التقارير

#تقرير_خاص : حياة المعارضين في #السعودية في خطر بسبب "جوجل"

رائد الماجد...

تعتزم شركة "جوجل" إنشاء "منطقة سحابية" في السعودية، وتؤكد أنها سوف تحمي بيانات المستخدمين، بيد أنه وبالرغم من تطمينات الشركة، يحذر نشطاء ومنظمات حقوقية من أن خطط "جوجل" ستشكل خطرا على حياة المعارضين في السعودية.

عندما يتطرق الحديث إلى التجسس الرقمي، فإن السعودية تمتلك سجلا سيئاً، فقد أفادت تقارير بأن الحكومة السعودية استخدمت برنامج التجسس السيئ السمعة "بيجاسوس" عام 2018 للتجسس على أفراد من عائلة الصحفي المعارض "جمال خاشقجي" الذي قُتل في ذلك العام داخل القنصلية السعودية في تركيا.

وبعد ذلك بعام، اتهم موظفان سعوديان سابقان كانا يعملان في شركة "تويتر" في الولايات المتحدة، باستخدام الموقع للكشف عن الأصوات التي تنتقد الحكومة على المنصة ذات الانتشار الكبير.

وشهد العام الماضي صدور حكم بالسجن لمدة 20 عاما ضد عامل إغاثة سعودي يدعى "عبدالرحمن السدحان" بسبب سخريته من الحكومة عبر نشره تغريدات فيما يُعتقد أن قضيته مرتبطة باختراق الحكومة لموقع "تويتر".

وعندما يأتي الحديث عن محرك البحث العملاق "جوجل" الأكثر استخداما في العالم، تؤكد الشركة على أنها تحمي بيانات المستخدمين، لكن ظهرت على الساحة مؤخرا خلافات بين الشركة وحكومات استبدادية.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل طرحت مجموعة من النشطاء بدعم من منظمة "أكسس ناو" قرارا يمهد الطريق أمام المستثمرين في "جوجل" للتصويت على خططها في السعودية خلال الاجتماع العام السنوي لشركة "ألفابت Alphabet Inc" المالكة لـ"جوجل" الذي عُقد في الأول من يونيو/حزيران الجاري.

ودعا الاقتراح إلى تكليف "جوجل" بإعداد تقرير لتقييم إنشاء "مراكز بيانات سحابية في بلدان بها قلق كبير حيال قضايا حقوق الإنسان"، وقد حظي المقترح بدعم أكثر من 57% من المساهمين المستقلين الذين حضروا الاجتماع من أجل اعتماد القرار، بيد أن الإدارة التنفيذية في شركة "جوجل" كانت أكثر غلبة خلال التصويت، ما أدى إلى رفض القرار.

ورغم وضوح القضايا السياسية حيال إنشاء "منطقة سحابية" في السعودية، إلا أن كثيرين لا يدركون المخاوف التقنية من وراء إنشاء ما تُعرف بـ"الخدمات السحابية".

يقوم المستخدمون لأغراض شخصية أو تجارية بتشغيل أجهزة الإنترنت باستخدام ما يُعرف بـ"السحابة" ما يعني أن البيانات الخاصة بالصور والوثائق والموسيقى والبريد الإلكتروني والرسائل الأخرى، يجري تخزينها في مكان آخر غير الهاتف الذكي أو جهاز الحاسب الآلي.

كذلك فإن البرنامج الذي يسمح للمستخدم بتشغيل موسيقى أو نشر صور يجرى تشغليه من خلال أجهزة كمبيوتر كبيرة في مواقع أخرى بمعنى أن وصول المستخدم وتشغيل البرنامج يكون عبر الاتصال بالإنترنت، وفي هذا الصدد، فإن مصطلح "المنطقة السحابية" يرمز إلى مواقع أنظمة الحواسيب الخارجية فيما بات يُعرف بـ"مركز البيانات".

السعودية تأخرت كثيرا في سباق "الخدمات السحابية"، كما أن قانون حماية البيانات الجديد في السعودية والذي سيدخل حيز التنفيذ مطلع العام المقبل لا يسمح للجهات التي تجمع البيانات بالكشف عن البيانات الشخصية إلا في حالة تقديم الحكومة بطلب لأسباب منها الأسباب الأمنية.

في نظام استبدادي مثل هذا، فإنه من الصعب تخيل كيف سيكون بمقدور جوجل أو أي فرد تحدي الحكومة، فقانون الجرائم الإلكترونية السعودي الذي دخل حيز التنفيذ في السعودية عام 2007 يعد من أكثر القوانين قمعا في المنطقة.

أضيف بتاريخ :2022/06/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد