دولية

صحيفة ’رأي اليوم’ ندين الإعدامات و نفرق بين الإرهاب والمطالبات المشروعة

 

أدانت صحيفة " رأي اليوم" ومقرها لندن، في افتتاحيتها اليوم الأحد، الإعدامات الآخيرة يوم أمس السبت ، وقالت الصحيفة:  ندين الإرهاب  الذي يفتك أرواح  الضحايا الأبرياء ويزعزع الأمن والاستقرار بأشكاله كافة، مُضيفة : نحن نفرق بينه وبين المطالبة المشروعة بالحريات والإصلاح ، والحق في الاحتجاج، على المظالم والقمع والفساد ومصادرة الحريات.

 

وتابعت الصحيفة : نعارض أحكام  الإعدام  وتمثيلها من قبل المملكة العربية السعودية، عندما تصدر عن نظام قضائي يفتقد إلى المصداقية، ولا يتوفر فيه الحد الأدنى  من قيم العدالة وآلياتها، ولهذا ندين تنفيذها في حق المتهمين الـ٤٧ فجر هذا اليوم داخل سجون المملكة في ١٢مدينة.

 

وبينت الصحيفة : بأن جميع  الذين جرى تنفيذ هذه العقوبة في حقهم لم يحظوا بمحاكم عادلة، ولم يتمكنوا من الدفا عن أنفسهم ، في ظل نظام قضائي يحكم على "مغرد" على "التويتر" الجلد والسجن عشر سنوات، ويمنع شاعرة من الكتابة في الصحف، وحق التعبير بالتالي، لخمسة عشرة عاما، وبأمر من أمير منطقة وليس من محكمة رسمية، وبسبب قصيدة، وهو الشاعر والمثقف.

 

وقالت الصحيفة : إذا كان الهدف من تنفيذ أحكام  الإعدام  بالرصاص، أو بحد السيف، في حق ٣٧ متهما بالإرهاب  في المملكة العربية السعودية هو " إرهاب"  الآخرين، ومنعهم من الإقدام  على أي أعمال  احتجاج، أو هجمات، وعنف ضد النظام ومؤسساته ومصالحه، فان ما قد يترتب عليها من ردود فعل، ونتائج قد تكون عكسية تماما.

 

وأشارت الصحيفة إلى عهد الملك الجديد بالقول : من المؤكد أن العهد السعودي الجديد الذي بدأ بتولي الملك سلمان بن عبد العزيز السلطة قبل عام تقريبا، يريد أن يعزز الإنطباع  الذي يقول بأنه "عهد الحزم" وممارسة سياسة القبضة الحديدية، والتخلي عن سياسة "المهادنة" التي اتبعها الملوك السابقون.

 

وأضافت :  أول تطبيق لهذا "التحول" جاء من خلال إعلان الحرب في اليمن لمواجهة التحالف "الحوثي الصالحي" تحت ذريعة مواجهة النفوذ الإيراني، وها هو يدشن مطلع العام الميلادي الجديد بهذا العدد الضخم من الإعدامات  التي لم يحدث لها مثيل منذ عام 1980، حيث جرى إعدام  63 متشددا إسلاميا اقتحموا الحرم الملكي الشريف بقيادة "الداعية" جهيمان العتيبي.

 

وتابعت الصحيفة : الحزم ضروري وعلى درجة كبيرة من الأهمية، شريطة أن يأتي في التوقيت المناسب، ويمتلك أصحابه  أدوات  القوة وعناصرها، وفي إطار  استراتيجية محكمة، وفي ظل ظروف إقليمية ودولية ملائمة.

 

وتابعت :  لا نعتقد أن هذه الشروط، أو معظمها، متوفرة حاليا في الحالة السعودية، فليس من الحكمة خوض حربين في الوقت نفسه، واحدة في سورية، وآخر  في اليمن، لمواجهة النفوذ الإيراني ، في وقت يتعزز هذا النفوذ باتفاق مع الولايات المتحدة، والدول الست العظمى، تنهي حصار امتد  لما يقرب من الثلاثين عاما، وتلقي دولة عظمى مثل روسيا بكل ثقلها العسكري والسياسي خلف النظام السوري، وتخوض حربه مباشرة ضد معارضيه المسلحين، وتتراجع العوائد النفطية، وتتسم سياسات الحليف الأمريكي التاريخي بالتردد والإرتباك.

 

وبينت الصحيفة : بأن إعدام عدد من المتهمين بالتشدد، وتبني فكر تنظيم "القاعدة"، والإقدام على احتجاجات وتفجيرات، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بين أعوام  2003 الى 2006، من أجل  التغطية على إعدام  الداعية الشيعي نمر النمر.

 

وقالت : النمر  المتهم بالتحريض على احتجاجات سلمية تطالب بالديمقراطية، وحقوق الإنسان ، على غرار ثورات الربيع العربي الآخرى  التي حظيت وتحظى (في سورية) بدعم القيادة السعودية، لن يخفي الحقائق، ولن يمتص حالة الغضب والاحتقان في أوساط أبناء الطائفية الشيعية، بل قد يؤدي لأول  مرة إلى توحيد "الغضبين" السني والشيعي معا، وإقدام خلايا متطرفة من الجانبين على ردود فعل انتقامية في الوقت نفسه، بحسب الصحيفة.

 

 

وتابعت : الاضطهاد والإقصاء والقمع في المملكة العربية السعودية هي الممارسات الوحيدة، التي يمكن القول، بأنها  تتم ليس من منطلقات مذهبية أو طائفية، لأنها  لا تفرق بين سني وشيعي عندما يتعلق الأمر  بالمطالبة بالحريات والإصلاحات  والعدالة، ولكن لا بد من الاعتراف بأن  أبناء  الأقلية الشيعية كانوا الأكثر  معاناة، وتعرضوا طوال عقود لمعاملة تمييزية أقصائية، وكمواطنين من الدرجة الثانية موضع شكوك في ولائهم، ومن يقول غير ذلك، مكابر يتعامى عن الحقيقة.

 

وجزمت الصحيفة بأن تنفيذ أحكام  الإعدام  ستترتب عليها أعمال  إنتقامية ، وردود فعل خطيرة، مما قد ينعكس سلبا على أمن  المملكة واستقرارها، ويصب المزيد من الزيت على نار مشاكلها الأمنية المتفاقمة، ويزيد من ضخامة حجم ملفها المتعلق بغياب الحريات والقضاء العادل، ناهيك عن استقلاليته، وانتهاك حقوق الإنسان.

 

وقالت الصحيفة : حروب الخارج مكلفة بشريا وماليا وسياسيا وعسكريا، لكن حروب الداخل، إذا  ما اندلعت، هي الأكثر  كلفة على الصعد كافة، خاصة عندما تتفجر في الوقت الخطأ، وفي ظل احتقان  شعبي كبير، وأوضاع  اقتصادية مأزومة، وبطالة مرتفعة.

 

وبينت : بأن من جرى تنفيذ أحكام  الإعدام  بهم لهم حواضن وامتدادات شعبية وقبلية وطائفية، مثلما لهم أنصار  في الداخل والخارج، ولا نعتقد أن من اتخذ القرار، حسب حساباته جيدا، تماما مثلما فعل عندما ورط بلاده في حروب خارجية، واليمنية منها خاصة.

 

واختتمت " رأي اليوم" بـ " أيام المملكة القادمة صعبة، بل صعبة جدا، ونكتفي بهذا القدر".

أضيف بتاريخ :2016/01/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد