دولية

تقريرـ(خاص): من يقدم التسهيلات لـ ’داعش’ لتنفيذ عملياته الإرهابية في كل مكان!

 

في ظل تنامي هذا الإخطبوط التكفيري المسمى بتنظيم "داعش" وانتشاره في العالم أجمع كجرثومة وبائية، في زمن قياسي لا يزيد على خمس سنوات منذ وجوده، والذي يصفه البعض بأنه "أغنى تنظيم إرهابي في العالم"، حيث قدرت بعض الدراسات قدرته المالية بحوالي 2 مليار دولار، وآخرون وصفوه بأنه "أخطر تنظيم إرهابي في العالم" لجسامة الأخطار والتهديدات التي يقوم بها في أهم مناطق العالم من الناحية الجيوبيولتيكية والجيوقتصادية، وبعضهم اعتبروه "أكبر تنظيم إرهابي في العالم".

فيما يرى آخرون أن هذا التنظيم على الرغم من تمدده الواسع في العالم إلا أنه لا مستقبل له مرجعين إلى أن "داعش" لا يملك الإستراتجية والرؤية في بناء دولة لكون منهجه قائم على التدمير والقتل وليس البناء والإنماء.

 

إرهاب يطال القرآن

 

فلم يتورع تنظيم "داعش" عن القيام بأي أفعال وسلوكيات هي طبقًا للقانون "أعمال إجرامية يعاقب عليها القانون" مثل السرقة والاحتيال والنصب والابتزاز والاختطاف وقطع الطرق وسبي النساء، إضافة إلى قتل وترويع المسالمين العزل من المسلمين وغير المسلمين، فكل من يختلف معه هو في عداد الموتى وإن كان ينتمي للتنظيم نفسه.

 

تفجير العنود - الدمام

 

وما يثير التساؤل: ما الذي يجعل تنظيمًا لم يتجاوز عمره (خمس سنوات) بكل هذه القوة والنفوذ والقدرة على التوسع؟ ومن يقدم له التسهيلات للقيام بالعمليات الإرهابية ليخترق من خلالها أي دولة عربية كانت أو أجنبية؟

 

تفجير مسجد الصادق

 

"داعش" من سوريا إلى العراق و دول المغرب العربي ومنها إلى الدول الخليجية كالسعودية والكويت إضافة إلى اليمن ومؤخراً ظهر في مشهد سقوط الطائرة الروسية في "شرم الشيخ"، والتي كانت الاحتمالات أغلبها تشير إلى أن المنفذ هو "داعش"، ووصولاً إلى الاعتداء الإرهابي في برج البراجنه بالضاحية الجنوبية لبيروت، وبعد أكثر من 24ساعة يقوم باعتداءات مماثلة في العاصمة الفرنسية "باريس" الحدث الذي  جاء كالصدمة على الغرب.

 

إنتحاري سيهات

 

مما جعل أحد المعلقين في قناة "فرانس٢٤" يقول، "بأننا لعبنا بالنار عندما دعمنا الجماعات المسلحة في سوريا، وكما قالت "كلينتون" أن داعش هو صناعة الاستخبارات الأمريكية السعودية الإماراتية، صنعناها لإعادة تشكيل المنطقة، وهاهي ترتد علينا نحن الدول العظمى!!".

 

تفجير برج البراجنة

 

ويرى متابعون أن تنامي نفوذ وسيطرة "داعش" يرجع إلى عاملين؛ العامل الأول اقتصادي، متمثل في تعدد مصادر تمويل داعش التقليدية والمعروفة، بالاستيلاء على الموارد الطبيعية (وتحديدًا النفط) وتخصيصها، والاستفادة من عوائدها الضخمة لتمويل عملياته الإرهابية والتوسعية عبر تهريبها وبيعها في السوق السوداء، وهو ما ساهم في تقوية شوكة هذا التنظيم الإرهابي.

 

عادل ترمس - فدائي برج البراجنة

 

كما أن بعض التقارير والدراسات تطرقت إلى مسألة تمويل داعش، وذكرت تلك التقارير 12 مورداً اقتصادياً لهذا التنظيم، أول مورد كان  من تبرعات أثرياء الخليج حيث رصد تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في شهر يونيو 2014م عن وجود عدد كبير من الأثرياء والشخصيات الخليجية التي دعمت ومولت الأنشطة الإرهابية في كلٍّ من العراق وسوريا، ووفقًا للتقرير بينهم (28) شخصية سعودية، و(12) عراقية، و(5) من الكويت، إلى جانب عدد آخر من قطر والإمارات والبحرين وقطر.

 

تشييع شهداء مسجد الإمام الصادق

 

والمورد الثاني هو أموال الصداقات والتبرعات والزكاة: حيث عملت المنابر والقنوات الإسلامية خلال عامي (2011/2012) على تشجيع المسلمين على توجيه أموال الزكاة والتبرعات والصدقات لتأييد الجهاد والمقاومة في سوريا، وهي الأموال التي وجدت طريقها بصورة مباشرة إلى كلٍّ من داعش وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية.

 

تفجير الدمام

 

أما المورد الثالث فكان نتيجة التمويل الخليجي (الرسمي) خصوصًا من دول مثل السعودية والكويت وقطر والإمارات، حيث قامت هذه الدول بتمويل هذا التنظيم في البداية كجزء من حربها بالوكالة ضد "نظام الأسد"، قبل أن ينقلب عليها ويبدأ في التوسع والتمدد وتهديد دول الخليج ذاتها.

 

والمورد الرابع هو التمويل الدولي بحسب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السابق الذي تم الإشارة إليه، وجد أن التمويل الذي تحصل عليه داعش يأتي من حوالي 31 دولة عبر العالم، من: الخليج، وباكستان، والجزائر، وتركيا، ومصر، ولبنان، وغانا، والسودان، وبريطانيا، والسويد، وهولاندا، وأستراليا، والسنغال، وتايلاند، وبنجلاديش، وغيرها من الدول؛ حيث تعتمد داعش (وهي في ذلك مثلها مثل القاعدة) على شركاء محليين مسجلين تحت أسماء وهمية، وتمارس نشاطها من وراء ستار قانوني وشرعي.

 

 

تشييع شهداء الدمام

 

والخامس: هو من عوائد تحرير الأجانب المختطفين فقد أقدمت داعش على اختطاف المواطنين الأجانب، والموظفين الدوليين، والصحفيين الغربيين، ومساومة ذويهم ودولهم على الإفراج عنهم مقابل ملايين الدولارات كفدية. وقد ذكرت بعض التقارير الصحفية أن عوائد هذه الطريقة بلغت أكثر من 25 مليون دولار سنويًّا.

 

والسادس: من نهب الموارد والسلع من الأماكن المسيطر عليها من مستشفيات، ومراكز تسوق، ومطاعم، ومرافق الكهرباء والمياه في هذه المناطق، وهي المرافق التي توفر لها عوائد تُقدر بالملايين كل شهر.

 

والسابع: من عوائد التهريب كالنفط، والأسلحة، والآثار، والمخدرات، والاتجار في البشر.. إلخ؛ حيث ذكر تقرير لقناة ABC الأمريكية وغيرها من المصادر أن العوائد اليومية من النفط المهرب ما بين 2 إلى 4 ملايين دولار.

 

شهيد في مسجد الإمام الصادق

 

وأما المورد الثامن: من الهبات من مؤيدي التنظيم.

والتاسع: من الابتزاز، إلى جانب فرض الترويع والقتل على المواطنين الأبرياء، فإنه يقوم بابتزاز الفلاحين والموظفين في هذه المناطق، ويجبر غير المسلمين على دفع الجزية، بصورة أدت إلى تهجير مئات الآلاف منهم. إلى جانب ذلك أيضًا تقوم داعش بفرض ضرائب شهرية على المؤسسات المحلية بحوالي 8 ملايين دولار.

 

الشهيد الطفل حيدر المقيلي

 

والعاشر: من السرقة والنهب، وذلك من خلال فتاوى التكفير التي تبيح الدم والعرض والمال.

والحادي عشر: من عائدات الحبوب، حيث قال أحد مسئولي وزارة الزاعة العراقية إن داعش بدأت تسطير على حوالي ثلث إنتاج العراق من "القمح".

 

والمورد الأخير: من مناجم الذهب التي استولت عليها داعش في مدينة الموصل بعد سيطرتها عليها.

 

مسجد المشهد - نجران

 

التساؤلات التى تطرح الآن هل بات تنظيم "داعش" قادراً على ارتكاب عملياته الإرهابية بدون الاعتماد على جهات أخرى (دولية) كان في الماضي يعتمد عليها في نشأته؟

 

الرئيس الفرنسي، "فرانسوا هولاند"، قال مؤخراً بأن الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية هي "عمل حربي من قبل تنظيم داعش وأن التخطيط تم في الخارج مع تواطؤ داخلي."

 

الشهيدان الأربش والعيسى

 

هل ينتظر الغرب أحداث (باريسية) أخرى لكي يستفيق من مقامرة اللعب على النار في المنطقة، أم أن مفاعيل مشروع الشرق الأوسط الجديد تطغى على الأمن الذاتي والمكتسبات القومية!

أضيف بتاريخ :2015/11/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد