التقارير

#تقرير_خاص : كيد سياسي سعودي للتضييق على لبنان.. هل هو إجبار للتطبيع؟

 

محمد الفرج...

مازال موضوع المخدرات في شحنة الرمان القادمة من لبنان للسعودية، يشغل بال اللبنانيين لكن يتبين أن الموضوع لا علاقة له ربما بالمعابر اللبنانية.

فبعد جدل واسع أثاره قرار السلطات السعودية بمنع دخول واردات الخضروات والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو العبور من خلال أراضيها، بين موالين للسعودية يرون في القرار حقا لأي دولة في حماية أمنها القومي ومعارضين يرون فيه ذريعة اتكأت عليها الدولة لتمرير مخططها لحصار لبنان ومعاقبة رئيس وزرائها المكلف "سعد الحريري".

نشير لحادثة تهريب مشابهة، جرت في ديسمبر/كانون الأول 2020، وضعت علامات استفهام عديدة على القرار السعودي، إذ أعلنت السعودية آنذاك إحباط تهريب 8 ملايين و753 ألف حبّة كبتاجون من تركيا إلى داخل المملكة، وتحوّل الموضوع إلى وسم على وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولات ضغط لوقف الاستيراد من تركيا، لكن دون أي قرار رسمي من الدولة.

من هنا جاء وصف رئيس اتحاد نقابات المزارعين في لبنان "جهاد بلوق"، في بيان أصدره السبت، لقرار السعودية بمنع استيراد المحاصيل اللبنانية بأنه "كيد سياسي"، مشيرا إلى أن المخدرات مجرد ذريعة لتقوم السعودية "بمهمتها ضمن المخطط الخبيث القاضي بمحاصرة لبنان وتركيعه".

ويعود هذا المخطط، حسبما يرى "بلوق"، إلى موقع السعودية الإقليمي كرأس حربة "للمشروع الصهيوأمريكي، الذي يسعى لإنهاء كل معارضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب" في إشارة إلى ضغوط تمارسها الرياض على بيروت في هذا الصدد.

فالرياض تمارس ضغطا غير مسبوق على بيروت بهدف الضغط علىها ، واتخذت من شحنة الرمّان ذريعة لتُطبق حصاراً سياسياً على لبنان، وذلك بعدما فقدت أدوات التغيير السياسية أو العسكرية، وتيقّنت من أن ميزان القوى الإقليمي لا يميل إلى مصلحتها.

كما أن السعودية تضغط على دول عربية أخرى لمنع تأمين أي مساعدة للبنان، بهدف تحطيم هيكل الدولة فوق كلّ ساكنيه، بعدما تعذّر على الرياض وحلفائها "جعل البلد محميّة سياسيّة خالصة لهم".
لكن الموقف السعودي من لبنان لا يقتصر على رغبة التضييق على حزب الله، بل أيضا معاقبة ممثل السنة في البلاد، رئيس الحكومة المكلف "سعد الحريري" لأنه قبل تشكيل الحكومة على غير رغبة السعودية، حسبما أكدت مصادر مطلعة لـ "الخليج الجديد".

وأكدت المصادر أن العلاقات بين "الحريري" وبين ولي عهد السعودية وحاكمها الفعلي، الأمير "محمد بن سلمان"، يسودها الفتور لدرجة أن السفير السعودي في لبنان لم يقابل "الحريري" مطلقا بينما قابل كافة الفاعلين السياسيين بمن فيهم الرئيس "ميشال عون"، ومن هنا يمكن قراءة مناشدة رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني "حسان دياب" في زيارته الأخيرة لقطر الدول العربية بفتح أبوابها لإنقاذ بلاده من الانهيار الشامل.

أضيف بتاريخ :2021/04/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد