عبد الباري عطوان

  • نَعمْ.. القُدس لَيست للبَيع.. وابتزازُ ترامب بقَطع المُساعدات الأمريكيّة عن “السّلطة” أكبرُ هَديّةٍ للشّعب الفِلسطيني

    يَتضرّع الكثير من الفِلسطينيين، ونَحن مِنهم، إلى الخالِق جلَّ وعَلا، أن يمضي الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب قُدمًا في تَهديداتِه ويَقطع مِنحة الـ300 مليون دولار سَنويًّا إلى السلطة الوطنيّة الفِلسطينيّة في رام الله، وأن تَحذو حَذوه الدّول الأُوروبيّة المانِحة الأُخرى، لأن هذا يَعني انهيارَ هذهِ السّلطة، والاتفاقات التي جاءَت بها (أوسلو) وما تَفرّع عَنها من تَنازُلٍ عن أكثر من 80 بالمِئة من الأراضي الفِلسطينيّة، والاعترافِ بالدّولة الإسرائيليّة.

  • لماذا رفع بنس الراية البيضاء وألغى زيارته إلى مصر وفلسطين المحتلة؟

    عندما يبدي العرب، او بعضهم شيئا من الحد الأدنى من الشجاعة، والشهامة، ويرفضون الاملاءات الأمريكية، فرادى أو مجتمعين، فإنهم يفرضون هيبتهم، ويظهرون استعدادهم للتحدي وقول “لا” كبيرة لواشنطن، ورئيسها دونالد ترامب، والمجموعة العنصرية المحيطة به، في مواجهة انحيازها للعنصريين الإسرائيليين وتهويدها للمدينة المقدسة.

  • أينَ سَتكون حَماقة ترامب في العامِ الجديد: ضَربةٌ صاروخيّةٌ ضِد كوريا الشماليّة أمْ ضِد إيران؟ وكيف سَيكون رَدْ البَلدين؟

    تتصاعد حِدّة التكهّنات في الصِّحافةِ العالميّة حول “مُفاجآت” العامِ الجديد، وكان لافِتًا أن عِدّة صُحف، على رأسِها صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانيّة اليَوميّة المُحافظة، باتَت تُرجّح إقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تَوجيهِ ضَربةٍ عَسكريّةٍ بصواريخ “كروز″ على كوريا الشماليّة على غِرار ما فَعل عِندما قَصف مطار الشعيرات السوري (حمص) في نيسان (إبريل) من العام الحالي، تَحت غِطاء الرّد على انطلاقِ طائراتٍ حَربيّةٍ مِنه استخدمت إحداها أسلحةً كيميائيّةً ضِد قاعٍدةٍ للمُعارضة في ريف إدلب.

  • إسرائيل وأمريكا يَتوصّلان إلى اتّفاقٍ سِرّي لمُواجهة التّهديد الإيراني.. ما هي السّيناريوهات المُتوقّعة؟

    في الوَقت الذي تَعكفْ فيه القِيادة الروسيّة على وَضع خُطَطٍ لانتقال سورية من مَرحلة الحَرب والفَوضى الدمويّة، إلى مَرحلة السّلام والاستقرار، وإعادة الإعمار مِن خِلال عَقد مُؤتمرٍ مُوسّع للحِوار بين مُختلف الأطراف المُتصارعة في مُنتجع سوتشي نِهاية الشّهر المُقبل، للاتفاق على خَريطَةِ طَريقٍ تَتضمّن وَضع دُستورٍ وإجراء انتخاباتٍ رئاسيّةٍ وتَشريعيّةٍ، تَضع إسرائيل والولايات المتحدة خُططًا لتَفجير المِنطقة وإغراقٍها في الحُروب تَحت ذَريعة إنهاء التّهديد الإيراني.

  • أردوغان يفتح النار فجأة على الأسد ويجدد المطالبة برحيله.. وسورية ترد

    ربّما لا نُبالغ إذا قُلنا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أكثر الزعامات “الشرق أوسطيّة”، بل حتى العالميّة، إثارةً للجَدل، والأكثر صُعوبةً بالنّسبة إلى السّياسيين والمُحلّلين، للتّنبؤ بمِواقِفه، وتَحرّكاتِه، وتحالفاتِه، وجاءت تصريحاتِه الأخيرة “المُفاجِئة”، التي أدلى بِها في المُؤتمر الصحافي الذي عَقده مع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وهاجم فيها الرئيس بشار الأسد، ووصفه بأنّه “إرهابي” ولا يُمكن التوصّل إلى حَل في سورية في ظِل بَقائِه في السّلطة، لتُؤكّد عَمليًّا ما نَقول.

  • الإمارات يجب أن تَعتذر عَلنيًّا لتونس ونِسائِها لإغلاق مَلفْ الأزمة.. “النّزق” الخليجيّ أضرّ بأصحابٍه

    بالكاد انتهينا من أزمةٍ تفجّرت بين الجزائر والمملكة العَربيّة السعوديّة على أرضيّة رفع مُشجعّي كُرة القَدم صُورةً للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتبارهما وَجهين لعُملةٍ واحدة، حتى تَنفجر أزمة أكثر خُطورةً بين الإمارات وتونس، بسبب إصدار الأولى قرارًا بمَنع المُواطنات التّونسيات مِن دُخول أراضيها، وتَطبيق هذا القرار في المَطارات بطُرقٍ شَرِسَةٍ ومُهينة، تَطوّرت إلى حالةِ غَضبٍ غير مَسبوقة في أوساطِ التونسيين شَعبًا وحُكومة.

