عبد الباري عطوان

  • ثلاثة أسباب تَقِف خلفَ هذهِ الحَملة الأميركيّة الغاضبة والتحريضيّة ضِد إيران.. ما هِي؟

    الرّد الأمريكي على القِمّة الإسلاميّة التي انعَقدت في إسطنبول يوم الأربعاء تَلبيةً لدَعوةٍ من الرئيس رجب طيب أردوغان للتصدّي لقرارِ الرئيس دونالد ترامب الاستفزازيّ بتَهويد مدينة القُدس المُحتلّة جاءَ سريعًا، بل أسرع من المُتوقّع، وعلى لسانِ السيدة نيكي هايلي المَندوبة الأمريكيّة في الأُمم المتحدة التي قالت قبل أيّامٍ أن “السّماء لم تَهبِط على الأرض بعد قرارِنا بشَأن القُدس، وسنمضي قُدمًا فيه دون تَلكؤ”.

  • القِمّة الإسلاميّة جاءت مُخيّبَةً للآمال حُضورًا وقرارات وأبرز إنجازاتِها فَضح الزّعامات التي قاطعَتها..

    كان غِياب مُعظم الزّعماء العَرب عن قِمّة إسطنبول التي انعقدت لبَحث الانحياز الأمريكي للتّهويد الإسرائيلي للقُدس المُحتلّة، وطَمْس هَويّتها العربيّة والإسلاميّة، فاضِحًا ومُعيبًا، بكُل ما تَعنيه هذهِ الكلمة من مَعنى.

  • ترامب أطلقَ رصاصةَ الرّحمة على الفِتنة الطائفيّة.. ومَشروع الحَرب الشيعيّة السُّنيّة..

    أطلقَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النّار على أقدامِ حُلفائِه “العَرب السُّنّة” في الخَليج العربيّ، والسعوديّة ومِصر، أو ما يُسمّى مِحور “الاعتدال العَربي”، باعترافِه بالقُدس المُحتلّة عاصِمةً لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وأشعلَ فتيل انتفاضةٍ ربّما تَمتدُّ لأشهرٍ إو حتى سنوات، وتَكون مُقدّمةً لحَربٍ إقليميّةٍ، وتُعتبر خرائط، ومُعادلات القوّة وتَحالفاتِها في المِنطقة.

  • لماذا اختار بوتين قاعِدةَ حميميم الجَويّة للاحتفال بالنّصر واستقبال الأسد؟

    تعكس جولة الرئيس فلاديمير بوتين الحاليّة الخاطِفة لمِنطقة الشّرق الأوسط، وتشمل ثلاث مَحطّاتٍ رئيسيّة هي سورية ومِصر وتركيا النّفوذ الرّوسي المُتضخّم الذي يَتمدّد بسُرعَةٍ قياسيّةٍ على حِساب النّفوذ الأمريكيّ المُنكمش، وصُعود مِحور المُقاومة، وعَودَتِه إلى القضيّة العَربيّة المَركزيّة أقوى من أيِّ وقتٍ مضى.

  • هُتافات عَشرات آلاف المُحتجين في الأردن ضِد الأمير بن سلمان.. ورَفض شَيخ الأزهر والبابا تواضروس استقبال بنس نائب ترامب.. رسالتان قَويّتان للسعوديّة ومصر

    لم يَكُن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوحيد الذي أخطأ في حِساباتِه، وأساءَ تَقدير رُدودِ الفِعل العَربيّة الإسلاميّة تُجاه قرارِه الكارثي بالاعتراف بالقُدس المُحتلّة عاصِمةً لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ونَقل السّفارة الأمريكيّة إليها، فمَن الواضِح أن حُلفاءه الأقرب في المِنطقة مثل المملكة العربيّة السعوديّة ومِصر والإمارات ارتكبوا خَطأً أكبر عندما لم يتّخذوا مَوقِفًا قويًّا رادعًا له، وتَحذيره من تَبِعات قرارِه هذا، والانحيازِ إلى الثّوابِت العربيّة والإسلاميّة، ومَشاعر الغَضب المَشروع التي تَجتاح الشارعين العَربيّ والإسلاميّ حاليًّا، وهو مَوقفٌ رَقصَ له الإسرائيليون طَربًا في إعلامِهم.

  • “حماس″ تَرد بإعلانِ النّفير والتعهّد بإشعالِ الانتفاضة.. والرئيس عبّاس بالانضمام إلى المَزيد من المُنظّمات الدولية

    بينما يَتعهّد السيد إسماعيل هنية رئيس المَكتب السياسيّ لحَركة “حماس″، ومن قَلب غزّة المُحاصرة والمُحرّرة، بإعلانِ النّفير وإطلاقِ انتفاضةٍ ردًّا على قرارِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتَهويد مدينة القُدس، وتأكيده الرواية الإسرائيليّة بكَونِها عاصمةً لليهوديّة العالميّة، السياسيّة والدينيّة، يَخرج علينا رئيس “الشرعيّة” الفِلسطينيّة محمود عباس بخِطابٍ هَزيلٍ مُخجل يُلخّص ردّه على هذهِ الإهانة بالانضمام إلى مَزيدٍ من المُنظّمات الدوليّة، ومُواصلة التّشاور مع “الأشقاء” قبل اتخاذِ أيِّ قراراتٍ، وكأنّه رئيس مكرونيزيا، وليس مُنظّمة التحرير الفِلسطينيّة.

  • نَظرةٌ أوليّةٌ على المَشهد اليَمني بعد زِلزال مَقتلِ صالح وأركان قِيادَتِه..

    بعد مَقتل الرئيس علي عبد الله صالح ومُعظَمِ قادةِ الصّف الأول في حزب المُؤتمر الذي يَتزعّمه، وأبرزهم عارف الزوكا، نائبه، والعميد طارق صالح، ابن شقيقه وقائد حرسه، (ياسر العواضي الرجل الثّالث كان الوحيد بين الناجين)، أصبحت حركة “أنصار الله” الحوثيّة هي القوّة المَركزيّة الرئيسيّة سياسيًّا وعَسكريًّا في اليمن، ومن غير المُستبعد بعد حَسم قوّاتها السّيطرة لصالِحها في العاصمة صنعاء، ومُحافظاتٍ أُخرى، أن تُصبح نُقطةَ استقطابٍ قبليّةٍ وعسكريّةٍ للعَديد من القِوى في اليمن.

  • “الفتنة” انتصرت “جزئيا” في اليمن..

    حتى قبل أربعة أيام، كانت الكتابة عن اليمن عملية سلسلة ميسورة، لان الصورة واضحة، هناك عدوان عسكري يستخدم احدث الطائرات والصواريخ والذخائر، وشعب فقير معدم، ثلاثة أرباعه يواجهون المجاعة والكوليرا، يواجه ومستشفياته ومدارسه وأسواقه ومجالس عزائه، القصف منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام، من الجو البحر والأرض، ويواجه حصارا خانقا يمنع عنه الحد الأدنى من الإمدادات الإنسانية، وتحالف “عربي” فشلت كل خططه وحروبه، ويخسر ماء وجهه، وانقلب سحره عليه، وبات يدور في متاهة دموية لا يعرف كيف يخرج منها.

  • ما هِي النّبوءة التي كَشَفها لي الشّهيد القِنطار قبلَ أشهرٍ من استشهادِه؟

    إسرائيل تلقّت هزيمةً كُبرى في سورية، لأن أمانيها المُتمثّلة في سُقوط النظام، والتّفتيت، لم تتحقّق بعد سَبعِ سنواتٍ من الحَرب، ولهذا بدأ بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في تَطبيق تهديداتِه التي نَقلها إلى الرئيس السوري بشار الأسد عبرَ طَرفٍ ثالث، لعَزمِه التدخّل عَسكريًّا لمُواجهةِ أيِّ نُفوذٍ عَسكريٍّ إيرانيٍّ، بشَكلٍ تدريجيٍّ.

  • الحِلف السّوري الرّوسي الإيراني اتّخذ قرارَ الحَسم العَسكريّ وإنهاءِ “صُداعٍ مُزمنٍ” اسمه “الغوطة الشرقيّة”

    التطوّر الأهم في الأزمةِ السوريّةِ هذهِ الأيّام، ليس ما يَجري في الجولةِ الثّامنة من مُفاوضاتِ جنيف بين وَفد الحُكومة السوريّة، برئاسةِ الدكتور بشار الجعفري ووَفد المُعارضة الذي يَتزعّمه السيد نصر الحريري، وإنّما في غوطةِ دِمشق الشرقيّة، التي سَتكون هَدفًا لهُجومٍ كاسحٍ للجَيش العَربيّ السوريّ لاستعادةِ السّيطرةِ الكاملةِ عليها، وتأمينِ العاصمةِ دِمشق من أيِّ هَجماتٍ مُستقبليّة.

  • هل تَصاعُد الحَديث عن تَوطينِ الفِلسطينيين في سيناء والكَشف عن وثائقٍ بِريطانيّة حول مُوافقة مبارك تَمهيدٌ “لصَفقة ترامب الكُبرى”؟

    تَعلّمنا، ومن خِلال خِبرةٍ تَمتد لأكثر من أربعين عامًا في عالم الصّحافة المَكتوبةِ والمرئيّةِ والمَسموعة، أن عمليات تسريب الوثائق حولَ قضايا مُعيّنة، في أوقاتٍ مُعيّنة، لا يأتي من قبيل الصّدفة في غالبِ الأحيان، وإنّما من خلالِ خَطواتٍ مَحسوبةٍ للتّمهيد لمُخطّطاتٍ أو تَسوياتٍ سياسيّة أو حَربٍ أهليّة أو غزو عسكري، وما كَشفت عنه شبكة “بي بي سي” البريطانيّة يوم أمس من وثائقٍ تُثبِت أن الرئيس المصري حسني مبارك وافق على توطين الفِلسطينيين في سيناء، لا يُمكن أن يكون استثناء.

  • نتنياهو يُهدّد بالتدخّل لإسقاط الأسد.. واغتيال الجِنرال سليماني.. لماذا نَعتقد أنّه لا يَجْرؤ على التّنفيذ هذهِ المَرّة؟

    وجّهت إسرائيل خلال الأيّام الثّلاثة الماضية تَهديدين على درجةٍ كبيرةٍ من الخُطورة، لا نَعتقد أنّها ستَجرؤ على تَنفيذ أيٍّ مُنهما لأنها تُدرك جيّدًا أنّها ستَدفع ثَمنًا باهظًا ربّما يَكون عُنوانه الرّئيسي وجودها في المِنطقة.