هي فكرة بيّنة واضحة، لم تعد خافية على أحد قط، الإرهاب لا يميز بين سني أو شيعي، بين صغير أو كبير أو بين شيخ وامرأة. "داعش" البعبع الإرهابي المصطنع ليُعمِلَ سيفه فتكاً بالعقيدة الإسلامية، وتصوير المجتمع الإسلامي على أنه مجمتع للذبح والقتل- وهو ما لا تعكسه أبداً روحية التعاليم السماوية الإسلامية- كان لا بد من مواجهته وفضح سرائر أفكاره وتطلعاته الداكنة، وهو وإن استعمل إعلامه لبث الرعب في القلوب إلا أنه بنفس السلاح الإعلامي يمكن الحد من تغلغل ثقافته في النفوس، وتغيير وجهة نظر العالم أجمع إلى حقيقة الإسلام الناصعة البياض.

هذا هو بالتحديد ما أراده القائمون على الفيلم القصير "شِنِّي" الذي رفع مؤخراً على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب. الفيلم يُظهر ثلاثة رجال في قبضة إرهابيي "داعش" محتجَزين في خربة والمسلحون يقومون بسؤالهم حول مذهب كلٍّ منهم، الأول يقر بأنه شيعي فيردى بالرصاص، والثانيي يتلعثم فيحاول فراراً بقوله "شِنِّي" فسيتقبل رأسُه رصاصة، والثالث يعترف بأنه سني فيلقى رصاصة كذلك. النتيجة "داعش" لا تفرق بين أحد بيننا، شعية أو سنة، وإن حاولنا الهروب بالتلون فيما نعتقد فالنتيجة واحدة "الموت"، لذلك يجب علينا أن نعي حجم الخطورة المحدقة بنا وأن لا نفرق بين أحد منِّا إلى أي مذهب انتمى، وهو ما يُـختَتَمُ به الفيلم الذي تظهر في آخره العبارة التالية: "داعش لا تفرق ونحن ما زلنا نفرق".

الفيلم سيناريو السيد فاضل الشعلة وحسين سلام، تمثيل محمد الصايغ، حسين اليوسف، معتز العبدالله، وجراح الدوسري، وهو من إخراج حسين سلام.