وليد شرارة

  • أميركا وتحالفاتها «الرخوة»

    من علامات الانحدار المستمر للإمبراطورية الأميركية على الصعيد العالمي، التراجع المتزايد في قدرتها على التحكم بالحلفاء، وعلى إلزامهم بسياسات تتناقض مع مصالحهم القومية الحيوية

  • استقالة ماتيس: تهديدات وفرص

    تعليقاً على استقالة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، كتب هال براندس، الأستاذ في كلية الدراسات الدولية العليا في جامعة «جون هوبكينز»، أن «تداعيات الموجة الارتدادية من وراء البحار للهزّة الزلزالية التي سبّبتها الاستقالة على الساحة السياسية الأميركية ستكون تدميرية أيضاً».

  • «حماية إسرائيل» والدفاع عن ابن سلمان

    أشهر دونالد ترامب حجته الأقوى دفاعاً عن محمد بن سلمان في مواجهة الهجوم الشرس الذي يتعرّض له، من داخل المؤسسات الأميركية وخارجها، الهادف لحمله على التخلي عن هذا الأخير. سبق للرئيس الأميركي الحديث مراراً وتكراراً عن أهمية الشريك السعودي بالنسبة للولايات المتحدة على المستوى الاقتصادي والتجاري والاستراتيجي لتبرير استمرار علاقات التحالف معه باسم المصالح الوطنية العليا لبلاده بمعزل عن مسؤولية ولي العهد الجموح عن جريمة قتل جمال خاشقجي. لم تنجح مجمل حججه في تهدئة الحملة الداخلية التي يتعرّض لها والتي انتقلت إلى مرحلة جديدة من التصعيد بعد تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الذي يشير بوضوح إلى الدور المركزي لابن سلمان في الجريمة. أخرج ترامب من جيبه مضطراً ما يعتقد أنه الورقة الأقوى الكفيلة بإفقاد الحملة المضادة جزءاً كبيراً من قوتها الدافعة، وهي مساهمة السعودية في «حماية إسرائيل»: «لولا السعودية، لكانت إسرائيل في مأزق كبير». يشي استخدامه هذه الورقة عن عزمه في المضي إلى أبعد الحدود للذود عن حليفه لكن لهذا الاستخدام، الذي تم بتنسيق كامل مع إسرائيل واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، تداعيات أكيدة على المواجهة الدائرة في أميركا والتي استعرت على خلفية قضية خاشقجي من جهة، وعلى المستوى العربي والإسلامي بعد الكشف عن العروة الوثقى التي تربط بين حكام السعودية الحاليين والكيان الصهيوني من جهة أخرى.

  • المتهم ابن سلمان والمُستهدف ترامب: CIA تنتقل إلى الهجوم

    الأسوأ بنظر «الوكالة» هو تعدّي كوشنر على صلاحياتها بخصوص العلاقات مع السعودية (أرشيف)

  • من التحالف إلى التقاطع

    ختمت تغريدات الرئيس دونالد ترامب الساخرة من معدلات الشعبية المنخفضة للرئيس إيمانويل ماكرون ما اصطلح على تسميته الإعلام الغربي «قصة الحب الأخوية» (Bromance) بين الرجلين. لقد جهد ماكرون لمحاولة المحافظة على أفضل الصلات الشخصية مع ترامب، على الرغم من التباينات والخلافات السياسية بينهما حول ملفات دولية حساسة كاتفاقية باريس للمناخ والاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني ومعاهدة الصواريخ المتوسطة المدى، على عكس المسؤولين الألمان مثلاً، الذين ساءت علاقاتهم الشخصية معه بسبب الخلافات حول هذه الملفات وغيرها. لم تنجح العلاقات الشخصية الجيدة في كبح جماح غضب الرئيس الأميركي من تصريحات نظيره الفرنسي عن ضرورة تشكيل جيش أوروبي لحماية القارة العجوز «من الصين وروسيا وحتى الولايات المتحدة». وبمعزل عن إمكانية أن تكون هذه التصريحات تمهيداً لقرار سياسي فعلي في المضي بخيار من هذا القبيل، وهي إمكانية يعززها موقف المستشارة أنجيلا ميركيل الأخير المرحّب بالفكرة، فإن ما تكشفه هو بداية أزمة ثقة حقيقية داخل «الحلف الأطلسي»، الموروث من الحرب الباردة، شديدة الارتباط بالتحولات التي طرأت على العلاقات الدولية في العقدين الأخيرين وعلى طبيعة التحالفات التي باتت تعقدها الدول وحتى الجماعات غير الدولتية. العلاقات الدولية المتحولة تزخر بالاتجاهات المتناقضة، لكن إحدى أبرزها هي الانتقال من التحالفات الثابتة والحصرية بين اللاعبين على الصعيد العالمي إلى التقاطعات الظرفية والمتغيرة بين بعضهم البعض. إدراك هذا الواقع المستجد يكتسب أهمية خاصة بالنسبة إلى دول وشعوب الجنوب لما قد يتيحه من فرص لتوسيع هوامش حركتها ولاستغلال التناقضات المتزايدة بين القوى الكبرى القديمة والصاعدة.

