قصة وحدث: 48عاما على إضرام النار بـ #الأقصى.. وما أشبه اليوم بالأمس
رحمة عبدالله ..
لم تتوقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى منذ وقوعه تحت الاحتلال في يونيو 1967 وحتى يومنا هذا، الذي يصادف الذكرى 48 لحرقه على يد صهيوني أسترالي الجنسية.
ففي يوم 8 جمادى الآخرة 1389هـجري الموافق 21 أغسطس 1969ميلادي أقدم أسترالي الجنسية اسمه دينس مايكل -جاء فلسطين تحت ذريعة السياحة- على إشعال النار في المسجد الأقصى، ما تسبب في أضرار كبيرة بهذا المعلم الديني الإسلامي الهام.
واشتعلت نار هذا المتطرف الإرهابي في المصلى القبلي من المسجد الأقصى والتهمت قسما هاما منه، واحترق فيما احترق منبر نور الدين زنكي.
الاحتلال يحمي الجاني..
وهرع الفلسطينيون حينها لإنقاذ المسجد الأقصى من النيران، في حين ألقت سلطات الاحتلال الإسرائيلية على الجاني وعمدت إلى ترحليه إلى بلده الأصلي أستراليا بعد أن دعت أنه "مريض نفسيا"، وضل حياً حتى تاريخ 1995، حيث يُزعم أنه توفي في ذلك الوقت أثناء تلقيه للعلاج النفسي، وحتى تاريخ وفاته يؤكد البعض أنه لم يكن يعاني ضرباً من الجنون أو أي شيء من هذا القبيل.
وكان دنيس، اعترف بفعلته، بذريعة أنه "مبعوث إلهي"، وأنه حاول تدمير المسجد الأقصى "حتى يتمكن يهود (إسرائيل) من إعادة بناء الهيكل على جبل الهيكل وبالتالي يسرع المجيء الثاني للمسيح المخلص حتى يحكم العالم لمدة ألف عام".
لم يكتفي الاحتلال بحماية الجاني من تبعات الجريمة التي اقترفها أو حتى محاكمته فحسب، بل قامت سلطات الاحتلال بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، وتعمَّدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس للتأخير، حتى لا تشارك في إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق! مايؤكد نوايا الخبيثة للاحتلال الصهيوني المبيتة بحق المسجد المشرف.
الفلسطينيون ينتصرون..
ونجحت جهود الفلسطينيين وتمكنوا من إخماد النيران قبل أن تأتي على المسجد الأقصى برمته، إلا أن النار قبل أن تنطفئ ألحقت أضرارا بمنبر صلاح الدين وبمحراب زكريا وثلاثة أروقة وعمودان رئيسان وقبة خشبية و74 نافذة، وجميع السجاد، وتضررت أيضا أقسام أخرى من المسجد بينها تحطم 48 شباكا مصنوعا من الجص والزجاج الملون، واحترق الكثير من الزخارف والآيات القرآنية.
هذه الجريمة المدبرة من قبل دنيس أحدثت غضبًا عارمًا في العالم وفجرت ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي، في اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجاً على الحريق، وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب.
وتولت لجنة إعمار تابعة لوزارة الأوقاف الأردنية حينها إزالة آثار الحريق وترميم المسجد الأقصى، وإعادة صنع منبر صلاح الدين، واكتملت تلك الأشغال مطلع 1970 .
ما أشبه اليوم بالأمس..
فلم يكن إحراق المسجد الأقصى آنذاك سوى فصل من فصول استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة وبحق الفلسطينيين حيث لاتزال الاعتداءات مستمرة إلى هذا اليوم في ظل مساعي العديد من حكومات الدول الخليجية والعربية لتطبيع العلاقات مع الاحتلال وخلق أعداء وهميين بهدف إشغال العالم الإسلامي عن القضية الأساس وهي تحرير المقدسات الإسلامية من هيمنة الصهاينة المحتلين.
وبهذه الذكرى الأليمة، أصدرت اليوم وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم بيانا قالت فيه "تحل اليوم الذكرى الـ 48 لجريمة إحراق المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك، على يد الإرهابي المتطرف "دينيس مايكل"، ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية عام 1967، لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات السيطرة عليه وتهويده".
وتابع البيان في هذا الصدد مشيرا إلى أنه "منذ صعود اليمين في (إسرائيل) إلى الحكم في العام 2009، تكثفت المحاولات الهادفة إلى تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وفرض واقع جديد بقوة الاحتلال، عبر تسيير الاقتحامات اليومية لعناصر المستوطنين المتطرفين والعنصريين، بحماية شرطة الاحتلال ومخابراته، لتكريس التقسيم الزماني للمسجد، ريثما يتم تقسيمه مكانياً".
أبرز الاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى ..
7 يونيو 1967: احتلال المسجد الأقصى .
21 أغسطس 1969: إحراق المسجد الأقصى على يد اليهودي الأسترالي مايكل دينس روهان.
11 أبريل 1982: جندي إسرائيلي يطلق النار بشكل عشوائي في المسجد ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة 6 آخرين.
10 أكتوبر 1990: استشهاد 21 فلسطينيا وإصابة 150 خلال تصدي لمحاولة جماعات يهودية في وضع حجر الأساس "للهيكل" في المسجد، بحسب زعمهم.
25 سبتمبر 1996: افتتاح نفق أسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى، يوصل ما بين طريق الآلام، وساحة البراق، ما أدى إلى اندلاع هبة جماهيرية عمت الأراضي الفلسطينية استمرت عدة أيام استشهد خلالها 63 فلسطينيا وأصيب 1600.
28 سبتمبر 2000: رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون يقتحم ساحات المسجد الأقصى، ليطلق شرارة انتفاضة الأقصى الثانية.
20 أغسطس 2003: شرطة الاحتلال الإسرائيلية تفتح المسجد الأقصى من جانب واحد أمام اقتحامات المستوطنين رغم احتجاج دائرة الأوقاف الإسلامية.
6 فبراير 2007: سلطات الاحتلال الإسرائيلية تشرع بهدم طريق تلة المغاربة المؤدي إلى المسجد باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد ما أدى إلى مواجهات فلسطينية-إسرائيلية.
13 يونيو 2014: إصابة أكثر من 30 مصليا في ساحات المسجد الأقصى بعد احتجاجات على الاقتحامات الإسرائيلية لساحات المسجد.
9 سبتمبر 2015: وزير الحرب للاحتلال الإسرائيلي موشيه يعالون يعلن حظر ما يعرف بتجمع "المرابطين والمرابطات"، في المسجد الأقصى.
13 سبتمبر 2015: تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى بالتزامن مع مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات شرطة الاحتلال الإسرائيلية ما فجر الهبة الجماهيرية الفلسطينية مطلع شهر أكتوبر الماضي.
14 يوليو 2017: إغلاق المسجد بشكل كامل ومنع الصلاة فيه لمدة يومين كاملين ووضع بوابات الكترونية على مداخل المسجد الأقصى وجسور معدنية لتركيب كاميرات، وتمت إزالتها جميعا بعد احتجاجات فلسطينية غير مسبوقة في القدس استمرت نحو الأسبوعين لتنتصر بذلك إرادة الصمود والتحدي ضد آلة القتل والاحتلال.
27 يوليو 2017: شرطة الاحتلال الإسرائيلية تهاجم الفلسطينيين الذين دخلوا المسجد الأقصى بهدف الاحتفال بإعادة فتحه، وبإزالة البوابات الالكترونية، ما أسفر عن إصابة العشرات.
أضيف بتاريخ :2017/08/21