غياب السؤال المتحرّر... إلى متى الجريمة؟
النمطان المعيشي والفكري الصحيان يؤمنان لنا قدرة على الاستمرارية والمواجهة والفعل، فنمط التفكير مثلاً واكتساب العادات والبناء عليها أفكاراً لا تنتمي في كثير من الأحيان إلى أي فكر متجذّر ومشبع بالقيمة الأصيلة كبعض الطقوس والأعراف الدينية والاجتماعية التي تستبطن إمعاناً في العبودية التي ندعي التخلص منها كتأليه الأشخاص والتعصب الأعمى لحزب أو جماعة أو استسلام كالأنعام لكلام يسطّح وعينا ويخدّر عقولنا تحت هذا المنبر أو ذاك، والإقبال على هذا الفكر أو ذاك من دون تعقل وتدبر لهو خلاف الصحة في التفكير والعيش السويّ، بما يعني حتماً الجنوح نحو الموت والتصحر والسلب للإرادة والحضور المتعدد الجوانب للإنسان في ساحات المواكبة للغة الزمن وكدحه في الحياة بوتيرة متسارعة. وهو ما يفسر رتابة عيشنا وتجمد حركتنا ويباس حيويتنا في كثير من الميادين وبخاصة الروحية والأخلاقية والسياسية، واستسلامنا لخطاب غيبي نفسّر على أساسه كثيراً من أحداث الحياة لا علاقة له بها من قريب أو بعيد، وهذا ما حصل مع جماعات وشعوب اندثرت، لكننا لا نزال نحمل نفس روحيتها وذهنيتها البدائية المتوحشة.
المزيد