التقارير

#تقرير_خاص : نفق الحرية ينعش آمال التغلب على الاحتلال الإسرائيلي


رائد الماجد...

فر 6 أسرى فلسطينيين من سجن "جلبوع" شديد الحراسة في شمال الأراضي المحتلة عبر نفق حفروه، ويبدو أنهم نسقوا هروبهم عبر هاتف جوال مهرب، وأدت المطاردة التي تلت ذلك، إلى جانب عناوين الصحف الإسرائيلية والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى خلق حالة من "أفلام الأكشن" حول الحدث، الذي جاء في عيد رأس السنة اليهودية.

وتم التخطيط للهروب بالرغم من الإغلاق المفروض في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة خلال العطلة. وكان رد الحكومة الإسرائيلية ومصلحة السجون الإسرائيلية مفاجئا ومهيناً لـ"إسرائيل" وقبضتها الأمنية، وسرعان ما أصبح هذا الهروب من السجن حدثاً رمزياً، ربما أعطى الأمل في أن يتمكن جميع الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي من إيجاد طريقة للتحرر.

ويعاني الأسرى الفلسطينيون من انتهاكات عديدة داخل السجون الإسرائيلية، ويتعين عليهم دفع ثمن الطعام ومنتجات النظافة من جيوبهم، وبالرغم من قيام السلطة الفلسطينية بتحويل مدفوعات إلى حسابات مقصف السجناء للمساعدة في إبقائهم على قيد الحياة، فقد هاجم سياسيون إسرائيليون يمينيون هذا الأمر، وفي عام 2018 أقر الكنيست قانونا لخصم هذه المدفوعات من أموال الضرائب التي تجمعها "إسرائيل" نيابة عن السلطة الفلسطينية.

العمى الاستعماري

وفي تغطيتها للخرق الأمني، أخفقت مصادر الأخبار الإسرائيلية في ذكر أكبر خرق على الإطلاق، وهو عمى المجتمع الاستعماري الإسرائيلي، الذي تفوق عليه هؤلاء الأسرى بسهولة.

نتذكر المسلسل الوثائقي القصير "مجيدو" حول سجن "مجيدو" الإسرائيلي، ركز ضباط المخابرات على رسم لسجين، تم تفسيره على أنه خطة لعملية اختطاف، وبدا الضباط مترددين في قراءة النصوص باللغة العربية أو الاستماع إلى المحادثات العربية، وبدلا من ذلك ركزوا على الرسم، وبالفعل، فإن دراسة اللغة العربية من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية في تراجع منذ عقود، لأنها تعتبر بالنسبة لهم مهينة.

وفي الوقت نفسه، صوّر برنامج تلفزيوني ساخر حديث يُدعى "شاباس" سجنا خياليا يحتجز فيه سجناء إسرائيليون وفلسطينيون جنبا إلى جنب، وصور المسلسل السجناء الفلسطينيين على أنهم غير سياسيين، ومهووسون بالطعام النباتي، والهوية الجنسية، والتلفزيون والحلوى. وعندما أتيحت لهم الفرصة للمطالبة بالإفراج، اختاروا البقاء خلف القضبان، وهو انعكاس واضح للخيال الإسرائيلي عن الفلسطينيين باعتبارهم أقل شأنا، وأغبياء وكسولين، وحتى ممتنون لـ"رفاهية" الحياة داخل السجن.

وقال مسؤول كبير في "شاباس" لصحيفة "هآرتس" إنه كان من الخطأ وضع سجناء من جنين في سجن جلبوع القريب من شمال الضفة الغربية (حيث تقع جنين).

وترسل مصلحة السجون بشكل روتيني سجناء جنين إلى سجن "كتسيعوت" في الجنوب. ويكشف ذلك عن عدم اكتراث السلطات الإسرائيلية بالقانون الدولي. ووفقا للمادة 76 من اتفاقية جنيف الرابعة، لا يجوز نقل السجناء خارج الأراضي المحتلة. ويشكل النقل الممنهج للأسرى الفلسطينيين إلى سجون داخل إسرائيل انتهاكا لحقهم في تلقي زيارات من أفراد عائلاتهم.

التخطيط الدقيق

ويبدو أن الهروب تم التخطيط له بعناية من داخل السجن وخارجه، من خلال استخدام هاتف مهرب. وبحسب ما ورد، كان حراس السجون الإسرائيلية مترددين في البحث عن الهواتف المهربة ومصادرتها، واختاروا بدلا من ذلك حلا تقنيا؛ حيث تم تركيب أجهزة للتشويش على الشبكة لتعطيل الاتصالات الخلوية.

وأدت الاحتجاجات المستمرة من قبل سجناء حماس إلى إجبار مصلحة السجون على إيقاف تشغيل هذه الأجهزة، لكن مجرد وجودها سمح لسلطات السجن بالشعور بالراحة، ما جعل من الممكن للسجناء التخطيط للهروب.

وينتمي السجناء الستة الذين فروا إلى أطراف سياسية مختلفة، بما في ذلك فتح والجهاد الإسلامي، لكن جميعهم من جنين وعملوا معا كفريق واحد. وفي حين أن الاتهامات ضدهم متباينة، كان الستة يعلمون أن نظام الفصل العنصري الذي تديره السلطات الإسرائيلية سيمنع أي فرصة لتحقيق العدالة.

ولا يترك رفض السلطات الإسرائيلية السماح بمحاكمات عادلة للفلسطينيين أي خيار سوى اعتبار جميع الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية سجناء سياسيين لذلك فإن لهم جميعا الحق في الهروب.

أضيف بتاريخ :2021/09/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد