بعد تعافيها.. أسعار النفط تتهاوى وتكبد دول الخليج خسائر فادحة
أثار الانخفاض الكبير في أسعار النفط، مخاوف من تضرر ميزانيات دول الخليج، بعد تعافيها المؤقت، وسط قلق متزايد من استمرار هذا الانهيار.
وتواصل الانخفاض الحاد في أسعار النفط، بعد ارتفاع إنتاج السعودية من الخام إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وبلغ إنتاج السعودية من النفط الخام ما بين 11.1 مليون و11.3 مليون برميل يومياً الشهر الجاري، وذلك جراء ضغوط الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، على الرياض، في أعقاب مقتل الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وأظهر تقرير صادر عن مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس" في لندن، أن تراجع سعر خام برنت من 85 دولارا للبرميل في مطلع أكتوبر/تشرين الأول إلى أقل من 65 دولاراً، قد محا 130 مليار دولار من إيرادات دول الخليج على أساس سنوي، وبما يعادل 9% من الناتج المحلي الإجمالي.
ووفق تقرير نشره موقع "بيتروليوم إيكونوميست" البريطاني المتخصص في قضايا النفط، فإن الانخفاض الأخير في أسعار النفط "من المرجح أن يستمر أكثر".
وتعد السعودية الخاسر الأكبر من تراجع الأسعار، بوصفها تحتل المرتبة الأولى عالمياً وخليجيا في تصدير الخام، وتمثل الإيرادات النفطية أكثر من 60% في الموازنة السعودية.
وحسب مستويات أسعار النفط الحالية، فإن العجز المالي للسعودية سيزيد على التقديرات الحكومية، حيث تحتاج الدولة إلى 70 دولاراً للبرميل لتحقيق التعادل في الموازنة، وفق صندوق النقد الدولي.
وتحتاج البحرين إلى سعر 95.2 دولار لبرميل النفط لتحقيق التعادل في موازنتها للعام الجاري، بينما تحتاج سلطنة عمان إلى 76.3 دولار للبرميل، وتحتاج الإمارات إلى 61.7 دولار للبرميل لتحقيق التعادل في الموازنة.
ويبلغ سعر التعادل المطلوب في قطر وفق بيانات النقد الدولي نحو 47.2 دولار للبرميل، بينما تحتاج الكويت إلى 47.1 دولار للبرميل.
وقال الخبير الاستراتيجي في معهد المحللين الماليين الخليجي "أحمد المخيزيم"، إن "موازنات أغلب دول الخليج أضحت مهددة بالعودة إلى العجز، بعد أن بدأت في التعافي".
و تابع "المخيزيم" في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن التوقعات السابقة كانت تشير إلى احتمال تسجيل بعض الدول فوائض مالية خلال العام المالي الجاري، ولكن "انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوياته في عام سيعصف بهذه التوقعات".
ووجه "ترامب" الشكر لنفسه على انخفاض أسعار النفط، وشبه ذلك بخفض ضريبي كبير للاقتصاد الأمريكي بعدما ربط قراره بمواصلة دعم السعودية، رغم الاشتباه بتورط ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" بعملية اغتيال "جمال خاشقجي"، برغبته في المحافظة على أسعار النفط المنخفضة، والحفاظ على أمن (إسرائيل) .
أضيف بتاريخ :2018/11/27