ثقافية

في رحيل أحمد عمر: رائد مجلة "ماجد" الذي جعل فلسطين في قلوب الأجيال


توفي الكاتب والأديب المصري أحمد عمر عن عمر يناهز 85 عاماً، أول رئيس تحرير لمجلة «ماجد»، بعد أن ترك بصمة لا تُمحى في مجال الصحافة العربية، وخصوصاً في صحافة الأطفال، حيث ساهم بشكل كبير في تحويل مجلة «ماجد» إلى رمز للطفولة العربية ومحطة أساسية في ذاكرة أجيال متعاقبة.

وهو كاتب صحفي مصري، من روَّاد صحافة الأطفال، صاحب فكرة مجلة ماجد للأطفال الإماراتية، ومبتكر شخصياتها، ومؤسسها ومدير تحريرها على مدار 30 عاماً، من عام 1979 حتى 2009. حيث أصبحت المجلة تحت قيادته أشهرَ مجلة للأطفال والأكثر توزيعاً في العالم العربي.

ولد أحمد عمر في 25 سبتمبر 1939، وحصل على ليسانس الصحافة من كلية الآداب، ليبدأ مسيرته المهنية في صحيفة «الاتحاد»، حيث كان من بين الفريق التأسيسي لهذه الصحيفة المهمة. وكان الإنجاز الأبرز في مسيرته المهنية هو توليه رئاسة تحرير مجلة «ماجد» عام 1979، وهي المجلة التي وُلدت فكرتها داخل أروقة صحيفة «الاتحاد»، لتصبح فيما بعد واحدة من أهم وأشهر مجلات الأطفال في العالم العربي.

كان يحمل هم القضية الفلسطينية وتثقيف الأطفال والناشئة حول قضيتهم الأم، ومن قلب مؤسسة الاتحاد الصحفية الإماراتية عمل هو وفريقه على إبراز القضية عبر صفحات مجلة ماجد التي كانت في الثمانينيات وبداية التسعينيات تعتبر المجلة الأولى على مستوى القراءة في العالم العربي، ويعتبر هو أيضاً عصرها الذهبي.

ورصدنا في صحيفة "خبير"، أول افتتاحية تطرق فيها الراحل أحمد عمر لقضية فلسطين في العدد 229 عام 1983م، حيث عنون الافتتاحية بأمنيات العيد.

ومع اندلاع انتفاضة الحجارة الأولى في ديسمبر 1987م، ابتكر أحمد عمر وزملاؤه مسلسل رسومات للأطفال بعنوان قصة الفتى صلاح الدين وابنة عمه انتصار، ووصفوها بأنها حلقة من قصة ما زالت مستمرة، قصة ولد وبنت من أبطال الحجارة، ومع تصاعد الانتفاضة الفلسطينية، أضاف أحمد عمر عام 1990م مساحة جديدة مبتكرة وبطريقة مناسبة للأطفال.

استطاع أحمد عمر وزملاؤه تحويل مادة الصحف العبرية آنذاك وترجمتها وتقديمها في قالب يقرأه الطفل الصغير ويفضح من خلاله فساد وانحلال المجتمع الإسرائيلي من الداخل.


وبعدها غابت فلسطين أو غُيبت عن صفحات المجلة، ولكن يبدو أنها لم تغب عن قلب ووجدان أحمد عمر وزملائه الأوائل الذين آمنوا بفلسطين كقضية وعقيدة راسخة، لذلك لم يشأ إلا أن يمرر قصة عن فلسطين ولو بأسلوب التمرير بعد عدة سنوات وهو على مشارف التقاعد من إدارة المجلة التي اعتبرها ولده (إذ لم يرزق أحمد عمر بولد لآخر حياته)، هي وقراؤها هم أولاده الذين ثقفهم ورباهم لثلاثة عقود متوالية دون كلل أو ملل. 

وفي عام 2009م ترجل أب مجلة ماجد عن الإدارة وتقاعد وغادر، ومعه غادرت آخر كلمة وعي وصمود لفلسطين، وخلفه أيضاً غادرت البقية الباقية من قراء المجلة التي لم يعد لها أي ذكر اليوم، سوى خبر مغادرة أحمد عمر للحياة الأسبوع الماضي. حيث عاد اسم مجلة ماجد للظهور، لأن أبا المجلة قد غادر الحياة، فاستذكرت أجيال المجلة الأوائل ذكرياتهم الجميلة مع تلك المجلة الرائعة في فضاء الثقافة العربية والوعي العربي الحقيقي لا المزيف.


 

أضيف بتاريخ :2024/08/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد