دولية

كلينتون تقفز على مذكراتها.. وتطالب بالقضاء على ’الفكر الجهادي المتشدد’!


بدأ الوحش ينقلب على مربِّيه. ها هي فرنسا، التي سقط فيها ضحايا أبرياء في هجمات شنها عناصر من "داعش" يحمل بعضهم الجنسية الفرنسية في باريس منذ أيام قليلة، تدفع ثمن التسهيلات التي قدمتها لهذا التنظيم الإرهابي الذي سافر آلاف من عناصره إلى سوريا عبر فرنسا ودول أوروبية أخرى.

من أوجد هذا الوحش هو الولايات المتحدة، الذي ولد من رحم تنظيم "القاعدة" الذي اعترفت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن بلادها أنشأته لتحارب به الاتحاد السوفييتي.

تُظهر كلينتون تعاطفها مع الضحايا في فرنسا. صعّدت المرشحة للانتخابات التمهيدية عن "الحزب الديمقراطي" إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية لهجتها ضد الوحش الذي صنعته بلادها بالقول، خلال مناظرة للمرشحين الديمقراطيين في ولاية أيوا الأميركية السبت "14 نوفمبر 2014"، "علينا أن نكون مصممين على توحيد العالم والقضاء على الفكر الجهادي المتشدد الذي يحرك تنظيمات مثل "الدولة الإسلامية" (داعش)، التنظيم الإرهابي العنيف والهمجي والعديم الشفقة"، مضيفة أن "المعركة لا يمكن أن تكون معركة الولايات المتحدة وحدها مع أن القيادة الأميركية ضرورية فيها".

هذا الخطاب الانتخابي عالي السقف تناقضه مذكرات كلينتون في مذكراتها التي أصدرتها كتاباً سمّته "خيارات صعبة" في العام 2014  فهي اعترفت بوضوح بأن بلادها تورطت في النزاع المستمر في ليبيا وسوريا بقولها "دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكان كل شيء على ما يرام وجيد جدا، وفجأة قامت ثورة "30 يونيو 2013 م" و"3 يوليو 2013 م". في مصر وتغيّر كل شيء خلال 72 ساعة". وتضيف "تم الاتفاق على إعلان "الدولة الإسلامية" (داعش) يوم "5 يوليو 2013 م" وكنا ننتظر الإعلان لكي نعترف بتلك الدولة نحن وأوروبا فوراً، كنت قد زرت 112 دولة في العالم وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء على الاعتراف بتلك الدولة فور لإعلانها، ولكن، فجأة تحطم كل شيء دون سابق إنذار، شيء مهول حدث، فكرنا في استخدام القوة ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا، وجيش مصر قوي للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحيدا أبدا".

وتتابع كلينتون: "مصر هي قلب العالم العربي والإسلامي، ومن خلال سيطرتنا عليها من طريق ما يسمى "الدولة الإسلامية" (داعش) وتقسيمها، يتم بعد ذلك التوجه إلى دول الخليج بدءا بالكويت فالسعودية فالامارات والبحرين وعمان، وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل بما فيها سائر الدول العربية ودول المغرب العربي، وتصبح السيطرة لنا كاملة خصوصاً على منابع النفط والمنافذ البحرية".

"داعش" الذي حشدت كلينتون حلفاءها بدعوى محاربته ولد من رحم "القاعدة". أقرت كلينتون بأن الولايات المتحدة أنشأت هذا التنظيم. قالت حرفياً في حديث إلى "سي أن أن" في "أغسس 2014 م": "نحن أيضاً لدينا تاريخ بالتنقل عبر باكستان. أنا أعني.. دعونا نتذكر هنا أن الذين نقاتلهم اليوم نحن أوجدناهم منذ عشرين عاماً. وفعلنا ذلك لأننا كنا عالقين في نضال ضد الاتحاد السوفييتي، الذين غزوا أفغانستان، ونحن لا نريد أن نراهم يسيطرون على آسيا الوسطى، وذهبنا إلى العمل بواسطة الرئيس (الأميركي الأسبق دونالد) ريغان وبمشاركة الكونغرس وبقيادة الحزب الديمقراطي، وهو قال: أتعرفون؟ هذه فكرة جيدة جداً. دعونا نتعامل مع المخابرات الباكستانية والعناصر الباكستانية ودعونا نذهب لتجنيد هؤلاء المجاهدين. هذا عظيم. دعوهم يأتوا من السعودية وأماكن أخرى، استوردوا هذه العلامة الوهابية للإسلام بحيث نستطيع التفوق على الاتحاد السوفييتي. وخمنوا ماذا حصل؟ لقد انسحبوا (السوفييت) وخسروا مليارات الدولارات".

 

لكن كلينتون أفصحت عما يجب الحذر منه بعد صناعة "الوحش"، إذ تقول "يجب علينا الحذر مما نرى لأننا سوف نخسره. ثم تركنا باكستان وقلنا لها: حسناً، تعاملي أنتِ مع الوحوش التي تركناها في أرجائك، وأنتِ تعاملي مع العقول والمعتقدات في دولتكِ ولا نريد أن نتعامل مع أفعالكِ. ثم توقفنا عن التعاون مع الجيش الباكستاني والمخابرات الباكستانية ونحن الآن ننظر إلى الوقت الماضي".

وما يؤكد تورط واشنطن في صناعة "دعش" هو ما كشفه الموظف السابق في وكالة الاستخبارات الاميركية "سي أي إيه"، إدوار سنودن، بأن الوكالة وجهاز الاستخبارات الإسرائيلية "موساد" هما اللذان شكلا ما سمي "داعش" بالتعاون مع الاستخبارات البريطانية،

تزعم واشنطن أنها تقود "التحالف الدولي" في العراق وسوريا للقضاء على "داعش". لكن ماذا يمكن تفسير ما أكده مسؤولون عراقيون من مشاهدة طائرات أميركية تلقي بأسلحة وعتاد إلى عناصر "داعش" في العراق؟ فقد أكد قائم مقام مدينة بلد، الواقعة شمال محافظة صلاح الدين، مفيد البلداوي، يوم "17 ديسمبر 2014 م"، أن "طائرة أميركية تابعة لـ"التحالف الدولي" أسقطت بشكلٍ متعمّد بالوناً محمّلاً بالأسلحة، فوق منطقة الخضيرة التي يسيطر عليها التنظيم"، وأوضح أنّ "البالون الذي يتجاوز عرضه خمسة امتار، كان محمّلاً بأنواع مختلفة من الأسلحة وفق ما أفاد السكان المحليون"، داعياً إلى فتح تحقيق بهذه الحادثة".

 

واشنطن صنعت الوحش والآن تقول إنها تريد القضاء عليه. لكن من يصدق؟

أضيف بتاريخ :2015/11/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد