التقارير

#تقرير_خاص : #السعودية تميل لروسيا.. وبوتين يتقدم على بايدن بجذبه لحلفائه

رائد الماجد...

"ميل سعودي متميز نحو روسيا، لم يرتق إلى مستوى التحالف السياسي الصريح ولكنه ترتيب يفيد الجانبين".. هكذا علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على قيادة موسكو والرياض منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" والمنتجين المتحالفين معها "أوبك+" لدفعهم إلى خفض أهداف الإنتاج في محاولة لدعم أسعار النفط العالمية.

بينما تشهد التحركات العسكرية الروسية في أوكرانيا تغييرات ملحوظة، تركز روسيا على تحالفتها الاقتصادية في بلدان غير غربية خاصة السعودية التي استثمرت  أكثر من 600 مليون دولار في شركات الطاقة الثلاث المهيمنة في روسيا.

وخلال الصيف، عندما خفضت الولايات المتحدة وكندا والعديد من الدول الأوروبية وارداتها النفطية من روسيا، ضاعفت السعودية كمية زيت الوقود الذي تشتريه من روسيا لمحطات الطاقة التابعة لها، وتمثل هذه التحركات مجتمعة ميلاً سعودياً متميزاً نحو روسيا بعيداً عن الولايات المتحدة.

ولا يرقى الموقف السعودي إلى مستوى التحالف السياسي الصريح بين ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، لكن الجانبين وضعا ترتيبا يفيدهما.

يقول بعض الخبراء في مجال الطاقة، إن المملكة تحاول تحقيق مصالحها، إذ نقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي السابق لشركة "أرامكو" السعودية "سداد إبراهيم آل حسيني"، قوله: "تحمي هذه القرارات المصالح التجارية الخاصة بالمملكة العربية السعودية، ولها معنى هائل من منظور المملكة العربية السعودية الاقتصادي".

في حين يشير بعض المسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة في الشرق الأوسط إلى أن الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى لم توفر شراكة موثوقة لمصدري النفط، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى سعيهم لفطم العالم عن الوقود الأحفوري في محاولة للتصدي لتغير المناخ، وفقا لتعبير الصحيفة.

وبالنظر إلى المعاملة بالمثل - والتي هي غائبة بشكل لافت للنظر في الوقت الحالي عن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية - فإن مكاسب المملكة أكبر من أن يتم التضحية بها على مذبح محاولة الولايات المتحدة توسيع الناتو وحماية هيمنتها العالمية، لهذا السبب لا تزال السعودية ملتزمة باتفاق "أوبك+" مع روسيا.

وبالنسبة لروسيا، فإن الشراكة النفطية مع السعودية للحفاظ على "أوبك+" هي المفتاح، وكما يظهر معدل النمو في السعودية، فإن هذه الشراكة ضرورية للمملكة أيضاً، وبالتالي، هناك فرصة لكلا البلدين لتوسيع علاقاتهما من مستوى الجغرافيا الاقتصادية إلى مستوى الجغرافيا السياسية.

ومن خلال العمل بشكل أوثق مع روسيا، فإن السعودية تصعّب فعليا على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عزل "بوتين"، فبينما تستعد أوروبا للحد بشكل كبير من كمية النفط التي تستوردها من روسيا، تتدخل السعودية ودول مثل الصين والهند كمشترين للملاذ الأخير.

من الرائع أن تكون روسيا قادرة على إبقاء السعودية في صفها، فهدف بوتين هو التدخل بين الولايات المتحدة وحلفائها، وفي حالة علاقة الولايات المتحدة بالسعودية، يحرز بوتين بعض التقدم.

أضيف بتاريخ :2022/09/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد