كويتية تحارب منع 4000 كتاب في بلادها #الكويت
نشرت الكويتية "فاطمة المطر"، على تويتر في أولى خطواتها للاحتجاج ضد منع الكتب في الكويت، صور حملتها في غرفة المعيشة بمنزلها، حملت وابنتها ذات الثانية عشر عاما، لافتات مكتوب عليها "لا للرقابة، لا لمنع الكتب".
وفاطمة المطر، ذات الـ 38 عاما والحاصلة على شهادة دكتوراه في القانون، تثير الجدل منذ زمن ومعروفة بطبعها المتمرد.
بدأ اسمها بالظهور في الإعلام منذ عام 2012 عندما رُفعت ضدها قضية بعد تغريدة نشرتها على تويتر اتهمت بسببها "بالعيب في الذات الأميرية" - وهي جريمة تصل عقوبتها إلى الحبس، لكنها لم تعاقب.
ورغم تخلي زملائها الأكاديميين عنها في قضية الدفاع عن الكتب الممنوعة، كما تقول، إلا أن أنها بدأت سلسلة اعتصامات في شهر آب/أغسطس شارك عدد من طلابها في واحدة منها أمام ساحة الإرادة المقابلة للبرلمان الكويتي.
يؤكد وكيل وزارة الاعلام المساعد لقطاع الصحافة والنشر والمطبوعات محمد العواش منع 4000 في الكويت في الخمس سنوات الأخيرة، لكنه يضيف أنه تمت إجازة 208000 كتاب. لذا يقول: "هذا يعني أن نسبة المنع لم تتعد 2 بالمئة".
رواية "فئران أمي حصّة" هي الرواية الثالثة للروائي الكويتي سعود السنعوسي الحاصل على جائزة البوكر العربي لروايته الثانية ساق البامبو، ووضعت على قائمة الممنوعات أيضا، وهي رواية تناقش مشكلة الطائفية.
وبالنسبة لمنعها يقول العواش إنه تم عرضها على أكثر من لجنة ولم تتم الموافقة عليها، والآن ينتظر الحكم النهائي من المحكمة الإدارية الكويتية.
أما فيما يخص كتاب "مئة عام من العزلة" لماركيز (الحائز على نوبل للآداب) فيوضح العواش أن النسخة الممنوعة تعود لدار نشر محددة لمخالفة الضوابط في ترجمتها، كما يقول. في حين أن الكتاب متوفر عن دور نشر أخرى.
يشرح العواش الضوابط والمعايير التي تتبعها الرقابة في الكويت: "نحن نطبق مواد قانون تم تشريعه في مجلس الأمة، نحن منفذون للقانون".
ويضيف: "أقصى ما يمكنننا أن نقوم به كوزارة إعلام هو أن نعيّن معظم أعضاء لجنة الرقابة على الكتب ولجنة التظلمات من متخصصين خارج الوزارة ضمانا للحياد".
تقر فاطمة بسهولة وصول القراء للكتب الممنوعة عبر الإنترنت، لكن الموضوع بالنسبة لها مسألة مبدأ.
وترى أن الاحتجاج ضروري، مضيفة: "إذا سمحنا للسلطات بهذا القمع الفكري فستكون بداية لسلسلة من القوانين القمعية الأخرى".
عادت فاطمة المطر للظهور في وسائل الإعلام مجددا هذا العام لكن بصورة مختلفة، تبنت قضايا جديدة لتدافع عنها منها حق المرأة في الحصول على فرص متكافئة مع الرجل كالمساواة بالراتب، و الإرث، واختيار شريك الحياة، ومنح الأبناء جنسية الأم في حال زواجها بغير كويتي أسوة بالرجل الكويتي الحاصل على هذا الحق.
تقول فاطمة إنها لم تحظ بفرص عادلة عندما كانت أصغر سنا بسبب كونها فتاة، حتى أنها قبلت بارتداء الحجاب لتتزوج، فعائلتها منعتها من السفر للدراسة إن كانت وحدها.
تعود بذاكرتها ليوم تخرجها بتفوق من كلية الحقوق عام 2002 ورغبتها في إكمال دراستها العليا بعد حصولها على بعثة دراسية في بريطانيا، وتسترجع الرد القاسي عندما قال لها والداها : "تسافرين عندما تتزوجين".
"شعرت أن أحلامي تبخرت، فعائلتي لم تكن لتسمح لي بالسفر بمفردي رغم تفوقي، كحال الأخريات اللاتي سافرن بمفردهن لذا كان علي البحث عن زوج لأتمكن من السفر للحصول على الماجستير والدكتوراه في بريطانيا".
"اضطررت لارتداء الحجاب لكي يسهل علي ذلك الحصول على زوج بشكل تقليدي".
تزوجت فاطمة وسافرت للدراسة في جامعة "واريك" ولكنها انفصلت عن زوجها بعد أربع سنوات بسبب "عدم الانسجام وكثرة المشاكل" بينهما، وبقيت في بريطانيا مع ابنتهما الوحيدة.
وبعد عودتها للكويت لم تكتف بإلقاء المحاضرات في كلية الحقوق، بل أسست ناديا نسويا أسبوعيا لطالباتها اسمه " نون النسوة" ليكون منبرا لمناقشة قضايا النساء وتوعيتهن قانونيا تجاه هذه القضايا والتصدي للفكر "الماسوجيني" الذي يعني الاعتقاد بأن المرأة أقل شأنا من الرجل وبالتالي لا ينبغي أن تمتلك حقوقا مثله.
تقول فاطمة إن "إهمال العائلة لها، وتحييزهم السائد للذكور ترك تأثيرا كبيرا داخلها، وشعورا عارما بالغضب حتى اليوم".
وبخصوص قضيتها الحالية، منع الكتب في الكويت، تقول فاطمة إنها ستواصل الاعتصامات والنشاطات حتى يتم تداول الكتب الممنوعة في الكويت: "الكتب والفكر حق للجميع". وفقا لموقع بي بي سي.
أضيف بتاريخ :2018/11/02