  • الولايات المتحدة وإسرائيل: من التحالف إلى التماهي

    انتشر اعتقاد بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، في المنطقة العربية وفي العالم، أن أحد تداعياته المباشرة سيكون تراجع أهمية إسرائيل الاستراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة. استند هذا الاعتقاد إلى فرضية أن التحالف الأميركي-الإسرائيلي ارتبط بسياق الحرب الباردة، وكان جزءاً من منظومة التحالفات التي نسجتها الولايات المتحدة على المستوى الدولي، لمواجهة الاتحاد السوفياتي وحلفائه، وبينهم التيار القومي العربي الصاعد بقيادة مصر الناصرية. وأتت حرب تدمير العراق الأولى، بحجة تحرير الكويت، في بداية عام 1991، ومن ثم رعاية الولايات المتحدة لعملية السلام المزعومة التي انطلقت مع مؤتمر مدريد في نهاية العام نفسه، لترسخ الاعتقاد المذكور. ورأى بعضهم في الضغط الذي مارسته إدارة جورج بوش الأب على حكومة إسحاق شامير لإجبارها على حضور المؤتمر، مؤشراً إلى بداية تحول في السياسة الأميركية حيال إسرائيل وعزم على إلزامها بتطبيق القرارات الدولية التي تنص على انسحاب قواتها من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، خاصة القرارين 242 و 338، والتي شكلت أساساً «لمبدأ مدريد» وهو الأرض مقابل السلام. أدرج هذا التحول في سياق سياسة أميركية جديدة تقوم على ضرورة ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط عن طريق تسوية الصراع العربي-الصهيوني برعاية الولايات المتحدة لتثبيت هيمنتها على المنطقة. لكن جميع التطورات اللاحقة، خاصة تلك المتصلة «بالرعاية» الأميركية للعملية التفاوضية، أثبتت استمرار ــ بل وحتى تعاظم ــ الانحياز الأميركي لإسرائيل، من إدارة بيل كلنتون إلى إدارة دونالد ترامب. لقد ظهر بوضوح أن التحالف الاستراتيجي قد انتقل إلى مرتبة العلاقة العضوية بين البلدين لأسباب عدة أبرزها التماهي الثقافي-الأيديولوجي بين نخبهما الحاكمة، في ظل وضع دولي وعربي جعل الإجهار بالتماهي ممكناً.

  • قضية خاشقجي وتوظيفاتها المتعددة

    لا شك في أنّ وحشية ووقاحة الجريمة التي ارتكبها النظام السعودي بحق مواطنه جمال خاشقجي، وهي جريمة علنية بكل ما للكلمة من معنى تكاد تكون وقعت أمام الكاميرات، تفسران جزئياً قوة استنكار قطاعات واسعة من الرأي العام العالمي لها. لكن تحولها إلى قضية دولية بامتياز بفعل مواقف السياسيين الأوروبيين والأميركيين وقراراتهم حيالها واحتلالها صدارة أخبار المؤسسات الإعلامية الغربية يرتبط بتوظيفها الأيديولوجي والسياسي من قبل هؤلاء وغيرهم كالرئيس التركي رجب طيب أردوغان. هي باتت جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات سياسية ولم تعد مجرد قضية إنسانية أو أخلاقية. «الضمير العالمي» الذي يعتقد البعض أنه استيقظ نتيجة هول الجريمة لا وجود له إلا في مخيلاتهم الخصبة، وتأثيره والقيم الأخلاقية في السياسة الدولية هو بقدر تأثير الموسيقى أو الشعر عليها. نحن أمام قضية، في السياق العالمي الحالي، من نمط القضايا القابلة للاستخدام من قبل قسم وازن من القوى المسيطرة لإنفاذ أجنداتها وتصفية حساباتها وممارسة الابتزاز، وستكون لها تداعيات على الفريق الحاكم في السعودية أولاً، وعلى إدارة ترامب بدرجة أقل.

