آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
قيصر حامد مطاوع
عن الكاتب :
محام ومستشار قانوني -كاتب في صحيفة المدينة -أكاديمي- عضو لجنة المحامين بالغرفة التجارية الصناعية بجدة-رئيس لجنة شباب وشابات الأعمال بغرفة مكة (سابقاً)

صراع الموظف الحكومي مع رئيسه القادم من القطاع الخاص!!


قيصر حامد مطاوع ..

صراع الموظف الحكومي مع رئيسه القادم من القطاع الخاص!! القطاع الخاص بشكل عام يتسم بالتطور المستمر وتأهيل موظفيه، وذلك لتقديم أفضل الخدمات أو المبيعات لتحقيق أعلى أرباح في ظل المنافسة في السوق. وفي المقابل، فإن القطاع الحكومي لا يسعى للربح، وبالتالي فإنه يتسم بالروتينية والبيروقراطية والإجراءات المعقدة التي تحول دون تطويره بالشكل السريع، وقد تشرب موظفوه ذلك، ولذلك تجد العديد منهم غير منتج، وبالتالي فإن إنتاجية القطاع الحكومي ضعيفة.

وبسبب عدم تواكب بعض الجهات الحكومية الخدمية مع التطور المطلوب، فقد أصبح هناك توجه باستقطاب قيادات من القطاع الخاص، برواتب عالية، لتتقلد مناصب حكومية كبيرة، وذلك لتحسين أداء القطاع الحكومي . إلا أن المعضلة التي أصبحنا نشهدها الآن، هي أن المسؤول القادم من القطاع الخاص، نجده ينظر إلى الموظفين في القطاع الحكومي الذي يرأسه بأنهم بدون جدوى وغير قابلين للتطور. وفي المقابل يجد الموظف الحكومي بأن رئيسه لا يتلاقى معه في الأفكار، بل ويسفِّه أفكاره وغير معترف بقدراته وغير مقتنع بأدائه، ليصبح هناك صراع بين موظفي القطاع الحكوميين والرئيس القادم من الخارج، والذي يريد أن يقلب القطاع رأساً على عقب.

ولقناعة الرئيس الجديد بعدم جدوى موظفيه، فإنه يقوم بالتعاقد مع جهات استشارية من خارج القطاع للتواكب مع توجهاته وتقديم الأفكار له أو تعيين موظفين جدد أيضاً من القطاع الخاص، لتكون ردة فعل الموظفين الحكوميين في القطاع عنيفة، وذلك بمحاولة إسقاطهم وعدم التعاون معهم، حيث إن مستقبلهم ووظائفهم على المحك بعد أن تم تجنيبهم من الرئيس القادم إليهم من الخارج. ليصبح المسؤول عالقاً في المنتصف، حيث إنه يحتاج الموظفين الحكوميين في القطاع، ولو في البداية، لأن لديهم مفاتيح أسرار القطاع والمعلومات الخاصة به، ولكنهم لا يتعاونون معه، لكون نجاحه سيعني نهايتهم.

والنتيجة هي أن المسؤول يصبح يتخبط بأفكاره الجديدة دون أن يكون بجانبه أحد من القطاع الحكومي ليساعده على توظيف تلك الأفكار والاستفادة من الخبرات السابقة في القطاع، ليجلس فترة طويلة يصدر قراراً هنا ويلغيه بقرار آخر، وموظفو القطاع الحكومي يتلذذون بتخبطه، حتى يسقط ويتم إعفاؤه من منصبه، ليكون الجميع قد خسر بسبب ذلك، بما في ذلك المواطن الذي سينكوي من نار ذلك التخبط الذي ليس له يد فيه.

في الفترة الماضية، أصبحت هذه المعضلة واضحة، حيث يوجد صراع داخلي وتصيُّد أخطاء للمسؤول، بل ويتم تسريبها عمداً للإعلام، لغرض تشويه سمعته وإسقاطه بأي طريقة. ولعل الحل الأمثل الذي يجب أن نسعى إليه في الفترة القادمة هو ليس استقطاب كوادر من القطاع الخاص، ولكن تطوير أداء الموظف الحكومي ووضع الآلية لذلك ليتواكب مع أداء موظف القطاع الخاص، ليكون القطاع الحكومي ولَّاداً للكوادر المؤهلة، المطلعة على مشاكلة، لتقوم هي بتطويره، بدلاً من إحضار كادر من الخارج لا يعلم عنه شيئاً.

يوجد قناعة واضحة الآن بعدم قدرة قيادات القطاع العام بإحداث التطور المطلوب في قطاعاتهم، ولذلك يتم استقطاب قيادات من القطاع الخاص. ولكن النتيجة في الغالب هي تخبُّط المسؤول القادم من القطاع الخاص في القرارات وسقوطه بعد ذلك، ولكن من يدفع ثمن ذلك التخبط هو المواطن.!

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/03/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد