السياحة الخليجية في #البوسنة تسعد الشركات وتقود لحالة استقطاب
ازداد اقبال الخليجين مؤخرا على البوسنة كوجهة سياحية جديدة خصوصا مع زيادة عدد الرحلات المباشرة وبناء منتجعات جديدة وإلغاء القيود على تأشيرات السفر، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
فيما رحب الوكلاء العقاريون والشركات بالدعم الاقتصادي، لكن في دولة علمانية يعاقر مسلموها الخمور ويرتدون الملابس الغربية يساور البعض القلق من بناء السعوديين مركزا للتسوق لا تباع فيه الخمر ورؤية غطاء الوجة والجلباب العربي التقليدي.
وقال عبدلله السنوسي الذي يعمل بقطاع الإعلام في الكويت: "يأتي الناس من الشرق الأوسط إلى هنا بسبب الطبيعة والطقس الجيد والأسعار الرخيصة للعقارات والسلع الأخرى"، وتابع: "يري عدد كبير من المسلمين أنه مكان مناسب. يشعرون أنهم وسط أهلهم. يشعرون بالارتياح هنا."
وبحسب بيانات الفنادق الصادرة عن مجلس السياحة في سراييفو ارتفع عدد الزائرين من الإمارات العربية المتحدة إلى 13 ألفا في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي مقابل سبعة آلاف و265 زائرا في العام الماضي. وفي 2010 كان عدد الزوار من الإمارات 65 شخصا فقط، في الوقت الذي لا توجد هيئة سياحة وطنية في البوسنة وبيانات مشتريات الأراضي غير كاملة.
وبحسب تقديرات غير رسمية يصل إجمالي عدد السائحين العرب ما بين 50 و60 ألفا ويشتري نحو الربع عقارات، ويجلب الزائرون سيولة نقدية يحتاجها الاقتصاد الذي لم يتجاوز بعد آثار الحرب التي شهدتها البلاد في التسعينيات.
لكن عددا كبيرا من السكان المسلمين الذين يؤدون الصلاة في منازلهم أو المساجد فقط صدموا حين رأوا مجموعة من الرجال العرب يرتدون الجلباب يصلون في الهواء الطلق بمنتجع شهير لتمضية عطلة نهاية الأسبوع قرب سراييفو. واستاء البعض الآخر من مركز التسوق الذي شيد بتمويل سعودي ويحظر بيع الخمور ولحم الخنزير، وقالت أمينة الصيدلية المسلمة من سراييفو وهي في الخمسينيات من عمرها: "لست سعيدة بقدومهم. يساورني القلق من تأثيرهم على أبنائي إذا أقاموا هنا".
وكتب أسعد دوراكوفيتش أستاذ الدراسات العربية بجامعة سراييفو في مقال نشره موقع ديبو نيوز الشهر الماضي أن شراء الزوار الخليجيين للعقارات قد يضر بالتوازن الديني الدقيق في البوسنة، وتابع "لا يتعلق الأمر بالسياح الذين يأتون ويذهبون لكن هناك من يقيمون بشكل دائم في ممتلكاتهم، وأضاف: "أن هذا الأمر قد يؤجج رغبة الانفصال لدى صرب البوسنة الذين لا يودون العيش في مسلمستان".
من جانب آخر، يهون وكلاء السفر والعقارات من هذه المخاوف ويقولون إنه ينبغي الترحيب بالأموال كي يستعيد الاقتصاد عافيته موضحين أن الزائرين يأتون صيفا فقط هربا من حرارة الجو في بلادهم، وقال عبد العال مصطفي المدير العام لشركة "اتش.آر هوليدايز " التي مقرها المملكة السعودية: "حقا لا أدري لماذا يشكك الناس في الاستثمارات العربية بدلا من الاستفادة منها.. أراه أمرا محزنا".
ويريد الوكلاء أن تحسن الدولة التشريعات لتشجيع عدد أكبر من الزائرين والمستثمرين على القدوم إلى البوسنة، حيث قال طارق برجاق المدير التنفيذي لرواسي العقارية الكويتية: "القوانين تعرقل أموالا كثيرة"، وتشيد شركته مجمعا سكنيا بتكلفة 25 مليون يورو عند سفح جبل إجمان قرب سراييفو سيضم 246 وحدة سكنية.
ويقول ميرسادا جوستفسيتش الذي يبيع العسل وعصير التوت في سراييفو إنه لا يرى سببا لكل هذه الضجة، ويضيف: "لا مانع عندي في مجيء العرب، لا أعرف ماذا يثير ضيق الناس. الحياة في هذا البلد صعبة ونتطلع لكسب مزيد من المال".
أضيف بتاريخ :2016/08/21