  • خاشقجي... لماذا قتلته السعودية؟

    لم يكن جمال مجرد صحافي أو حتى معارض، بل كان وثيق الصلة بالرئيس الأسبق للاستخبارات العسكرية (أ ف ب )

  • جمال خاشقجي ومحنة الليبراليين العرب

    المصير المأسوي للكاتب والصحافي السعودي جمال خاشقجي يختصر محنة الليبراليين العرب مع النظام الليبرالي الدولي، أي منظومة الهيمنة الغربية بقيادة الولايات المتحدة، وخيباتهم المتكررة من مزاعمه حول دعمه لجهودهم ومساعيهم من أجل الإصلاح الديمقراطي في البلدان العربية. سيكون لقضية خاشقجي التي كشفت عن شراسة منفلتة من عقالها لقمع وحتى تصفية أي معارض أو مجرد ناقد، تداعيات سلبية أكيدة على صورة ولي العهد «الشاب» محمد بن سلمان، وعلى صدقية ادعاءاته الاصلاحية والتجديدية. الملايين التي أنفقت لتظهير تلك الصورة وتعزيز الصدقية أمام الرأي العام الغربي ذهبت هباءً منثوراً. لكن تبعات القضية على العلاقات الاستراتيجية الأميركية - السعودية خصوصاً، والغربية - السعودية عموماً، ستكون محدودة جداً أو معدومة. قد يستخدمها الرئيس دونالد ترامب بشكل آني من أجل المزيد من الابتزاز المالي للمملكة، وهو جزء من سياسته المعلنة حيالها منذ وصوله إلى السلطة، وستنصاع عائلتها الحاكمة للابتزاز كما فعلت باستمرار. أما أية رهانات عن تدخّلات أو ضغوط غربية على المملكة، أو أي من الأنظمة الحليفة، من أجل الإصلاح، فهي من ضروب الأوهام الكثيرة التي غذتها المثالية المغفلة السائدة بين النخب الليبرالية العربية. الأنظمة والطغم الحاكمة في الدول العربية الحليفة للغرب هي بمثابة «الكنز الاستراتيجي» بالنسبة إليه، لن يتخلى عنها إلا مرغماً. لكن هذا حديث آخر.

  • حقائق جديدة حول جريمة مدبرة

    كان الهدف المعلن للاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، بحسب التصريحات والبيانات الصادرة عن حكومة بيغن-شارون آنذاك، هو «تدمير البنى التحتية لمنظمة التحرير الفلسطينية»، أي جميع منظمات المقاومة الفلسطينية والمؤسسات السياسية والاجتماعية والإعلامية والثقافية المرتبطة بالمنظمة. لكن مجريات الاجتياح، التي تخللتها عمليات استهداف واسعة النطاق للمخيمات الفلسطينية عبر القصف التدميري وارتكاب المجازر، التي وصلت إلى ذروتها مع مجزرة صبرا وشاتيلا، كشفت أن الغاية الفعلية لهذا الأخير تتجاوز القضاء على منظمة التحرير إلى القضاء على وجود الشعب الفلسطيني في لبنان. المشروع الصهيوني الذي قام على التطهير العرقي في فلسطين حاول تكرار جريمته في لبنان. لكن إرادة الصمود الأسطورية لدى الفلسطينيين في لبنان، الذين تعرضوا لعمليات قتل وتنكيل وحصار طوال عقد ثمانينات القرن الماضي وليس خلال الاجتياح وحده، منعته من بلوغ غايته. اليوم، بعد مرور أكثر من سبعين عاماً على النكبة في فلسطين، وستة وثلاثين عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا، قرّر الكيان الصهيوني، عبر تصويت الكنيست على قانون القومية اليهودية، الإعلان رسمياً عن طبيعته الاستيطانية الإحلالية. بحسب هذا القانون، «إسرائيل» هي الوطن التاريخي «للشعب اليهودي» حصراً، حيث يمارس «حقه في تقرير المصير». وكما في جميع حالات الاستعمار الاستيطاني الإحلالي التي سبقت، كالولايات المتحدة وأستراليا ونيوزلندا، لا مكان للسكان الأصليين إلا في المقابر الجماعية أو معازل القتل البطيء. وقد اعتقد الصهاينة بعد النكبة أنهم نجحوا في التخلص من الفلسطينيين، كما أكد أحد قادتهم، أبا إيبان، عندما جزم أن «الكبار سيموتون والصغار سينسون». كذّب الفلسطينيون أبا إيبان وانطلقت من مخيمات البؤس والتشرد والبطولة والفداء ، خارج فلسطين، الثورة الفلسطينية المعاصرة. ومع مضي أكثر من عقد ونصف على انطلاقتها وتمركز قواتها في لبنان، قرّر الصهاينة تكرار محاولة الإجهاز عليها واستكمال ما بدأوه عام 1948.

  • حرب إسرائيل على أنصار فلسطين في الولايات المتحدة

    غريش: المشكلة بالنسبة إلى اللوبي الإسرائيلي اتساع الهوة بين الجيل الجديد من الطلاب وإسرائيل

  • صراع في أعلى هرم السلطة

    الصراع في أعلى هرم السلطة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والدولة العميقة مستمر بقوة وبنحو لا سابق له في التاريخ المعاصر للولايات المتحدة. جميع رؤساء الولايات المتحدة يتعرضون لأشكال مختلفة من الضغوط ومن النقد العلني ومن حملات التشهير من قبل خصومهم السياسيين أو من قبل جماعات المصالح واللوبيات عندما تتضرر من سياساتهم.