دولية

تقرير-(خاص): الرياض غيبت أعلام الدول العربية المنكوبة.. ورفعت علم فرنسا فقط

 

لا يختلف عاقل على إن الأرواح البشرية التي سقطت ضحية الإرهاب الداعشي تستوجب إدانة واستنكار من كافة الدول والمجتمع الدولي، إلا أنه ما أثار الدهشة هي تلك الموقف "الازدواجية" في التعامل مع الأزمات العالمية والإنسانية وخصوصا موقف الدول العربية، ومنها الرياض.

الرياض التي أضاءت أعلى برجي (المملكة والفيصلية) بألوان علم جمهورية فرنسا؛ تعبيراً عن إدانة المملكة العربية السعودية لما حدث في العاصمة باريس من أعمال إرهابية يوم الجمعة الماضية نتجت عنها وفاة وإصابة المئات من الأبرياء، حيث تستمر الإضاءة ثلاثة أيام.
 
الهجمات الإرهابية الباريسية سبقتها الضاحية الجنوبية بيروت بيوم واحد فقط، والتي راح ضحيتها 43 لبنانياً والعديد من الجرحى، كما تكررت عمليات داعش الإرهابية عدة مرات في السعودية نفسها، إضافة إلى عمليات إجرامية أخرى في الكويت وسوريا والعراق وباكستان وغيرها، إلا أنه لم يشعل لأي منها إضاءات تضامنية، أو مواقف بهذا الحجم كما حصل مع باريس.

وتشهد فلسطين المحتلة أيضا انتهاكات للمسجد الأقصى المبارك و إعدامات ميدانية لشباب وفتيات فلسطين بشكل يومي، وفي سوريا حيث يمارس تنظيم "داعش" القتل بحق العشرات من النساء والرجال والأطفال يومياً، منذ ما يقرب من 4 أعوام ،ولم تلقى نفس القدر من اهتمام دول العالم أو الدول العربية من التعاطف والتنديد كما لم تجد التغطية الإعلامية في الحد الأدنى.

ولم يختلف حال المملكة العربية السعودية في تضامنها بتلوين أبراجها بألوان علم فرنسا عن الكويت والإمارات وبعض الدول العربية الأخرى عن تضامنهم مع باريس حيث اتشحت أبراج الكويت بعلم فرنسا، في حين توشحت بألوانه أبرز معالم ومباني الإمارات  وفي مقدمتها أعلى مبنى في العالم برج خليفة وبرج العرب واستاد هزاع وقصر الإمارات، وبرج محمد بن راشد ,و سوق أبوظبي المالي، وكابيتال جيت مساء أمس.
 
أما في مصر فقد توشحت الأهرامات بألوان العلم الفرنسي، كما ظهرت صورة للعلم الروسي و اللبناني حيث رُفعت أعلام كل من مصر وروسيا وفرنسا في منطقة الأهرامات.

كل هذا الأعمال التضامنية التي قامت بها الدول الخليجية تعد مثال رائع وينم عن روحية إنسانية عالية جداً !!

فلماذا غابت هذه الروح الإنسانية عن الحضور السريع والمواقف الرنانة من قبل دول الخليج والدول العربية فعلى سبيل المثال وليس الحصر قبل يوم من هجمات باريس وقع هجوم إرهابي في لبنان فلم يلقى هذا تعاطفا ولا تضامنا بنفس القدر من التضامن لفرنسا على العكس تماما فقد كان تباطئ  في اتخاذ الموقف من بعضهم فيما صمت البعض الأخر تجاه ما يحدث، أنه فعلا ما يثير للدهشة والسخرية و الحزن أيضا في الوقت ذاته.

فالمشاهد حينما يرى هذه المفارقات العجيبة يطرح تساؤلات عديدة، إذا لم يكن التضامن بسبب الدين والمقدسات أو الأرض  فلماذا لا يكون (إنسانيا) كما حدث مع ضحايا فرنسا ؟؟!!

أضيف بتاريخ :2015/11/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد