هافينتغتون بوست: مصداقية السعودية الدولية على المحك في باريس
وصف موقع "هافينغتون بوست" المناقشات التي خاضتها السعودية في قمة التغير المناخي التي تستضيفتها باريس، حول حفظ الوقود الأحفوري في باطن الأرض بأنها "كانت دائماً تسير بشكل خادع".
وفي مقال نُشر يوم أمس الاثين "7 ديسمبر 2015"، قال الموقع الأمريكي إن إهمال ملك السعودية مشاركة 150 من رؤساء الدول والحكومات في افتتاح القمة، أضفى شعوراً بأن المفاوضين السعوديين "يمارسون أساليب تخريبية وسلبية"، وأن هؤلاء لم يعملوا على "تحقيق مصلحة بلادهم بل عمدوا إلى فضح دولتهم والعائلة المالكة".
وبحسب الموقع فقد حاول المفاوضون السعوديون إسكات البلدان الأكثر معاناة من محنة المناخ - المنخفض "خاصة الجزر التي يهددها ارتفاع منسوب مياه البحار وجودها". وتابع: "حاولوا تأجيل المناقشات حول المراجعة العلمية للأمم المتحدة، التي أظهرت أن "الحد C 2 ° 'لارتفاع درجات الحرارة العالمية لا يشكل عتبة الأمان في يونيو"، كما انهم منعوا الاعتراف بـ 1.5 ° C كحد درجة الحرارة اللازمة لضمان بقاء العديد من الدول الجزرية، ورخاء وأمن المجتمعات في جميع أنحاء العالم".
ووصفت الموقع الأمريكي السعودية بأنها كانت بمثابة "زعيم العصابة" في "الدفع ضد المساهمة بدعم الدول الفقيرة لتكون قادرة على المشاركة في اتفاقية باريس وحماية مواطنيها من التأثيرات المناخية."، خصوصاً أن المجتمع الدولي أقر بأن على الدول التي أصبحت غنية وصناعية جراء استخدامها للنفط الأحفوري أن تأخذ زمام المبادرة في المساهمة بالدعم الكافي للدول التي تساهم بشكل أقل في التغير المناخي ولكنها ستعاني من أسوأ الآثار.
ولفت "هافينغتون بوست" إلى أن المملكة السعودية تصنف من بين أغنى 13 بلداً على كوكب الأرض، وأنها نالت حصة الأسد من هذا جراء استغلالها لاحتياطياتها النفطية المدمرة للمناخ. وتابع الموقع: "ولزيادة الطين بلة، لم يكتفِ المفاوضون السعوديون بالتنصل من أي مسؤولية لتوفير التمويل، لكنهم طالبوا بالحصول على الدعم المالي من أجل الوصول إلى التكنولوجيا".
واتهم السعودية بأنها انضمت إلى بلدان أخرى في محاولة لتمييع صيغة مشروع اتفاق باريس. وأوضح أن مفاوضيها أرسلوا إشارات دولية بأن المملكة السعودية لا يوجد لديهها مصلحة حقيقية في إعادة النظر باستراتيجياتها. واكد أن الجهود السعودية انصبت على تحقيق "مصالحها الذاتية الضيقة" من خلال "معاقبة المجتمعات الأكثر فقراً وضعفاً في جميع أنحاء العالم."
وختم الموقع الأمريكي متسائلاً: "سينتهي اجتماع الوزراء غداً، فهل ستأتي المملكة السعودية بمفاوضيها إلى صف التضامن الدولي أم أنها ستقف على الجانب الخاطئ من التاريخ؟"
أضيف بتاريخ :2015/12/08