#تشومسكي: #المملكة_السعودية تنشر الحركات الإسلامية الأكثر تطرفاً
قال المفكر والفيلسوف الأميركي نعوم تشومسكي إن " أمام العالم خيارين، إما الاستسلام لفقدان الأمن وما يعنيه ذلك من أن الأمور ستصبح أسوأ، أو تحسين الوضع مشيراً إلى أن نشاط الاستعمار مستمر لكن الشعوب المحلية يصعب عليها توجيه أصابع الاتهام إلى المسبب الحقيقي للمجازر التي حصلت عبر التاريخ" .
تشومسكي الذي يحل ضيفاً على مشاهدي الميادين من خلال وثائقي من ثلاثة أجزاء قال إن "الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية كانت تتمتع بقوة هائلة فوضعت خطة دقيقة لإدارة النظام العالمي حيث أعطت لكل منطقة من العالم وظيفة خاصة بها" ، و أضاف أن "العالم يتبدل فأمريكا التي كانت تملك نصف ثروة العالم وتتمتع بموقع أمني متفوق وتسيطر على نصف الكرة الأرضية والمحيطين في تراجع عن وضعها الأساسي" .
كما رأى تشومسكي أن "الربيع العربي هو المرحلة التمهيدية لما كان يحصل في أميركا اللاتينية في السنوات العشر الماضية مشيراً إلى أنه لو اتخذ الاتجاه عينه، لتغير النظام العالمي بأسره ولهذا السبب تسعى الدول الغربية جاهدة للحؤول دون حصوله".
واتهم المفكر الأميركي المملكة السعودية بنشر الحركات الإسلامية الأكثر تطرفاً في كل مكان بيد أن الغرب كما الولايات المتحدة جاهزان لغض الطرف عنها و أضاف قائلاً في ذات السياق أنّه "ربما لا تعترض الولايات المتحدة الأميركية أو المملكة المتحدة أو فرنسا على الإسلام الراديكالي، وقد تكون المملكة السعودية أكثر الدول الإسلامية راديكالية وهي تقوم بدور بطولي بنظر تلك الدول علما أنها تعمل على نشر نفوذها من خلال المال".
تشومسكي أشاد بتجربة تونس ومصر "علماً أن الصورة لم تنجل في الأخير" حسب ما قال، معتبراً أنه رغم المشاكل والاضطرابات الكثيرة تم تحقيق كثير من الإنجازات لكن الغرب والولايات المتحدة كانا في حالة من الرعب التام أمام تلك التطورات.
ولفت تشومسكي إلى أنه " كان من المستحيل بالنسبة إليهم القبول بنشوء دول ديمقراطية حقيقة في المنطقة " قائلاً إن السبب الكامن وراء ذلك يسهل إيجاده في استطلاعات الرأي قبيل انطلاق الربيع العربي. ولفت إلى استطلاع للرأي وصفه بـ"الهام جداً" يعود الى عام 2010 وهو "يبين بشكل دقيق لماذا لا يتقبل الغرب نشوء ديمقراطية في هذه المنطقة حيث اعتبر 80% من السكان أو أكثر أن الولايات المتحدة و الكيان الإسرائيلي هما الخطر الأكبر الذي تواجهه المنطقة فيما لم يعتبر سوى 10% أن إيران هي مصدر الخطر".
و تشومسكي قال إن عدداً كبيراً من الناس يعارض السياسة الخارجية الأميركية وتعتبر أكثرية سكان المنطقة أن الوضع سيكون أفضل إن كانت إيران تمتلك أسلحة نووية تحقق توازن قوى مع الولايات المتحدة. و أنّه إذا ظهر في المنطقة حكم ديمقراطي فعال، سيتمتع الرأي العام بتأثير ما على السياسات الموضوعة.
وبالتالي على الولايات المتحدة القيام بكل ما بوسعها للتقليل من إمكانية ظهور ديمقراطية في الربيع العربي. لذلك يلاحظ أنه في البلدان التي تهتم بشؤونها الولايات المتحدة الأميركية وهي الديكتاتوريات النفطية، لا تظهر أي ثورات". واضاف "قد ترتفع أحياناً بعض الأصوات غير أنها سرعان ما تقمع"
.
وعن الصراع العربي الاسرائيلي استبعد نعوم تشومسكي أن تعيد اسرائيل الأراضي المسلوبة إلى الفلسطينيين ما دامت الولايات المتحدة الأميركية تدعمها وتحصل على ما تريده". وقال إنّه "ما دامت تستطيع الحفاظ على الاحتلال، فالأمر سيزداد سوءا .ولا وجود لأي ضغوط من أجل تغيير سياسة الاحتلال، ما دامت الولايات المتحدة تدعم الكيان الإسرائيلي بشكل مطلق وكامل. والدعم المقدم هو مطلق بالفعل".
من جهة ثانية اعتبر الفيلسوف الاميركي أن كوبا حققت منجزات هامة رغم الحرب الهائلة التي شنتها الولايات المتحدة عليها خمسين عاماً" مشيراً إلى قطاع الصحة حتى إن كوبا عرضت إرسال فريق طبي إلى أميركا في أعقاب إعصار كاترينا لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك.
تشومسكي رأى أن العالم يتجه نحو حدث قد يشكل الإبادة الجماعية الأضخم على الإطلاق، ألا وهو دمار البيئة، ومع ذلك، بالكاد نسمع عن ذلك، حتى أن الولايات المتحدة تتراجع في هذا المجال، قائلاً "لسوء الحظ، قد لا يكون ذلك سوى غيض من فيض".
أضيف بتاريخ :2016/09/04