التقارير

#تقرير_خاص : ماذا ستحقق المصالحة السعودية الإيرانية إن تمت؟

محمد الفرج...

تخلق تلك التحركات لتخفيف التوترات بين السعودية وإيران تأثيرات قد تطال دولا أخرى في المنطقة، وكانت اليمن واحدة من هذه الدول التي قد يطالها هذا التأثير خاصة أنها مازالت تتعرض لحرب شعواء من قبل التحالف السعودي منذ عام 2011، لكنها أصبحت الآن فرصة لتنفيذ إجراءات بناد الثقة كجزء من المحادثات بين الطرفين في العراق.

وتمكن "أنصار الله" خلال هذه الفترة الطويلة من مهاجمة الأراضي السعودية بشكل متكرر وتشير تقديرات عام 2015 إلى أن حرب اليمن كانت تكلف السعودية في تلك المرحلة ما يصل إلى 6 مليارات دولار شهريا.

مؤخراً، تم استئناف المحادثات بين السعودية وإيران (بعد توقف دام عدة أشهر) بعد فترة وجيزة من وقف إطلاق النار المؤقت في اليمن، وإذا استمر وقف إطلاق النار فقد يكون خطوة أولية مهمة نحو إنهاء الحرب في اليمن وبناء الثقة بين الرياض وطهران.

ومن المرجح أن تؤثر المفاوضات بين السعودية وإيران على السياسة في لبنان والعراق أيضا، حيث تدعم طهران والرياض القوى السياسية المتنافسة.

واستنكر مسؤولون لبنانيون لغة أمين حزب الله السيد حسن نصرالله القاسية المعادية للسعودية، وقال رئيس لبنان "ميشال عون" إن "اللبنانيين حريصون على الحفاظ على العلاقات مع الدول العربية وخاصة دول الخليج وفي مقدمتها السعودية".

وبعد انتخابات 15 أيار فإن تشكيل الحكومة ستكون مهمة شاقة لكن إذا تراجعت التوترات بين السعودية وإيران نتيجة المحادثات فقد يكون تشكيل الحكومة أكثر سلاسة وقد يكون هناك مساحة لخلق تفاهم أفضل بين الرياض وطهران على هذه الجبهة أيضا.

وفي العراق، تم اتهام الميليشيات المتحالفة مع إيران بتنفيذ عدد من الهجمات على السعودية. على سبيل المثال، يُشتبه في قيام "كتائب حزب الله" بشن هجمات على منشآت النفط السعودية في عام 2019 وقصرا ملكيا سعوديا في عام 2021.

كما قد خفض التوترات بين السعودية وإيران إلى إبعاد الرياض عن فكرة الانضمام إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل المعروفة باسم "اتفاقيات إبراهيم".

فمنذ توقيع الاتفاق النووي مع إيران في عام 2015، انفتحت السعودية على "إسرائيل"، حيث اعتبرت إسرائيل ثقلا موازنا محتملاً لإيران.

وبحسب ما ورد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "بنيامين نتنياهو" مع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" عام 2020، وأعلن الرئيس الإسرائيلي "إسحاق هرتسوج" مؤخرا إنه سيكون سعيدا بزيارة السعودية.

وفي سبتمبر/أيلول 2021، تناقلت التقارير أن مستشار الأمن القومي "جيك سوليفان" ناقش تطبيع العلاقات بين السعودية و"إسرائيل" مع ولي العهد السعودي، ويبدو أن "بن سلمان" لم يرفض الفكرة.

وقال "بن سلمان" مؤخرا إن السعودية لا تعتبر "إسرائيل" عدوا، بل تعتبرها "حليفاً محتملاً، ومع ذلك، فإن ذوبان الجليد في العلاقات بين المملكة وإيران، قد يزيل أحد الدوافع السعودية لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل".

وبالنسبة للسعودية وإيران، لا يزال هناك العديد من الخطوات قبل أن يتمكن الطرفان من بناء ثقة دائمة، فقد استغرق العداء بين البلدين عقودا وشمل أبعاد جيوسياسية وطائفية واقتصادية ومع ذلك فإن المفاوضات، التي تحول البلدين بعيدا عن المواجهة العسكرية وتدفعهم إلى المساحة السياسية لتسوية الخلافات، تعد تطورا واعدا قد يكون له آثار غير مباشرة على الأمن الإقليمي الأوسع.

أضيف بتاريخ :2022/05/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد