#واشنطن لـ #طهران: فلنتفاوض حول #اليمن
كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية عن رسالة سرية بعثتها واشنطن إلى طهران تدعو فيها إيران للتفاوض حول اليمن، وإخراج المملكة السعودية من القضية اليمنية، بعد أن فشلت الرياض في سحق حركة أنصار الله وعلي عبد الله صالح خلال عام ونصف من المعارك المتواصلة والتي وصلت إلى دخول القوات اليمنية إلى عمق الأراضي السعودية.
الكاتب وحيد صمدي في الجريدة اللبنانية، أكد أن توغُّل اليمنيين في العمق السعودي بعد عام ونصف عام من بدء الحرب أقلق الأمريكيين قبل السعوديين، الأمر الذي أجبر واشنطن على تقديم اقتراح سري إلى طهران، متجاهلة فيه الرياض، من أجل التفاوض على مصير الحرب.
وأشار الكاتب في الوقت ذاته إلى أن طهران تؤكد أن أي أمر يتعلق باليمن يمر من تحت سقف المجلس السياسي الأعلى في اليمن ورئيسه صالح الصماد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أنّ واشنطن مررت قبل أسابيع، وتحديداً قبيل طرح خطة (وزير الخارجية الأمريكي جون) كيري في 12 آب الماضي، رسالة إلى السفارة الإيرانية لدى مسقط (عبر الحكومة العمانية)، تقترح بموجبها إجراء مفاوضات إيرانية ــ روسية ــ أميركية على مستوى الخبراء بداية، لتقرير مصير الحرب، من دون أي ذكر المملكة السعودية في الاقتراح.
وأوضح المصدر أنّ الاقتراح علمت به المملكة وأزعجها، لكن الجمهورية الإسلامية لم ترحب به ولم تردّ عليه بعد، بل يبدو أنها ستكرر رد فعل الخميني في ظل تشابه الظروف والسلوك، فضلاً عن ضرورة تأكيد أن “الطرف المخول للحديث معه في أي تفاوض هو الجانب اليمني المتمثل حالياً في المجلس السياسي الأعلى”.
وأشار إلى أن واشنطن تريد إتباع سياسة “تبريد الحرب” لا إنهائها، ولا مشكلة لدى واشنطن في تجاوز الرياض الآن وغداً، أو على الأقل حتى تتجاوز الاستحقاق الانتخابي بسلام، وهذا ما تستوعبه القيادة الإيرانية، وتعرف أن حتى مجرد قبول الحديث في المقترح الأميركي، أو مناقشته مع اليمنيين، هو خطأ لا يقع فيه المبتدئون.
وكشف الكاتب أن جون كيري وخلال زيارته الأخيرة للمملكة قدم نصيحة لولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بأن يستخدم الجيش جنوداً أكثر كفاءة وبراعة لقيادة المركبات الأميركية، حتى لا يضر ذلك سمعة الصناعة الأميركية التي باتت تهان على أيدي مقاتلين لا يملكون إلا أسلحة صغيرة وبضعة صواريخ موجهة.
ورأى الكاتب أن ما تقوم به أمريكا حالياُ هو تكرار لسيناريو بريطاني فعلته لندن في السنة الأخيرة للحرب العراقية ــ الإيرانية، حينما نُقلت رسالة إلى طهران مفادها “أننا مستعدون للتفاوض”، حيث تحولت الحرب التي كانت تنوي غزو طهران وإسقاط الجمهورية الإسلامية الشّابة عام 1980، تحولت فجأة إلى خطر يهدد بغداد، ما دفع بريطانيا آنذاك إلى تقديم اقتراح لإجراء مفاوضات سرية تهدف إلى احتواء صدام مقابل انتزاع امتيازات من مرشد الثورة آنذاك الإمام الراحل روح الله الخميني، فيما رفض الأخير الاقتراح البريطاني، برغم أنه كان قد تجاهل صدام واعترف ضمناً بالصمود الإيراني.
أضيف بتاريخ :2016/09/16