التقارير

#تقرير_خاص : توجه سعودي نحو #عمان.. ماذا يحمل في طياته؟

 

رائد الماجد...

على الرغم من اتخاذ عُمان لموقف محايد بشأن معظم أزمات المنطقة، خاصة إزاء التوتر المستمر مع إيران الذي تتورط فيه معظم دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، فإن مسقط لطالما أعطت الأولوية للعلاقات السياسية والاقتصادية مع جيرانها العرب.

حيث أن حاجة عمان للاستثمار الأجنبي وتنشيط القطاع الخاص لخلق فرص عمل وحل معضلتها المالية يجعل القروض والتعاون الاقتصادي مع دول الخليج مثل السعودية وقطر والإمارات أمرا حاسما لتحقيق استقرارها.

وبين عامي 2014 و2020، ارتفعت الديون الحكومية العمانية من 5% إلى 80%، وخلقت مشكلة مالية خطيرة في مسقط تفاقمت خلال جائحة "كورونا".

وتأتي زيارة السلطان "هيثم بن طارق" للسعودية بعد بضعة أسابيع من الاحتجاجات في مدينة صحار في عمان بسبب بطالة الشباب، واستجابت الحكومة آنذاك بخلق المزيد من فرص العمل في القطاع العام، لكن السلطات العمانية تدرك أن هذا ليس حلا طويل الأجل، حيث تحتاج البلاد إلى قطاع خاص أنشط واستثمارات محلية وأجنبية لتقليل الاعتماد على القطاع العام وتنويع إيراداتها.

من هذا الباب، تحاول الدولتان زيادة إيراداتهما غير النفطية محاولتان استكشاف إمكانيات التكامل الاقتصادي وفوائد موقع عمان الآمن نسبيا لتأمين صادرات النفط من السعودية ودول الخليج الأخرى والعراق.

تقوم عمان أيضا ببناء منطقة صناعية بمليارات الدولارات في الدقم؛ وصحيح أن السعودية استثمرت في البداية في المجمع في عام 2018، لكنها ستستفيد من استثمارات سعودية أخرى.

في الشق السياسي، أدى موقف عمان المحايد في المنطقة، واستعدادها للانخراط مع إيران خلال فترات التوترات الإيرانية السعودية، لإثارة غضب الرياض وثبط ذلك من الاستثمارات السعودية في عمان.

لكن تولى "جو بايدن" للرئاسة في الولايات المتحدة وجهود الرياض المتعثرة لإخراج نفسها من النزاع اليمني، وعلاقة عمان الودية مع إيران و"أنصار الله"، قد تغدو مفيدة للسعوديين.

وبما أن الرياض وطهران تعيدان فتح قنوات الحوار في بغداد، فيمكن للبلدين استخدام عمان كموقع حوار آخر، حيث أصبح العراق أكثر انشغالًا بانتخاباته القادمة ومحاولة تخفيف السلسلة المتصاعدة من الهجمات بين القوات الأمريكية والميليشيات التي تدعمها إيران.

وإذا أصبحت المحادثات السعودية الإيرانية في بغداد غير ملائمة من الناحية السياسية، فستكون عمان مكانا طبيعيا لإجراء المفاوضات اللاحقة، حيث أثبتت عمان تاريخيا أنها وسيط ناجح في صراعات إقليمية أخرى، والسعودية اليوم في ظل مواجهتها السياسية مع الإمارات، لن تفوت فرصة الاستفادة من السلطنة.

أضيف بتاريخ :2021/07/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد