بي بي سي: هل السعودية مسؤولة عن ظهور تنظيم داعش؟
نشرت شبكة BBC الأخبارية تقريرا في إطار البحث عن أسباب ظهور تنظيم "داعش"، وتساءلت بالقول:"هل السعودية مسؤولة عن ظهور تنظيم الدولة الإسلامية؟".
واعتبرت الشبكة في تقريرها، الذي نشر، أمس السبت، أن البحث عن إجابة هذا التساؤل ناتج عن اعتبار الكثيرين أن الوهابية التي نشأت في المملكة، تغذي الإرهاب، بالإضافة للاتهامات الموجهة للمملكة بتمويل داعش سواء بطريق مباشر أو غير مباشر.
وشارك البروفيسور برنارد هيكل، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط المعاصر، وشمال أفريقيا بجامعة برينساون، في الرد على هذا التساؤل، رابطًا بين الوهابية وداعش.
"هيكل"قال إن: "جذور تنظيم الدولة تأتي من السلفية الجهادية، وهي تيار ديني قديم جدا في الإسلام، ويلتزم تماما بحرفية النصوص، ويكون أتباع هذا المذهب متشددون جدا ويدينون المسلمين الآخرين الذين لا يشاركونهم الرأي، وهذا هو سبب قسوتهم في أعمال العنف، لأنهم يستطيعون تبرير هذه القسوة دينيا".
وأضاف في حديثه عن محمد بن عبد الوهاب بالقول : "كان محمد بن عبدالوهاب من معتنقي التراث السلفي، لقد كان مصلحا دينيا في أراضي شبه الجزيرة العربية، واستطاع إنشاء حركة دينية انتهت بإنشاء الدولة السعودية".
ورأى "هيكل" أن "داعش" تستخدم مؤلفات "بن عبد الوهاب" اليوم في تعليم العقيدة والتي كانت تعد أساسًا لتعليم مذهبه سابقًا.
واعتبر "هيكل" أن "داعش" والوهابية بينهم ارتباط وثيق .
وأردف قائلًا :" لكن تنظيم الدولة يرى أن الدولة السعودية انحرفت عن المعتقدات الصحيحة لمحمد بن عبدالوهاب، وأنهم هم الممثلون الحقيقيون للدعوة السلفية أو الوهابية".
ونقل التقرير آراء مخالفة ترى أن الاتهامات الموجهة للسعودية بتمويل تلك الجماعات غير صحيحة من بينهم المستشار السياسي بالسفارة السعودية بلندن، "محمد يحيى" والذي اعتبر أن الاتهامات الموجهة للسعودية بتمويل تلك الجماعات ودعمها أيديولوجيا ليست سوى اتهامات لا أساس لها من الصحة مضيفًا أنها "تمثل إساءة كبيرة لمكافحة الإرهاب، سواء في السعودية أو على المستوى الدولي".
فيما اعتبرت الباحثة مضاوي الرشيد، في معهد الشرق الأوسط، بكلية لندن للاقتصاد، أيضًا أن "داعش" ترتبط ارتباط وثيق بالفكر الوهابي، وقالت: "لقد مُنح الفكر الوهابي السيطرة الكاملة على الحياة الدينية والاجتماعية والثقافية في المملكة، وطالما أن الخطباء الوهابيين كانوا يدعون المواطنين السعوديين إلى طاعة حكامهم، فإن أسرة آل سعود كانت سعيدة بذلك".
"الرشيد" أشارت إلى استغلال المملكة للفكر الوهابي لضمان طاعة المحكومين لها، قائلة :"خلال عقدي الستينات والسبعينيات امتلأ العالم العربي بأفكار ثورية، ووجدت الحكومة السعودية أن العقيدة الوهابية هي الترياق المناسب، لأنها تقدم رواية بديلة عن كيفية طاعة الحكام، وعدم التدخل في السياسة".
واتهمت الوهابية بأنها نسخة متشددة وغير متسامحة من الإسلام، قائلة: إنها "تقليد ديني محلي انتشر (أو نشر) على نطاق العالم ولما ينضج بعد، ونرى الآن أنها يمكن أن تكون أسلوبا ثوريا، يلهم شخصا ما لارتكاب أعمال وحشية باسم الإسلام".
أضيف بتاريخ :2015/12/20