  • من سيَتزعّم القِيادة الفِلسطينيّة “البَديلة” التي يَعكف ترامب وحُلفاؤه العَرب على تَشكيلِها؟

    لم تَنتظر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتهاءَ عُطلةِ أعيادِ الميلاد المجيدة، وبِدء العام الجديد لفَرض عُقوباتِها السياسيّة والاقتصاديّة على السّلطة الفِلسطينيّة ورئيسها محمود عباس، بل بَدأت في نقلها من حَيّز التهديد إلى حيّز التّطبيق العَملي، حتى قَبل التّصويت في الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة لإدانة القَرار بالاعتراف بالقُدس المُحتلّة عاصِمةً لإسرائيل، ونَقل السفارة الأمريكيّة إليها.

  • الأردن في طَوْر التمرّد على حُلفائِه في السعوديّة والخليج

    كان أمرًا مُعيبًا أن يَقف مَندوب سورية على مِنبر الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة مُتحدّثًا ومُؤكّدًا أن حُكومَة بِلاده لن تتراجع عن مَوقِفها الثّابت إزاء القُدس المُحتلّة، والقضيّة الفِلسطينيّة، وحَتميّة استعادة جميع الأراضي العَربيّة المُحتلّة كامِلةً، وإنهاء الاحتلال، وقِيام الدّولة الفِلسطينيّةِ المُستقلّة، بينما تُجمّد الجامعة العَربيّة عُضويّة سورية، ولا تُوجّه لها مُنظّمة التّعاون الإسلاميّ التي تُهيمٍن عليها السعوديّة الدّعوة للمُشاركةِ في قِمّة إسطنبول الإسلاميّة التي انعقدت لبَحث تَهويد المَدينة المُقدّسة والاعتراف بها كعاصِمَةٍ للدّولة الإسرائيليّة.

  • دولارات “السِمسار” ترامب تَفشلْ في شِراء ذِمَمْ الشّرفاء في العالم..

    الأُمم المتحدة ليست للبَيع، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب فَشِل في شِراء دُول العالم فَقيرها وغَنيّها بدولاراتِه، ومَندوبته نيكي هيلي هَربتْ من القاعةِ مُبكّرًا لأنّها لم تَحتملْ الهزيمة، ومَندوب إسرائيل كان وحيدًا مَعزولاً، ولم يجد إلا ثماني دُولٍ تَقِف في خَندقه وحًليفته أمريكا، بعضها يحتاج المَرء إلى عدساتٍ مُكبّرة لرؤيتِها على الخَريطة مثل مكرونيزيا وجُزر المارشال، وناورو.

  • رِسالةُ ابتزازِ ترامب لحُلفائِه السّعوديين والخَليجيين “الأثرياء”: لا حِماية مَجانيّة وعَليكم فَتحْ خَزائِنكم لنا وتَسديد الفَواتير كامِلةً..

    استخدام السيدة نيكي هيلي مَندوبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حَقْ النّقض “الفيتو” ضِد مَشروع قرار تَقدّمت بِه مِصر، إلى مَجلس الأمن يُطالب الولايات المتحدة بالتّراجع عن قَرارِها بنَقل سَفارتِها إلى القُدس المُحتلّة “بَلطجةٌ” سياسيّةٌ على دَرجةٍ كبيرةٍ من الخُطورة، ولكن ما هو أخطر مِنها في رأينا، ما وَرد في الاستراتيجيّة الأمنيّة الأمريكيّة التي أعلَنها الرئيس ترامب أمس، وتُشكّل إهانةً أُخرى لحُلفاء بِلاده في مِنطقة الخَليج العربيّ.

  • “الفيتو” الأمريكي في مَجلس الأمن صَفعةٌ لعَرب الاعتدال.. لماذا نَخشى من زِيارة عباس الثانية للسعوديّة؟

    لم يُفاجئنا، والكَثيرون غَيرنا، استخدام الولايات المتحدة الأمريكيّة لحَق النّقض “الفيتو” لإجهاضِ مَشروعِ قرارٍ تَقدّمت بٍه الحُكومة المِصريّة، يَعتبر “أن أيَّ قراراتٍ تَخصْ وَضع مدينة القُدس المُحتلّة ليس لها أثرٌ قانونيّ، ويَجب سَحبها”، كرَدٍّ على اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالمَدينة المُقدّسة كعاصِمَةٍ لإسرائيل ونَقل السّفارة الأمريكيّة إليها.

  • ماذا يعني أردوغان من التّحذير بأنّ الدّور على المَدينة ومكّة بعد القُدس المُحتلّة؟

    الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومُنذ فَوزِ حِزبه بالسّلطة قبل 15 عامًا في انتخاباتٍ تشريعيّةٍ حُرّةً نزيهة، لم يَتوقّف عن الإدلاء بالتّصريحات في مَواضيع شتّى ومُتعدّدة، لكن ما وَرد على لِسانه مساء الجُمعة في خِطابٍ ألقاه في مهرجان في إسطنبول، ربّما يُشكّل علامةً فارقةً في حياتِه السياسيّة، لِما يَنطوي عليه من دلالات، ورسائل في الوَقت نفسه، ونحن نَحكُم على الظّواهر، أمّا البواطِن فالله وَحدُه جلَّ وعَلا الأعلم بِها.