آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الوهاب جمال
عن الكاتب :
كاتب وناشط كويتي

سخونة المشهد والمصالحة القادمة


عبدالوهاب جابر جمال

تزامناً مع سخونة  فصل الصيف في الكويت بدأت الأجواء السياسية تشتد سخونة هي الأخرى وعلى الرغم من أن جميع المؤشرات تدل على استمرار المجلس لمدته الدستورية أي الأربعة سنوات (التي قي منهم ما يقارب السنة و ثلاثة شهور) .

لكننا بدأنا نشعر بسخونة الانتخاب القادمة من الآن ، فالبعض بات يعمل وكأن حملته الانتخابية قد انطلقت فبدأ بالقيام بمهرجانات خطابية ومؤتمرات صحفية ، وإعلان المواقف مبكراً لأغلب المواقف الحساسة بالبلد بصوت عالي ، وكأنه يريد أن يثبت وجودة وقوته .

والبعض الأخر (جزء ممن كان مقاطعاً للانتخابات السابقة و يشكك ويطعن بالمشاركين) ، قد أعلن قراره بالترشح للانتخابات القادمة صراحة وبدأ بزيارات مكوكية "للدواوين" ليبرر لقاعدته الانتخابية (المقاطعة سابقاً) سبب كسره لقرار المقاطعة واتخاذ قرار المشاركة ليكسروا هم أيضاً قرارهم بالمقاطعة وينتخبوه .

كما أن هناك أيضاً (من النواب الحاليين) من بدأ بالقيام ببعض الخطوات التصعيدية و بعض المواقف السياسية البارزة والتي من خلالها يقول لناخبيه أنه يسعى لتحقيق ما وعدهم به قبل ٣ سنوات في أيام الانتخابات الماضية حتى لو لم تتحقق .

ولا ننسى من بات يخلق قصص "سرقات العصر" الغير حقيقية وغير موجودة ليظهر وكأنه حامي حمى المال العام والبطل الصنديد المعارض للحكومة بعد أن أصبح ورقة ضائعة بسبب الحكومة .

 كما أنه بات من الواضح أن هناك تيارات و شخصيات بارزة (مقاطعة) ستخوض الانتخابات القادمة ، لكنها تحتاج لحدوث أي موقف لتحفظ ماء وجهها وتضعه سبباً لمشاركتها ، فأتاها اقتراح النائب أحمد مطيع العازمي (بتغيير النظام الانتخابي الذي يطالب فيه بتغيير النظام الانتخابي بجعل التصويت لصوتين بدل صوت واحد) على طبق من ذهب لتستغله وتضغط لتطبيقه كي يكون لها مبرر صريح للترشح .

ومع هذه السخونة في المشهد السياسي بدأ الجميع يشاهد إشارات واضحة من الآن للانتخابات القادمة من أبرزها :

١- سنشاهد أن الحضور الانتخابي سيكون استثنائي ، خصوصاً وأن هذه الانتخابات ستكون بعد إتمام هذا المجلس لمدته الدستورية (٤سنوات) ، بعد أكثر من١٠ سنوات من الحل والإبطال المتكررة.

٢- سنشاهد انتخابات شديدة على كرسي (رئاسة المجلس) خصوصاً مع ثقل الشخصيات التي تتداول اسماءها بأنها ستترشح لهذا المنصب وكثرتها على غير العادة (حيث كانت تنحصر بين شخصين) ، وكلنا نرى والتحالفات والترضيات التي بدأت تفوح رائحتها لكسب الكرسي من الآن .

٣- سنشاهد دخول عدد كبير من المقاطعين للانتخابات مما سيعيد عدد منهم للمشهد السياسي "بقوة" بعد أن قاموا بإقصاء أنفسهم وابتعادها عن صنع القرار الوطني وهذا ما سينعكس داخل قلة عبدالله السالم من تغيير كبير بأسماء النواب .

٤- نرى وسنشاهد أكثر في الأيام القادمة تكتيكات حكومية والتي بدأت منذ فترة قصيرة لكسب ولاءات البعض استعداداً للاستحقاق القادم خاصة مع بعض التيارات التي تتغير وتتلون في كل فترة حسب مصلحتها .

كل هذه المؤشرات جيدة بمجملها ، خصوصاً مع قبول شريحة كبيرة من المقاطعين فكرة أن لا خيار للشعب إلا بالمشاركة الديمقراطية ، وأن من لديه ما يعارضه لا يستطيع تغييره إلا من داخل المجلس على الرغم من كل ما الظروف .

كما أننا نرى أن الأمور تتجه لمصالحة عامة ستدعوا لها الحكومة والمعارضة المبطلة لتعود المعارضة للمشهد السياسي وهذا ما نستشعره من قيام شخصيات بارزة ولها تاريخها البارز كالنائب السابق د.أحمد الخطيب بالدعوة للمشاركة في الانتخابات .

نصيحة :
عند اتخاذك موقف سياسي معين (كمقاطعة الانتخابات) مثلا ، لا تطعن بشريكك بالوطن الذي يخالفك بالرأي والموقف ولاتقطع حبال التواصل معه أياً كان هذا الرأي والموقف ، فانك في يوم من الأيام من المحتمل (بل من المؤكد) أن تغير رأيك أو يغير هو رأيه وتضعوا أيديكم بيد بعض، فبالنهاية مصير البلد يرتبط بالجميع.

أضيف بتاريخ :2016/03/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد