التقارير

#تقرير_خاص: صراع القوى في سوريا: من أبو محمد الجولاني إلى التحولات الإقليمية

عبدالله القصاب

في خضم الفوضى السياسية التي تعصف بسوريا، اتخذ أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، قرارًا استراتيجيًا بتوجيه بوصلته نحو السعودية كوجهته الخارجية الأولى. هذا القرار يحمل في طياته دلالات عميقة حول التحولات الجيوسياسية في المنطقة، ويعكس الصراعات الخفية بين القوى الكبرى.

الجولاني، الذي كان يُعرف سابقًا برئيس جبهة النصرة الإرهابية، يبدو أنه قد تحول إلى شخصية محورية في المشهد السوري الجديد. اختياره للسعودية كحليف يعكس رغبة الرياض في استعادة دورها كقوة رئيسية بعد فترة من التراجع. فالسعودية ليست فقط تسعى لدعم نهوض سوريا، بل تأمل أيضًا في رفع العقوبات الدولية عنها.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هذا التعاون نابع من مصلحة حقيقية لسوريا أم أنه مجرد أداة في صراع أكبر بين أنقرة والرياض؟ يبدو أن السعودية تستغل الوضع الحالي لتأكيد وجودها كلاعب أساسي بعد فترة طويلة من الغياب عن الساحة السورية.

من جهة أخرى، تبرز الولايات المتحدة كمراقب رئيسي لهذا الصراع. هل ترى واشنطن في هيئة تحرير الشام طالبان جديدة؟ السيناريوهات تتكرر، حيث تتشابه الأحداث الحالية مع ما شهدته أفغانستان قبل عقود. الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا تتجلى بوضوح في سوريا، حيث تُستخدم البلاد كساحة لاستنزاف الخصوم.

زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى دمشق تعكس أيضًا تغيرات جديدة على الساحة العربية. هذه الزيارة تُعتبر الأولى لزعيم عربي منذ سقوط النظام السابق، مما يشير إلى إمكانية إعادة تشكيل العلاقات الإقليمية.

تتزايد التساؤلات حول مستقبل الصراع بين الرياض وأنقرة. هل ستنجح السعودية في تحقيق تطبيع مع إسرائيل وتوسيع نفوذها على حساب سوريا؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن ذلك قد يفتح الباب أمام تحولات جذرية في المنطقة.

في النهاية، يبقى مستقبل سوريا غامضًا وسط هذه الديناميكيات المتغيرة. التحالفات الجديدة قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة، وقد يكون الجولاني هو المفتاح لفهم هذه التحولات المعقدة. إن ما يحدث اليوم ليس مجرد صراع محلي بل هو جزء من لعبة أكبر تشمل قوى إقليمية ودولية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب الشعب السوري ومعاناته المستمرة.

أضيف بتاريخ :2025/02/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد