التقارير

#تقرير_خاص: كيف يستعد ولي العهد للحكم مع تراجع صحة الملك السعودي؟

محمد الفرج...

تثير صحة العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبد العزيز" اهتماماً كبيراً داخل وخارج السعودية، وترقبا إقليميا ودوليا لمستقبل الحكم في الدولة الأكبر والأغنى خليجياً، وسط تساؤلات طرح مفادها: كيف يتجهز الوريث لحكم السعودية؟

الملفت مؤخراً هو تناول صحة الملك بشكل رسمي وعلني في بيانات ملكية، كان آخرها، إعلان الديوان الملكي السعودي، الأحد الماضي، أن الملك "سلمان" أجرى في مستشفى الملك "فيصل" التخصصي بجدة، منظاراً للقولون، مؤكداً أن النتيجة سليمة، مقارنة بما كان يفرض في السابق من سرية وتكتم شديدين حول ذلك.

التطورات المتعلقة بحالة "سلمان" صحيا، صاحبها لقطات متلفزة، بثها التلفزيون السعودي، في وقت سابق، يظهر خلالها الملك، البالغ من العمر 86 عاما، وهو يسير مستخدما عكازا، مع ابنه ولي العهد (34 عاما)، الذي يصغره بأكثر من 50 عاما.

كيف يتجهز الوريث لحكم السعودية؟

يصف مراقبون "ابن سلمان" بأنه "الملك غير المتوّج" في إشارة إلى كونه الحاكم الفعلي للسعودية، والذي يتجهز سياسياً لهذا اليوم.

إذ انفرد باستقبال الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، ديسمبر/كانون الأول 2021 واصطحب "بن سلمان" الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" في جولة بسيارته في الدرعية، مارس/آذار الماضي.

والشهر الماضي، ظهر الملك "سلمان" في استقبال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، ربما لإظهار الحفاوة به، لكن المباحثات الجدية كانت محور لقاء مغلق بين "أردوغان"، وولي العهد السعودي في قصر السلام الملكي.

ووفق دبلوماسي غربي في الرياض، فإن الترتيبات مع الديوان الملكي باتت تتم من خلال مكتب الأمير محمد، الملك لا يظهر في الصورة منذ فترة طويلة قاربت على السنتين"، مؤكدا أن ولي العهد "تجاوز فكرة أنه ملك قيد الإعداد إلى فكرة أنه ملك (غير متوج بعد) في القصر".

ويرى مراقبون لـ"الجارديان" البريطانية، أن عملية انتقال الحكم من الأب إلى الابن قد حدثت بالفعل، بعد إزاحته لمنافسيه الواحد تلو الآخر من طريقه خلال السنوات الماضية.

وخلال السنوات الماضية، استهدف "بن سلمان" ولي العهد السابق "محمد بن نايف"،  وشقيقه الأمير "نواف بن نايف"، كذلك استهدف عمه الأمير "أحمد بن عبدالعزيز" شقيق الملك "سلمان"، وآخرين من الأمراء والمسؤولين، ضمن اعتقالات فندق الريتز كارلتون، لإخماد أي حراك من داخل العائلة الحاكمة للتخلص منه.

ويمكن القول، إن "بن سلمان" يحصل على كثير من نفوذه من خلال التصرف باسم والده، بحسب كبير الباحثين في معهد واشنطن "حسين إيبيش".

ربما عطلت جريمة مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، بقنصلية المملكة بإسطنبول 2018، خطوات انتقال العرش له، لكن التقارب مع قطر وتركيا، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وتوظيف ورقة النفط، والتطبيع المحتمل مع إسرائيل، والانفتاح الذي أحدثه داخل المملكة، وتخلصه من منافسيه، تعد بمثابة تحولات مهمة أعادته بقوة للمشهد، وربما تحتم على الغرب القبول به ملكا للسعودية.

أضيف بتاريخ :2022/05/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد