قالت وكالة بلومبيرج العالمية للأنباء أن المملكة السعودية، تقدم الآن أقوى مؤشر حتى الآن بأن تخمة السوق النفطية المستمرة منذ 2014 سوف تنتهي. بالرغم من الإنتاج شبه القياسي للنفط، تراجع مخزون النفط في المملكة لستة شهور على التوالي، وهي أطول فترة منذ أن بدأت مبادرة منظمات البيانات المشتركة (جودي) بمتابعة مستويات إمدادات السعودية منذ حوالي 15 سنة، بحسب مانقلت صحيفة الوطن السعودية.

أوضح أرميات سن، كبير المحللين النفطيين في شركة الاستشارات "إنرجي أسبكتس ليميتد" في لندن، أن "هبوط مخزون النفط السعودي يشير إلى أن إعادة التوازن قد بدأ". ولأن تجار النفط يركزون على التغيرات في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، فإن كثيرين لم ينتبهوا إلى هبوط مستويات مخزون النفط في السعودية. منذ أكتوبر، عندما وصلت إمدادات السعودية إلى مستويات عالية قياسية، هبط مخزون النفط بحوالي 38.6 مليون برميل.

من جانبه، قال الخبير أوليفر جاكوب من شركة الاستشارات "بتروماتريكس" السويسرية إن المملكة السعودية، من خلال تخفيض المخزون النفطي، "ستساهم في إعادة توازن سوق النفط في النصف الثاني من العام الحالي 2016 وفي العام المقبل 2017".

ويرى المحللون أن المخزون النفطي السعودي، بحسب التوجهات الحالية، من المتوقع أن يهبط أكثر. ففي أبريل الماضي، زودت المملكة السوق بحوالي 10.5 ملايين برميل يومياً، مقارنة مع إنتاجها الذي كان 10.2 ملايين برميل فقط، مما أدى إلى انخفاض المخزون، بحسب بيانات (جودي). وتشير الأرقام الأولية لشهر مايو الماضي إلى انخفاض المخزون النفطي للشهر السابع على التوالي، حيث هبط المخزون 5.6 ملايين برميل إضافي. الطلب في فصل الصيف ما لم تقم المملكة بزيادة إنتاجها أو خفض صادراتها النفطية، فإن استهلاك المخزون سيتعمَّق مع استخدام السعودية مزيداً من النفط بين يونيو وسبتمبر الماضي لإنتاج الكهرباء من أجل التبريد خلال أشهر الصيف الحارقة.

وخلال العام الماضي زادت السعودية قدراتها في تصفية النفط أيضاً، مما أدى إلى مزيد من الطلب على النفط الخام. وقد استهلكت السعودية حوالي 5000.000 برميل نفط يومياً في محطات الطاقة في شهر أبريل، وهي أعلى كمية تستهلكها في أبريل منذ 2009.

وبالعادة يصل استهلاك النفط في المملكة السعودية إلى الذروة في شهري يوليو وأغسطس ليصل حوالي ضعف استهلاك شهر أبريل. هذا يعني أن الرياض حتى لو رفعت إنتاجها إلى الرقم القياسي الذي وصل إلى 10.56 ملايين برميل يومياً في يونيو 2015، فإن المخزون سيستمر في الهبوط.