة وصولا إلى الرياض وأبو ظبي ودبي وبشكل متكرر سيتم ضرب هذه الأهداف حتى تصبح منشأت غير أمنه.

عندها ستبدأ دول التحالف الحديث عن القانون الدولي وكما إدانتهم الأمم المتحدة بسبب تعطيل المطارات والموانئ فأنها ستدين أيضا الحوثيين


صحيح بأن القوانين الدولية تحرم استهداف المطارات باعتبارها أهدافا مدنية لكن المنطق القانوني نفسه يقول بأن تلك الحماية يجب أن تنطبق على مطار صنعاء وليس على مطاري الرياض وأبوظبي وحدهما مالم  فالسن بالسن ومطار بمطار كما يقول الحوثيون والقاعدة تقول مالايحمي مطاراتي لايحمي مطاراتك

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/06/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد