تقرير-(خاص): ما هو الدور الأمريكي في افتعال الحروب الطائفية في المنطقة ؟
السؤال المطروح: ما هو الدور الأمريكي في افتعال الحروب الطائفية في المنطقة؟ الإجابة تحملها بعض الوثائق والوقائع والحقائق والمعطيات والتصريحات المأخوذة من أفواه الأمريكيين أو حلفائهم الصهاينة.
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لفرض هيمنتها على العالم، مجلة البيان نشرت تقريراً لـ أحمد الصباحي بعنوان "أمريكا... تاريخ من الحروب لفرض الهيمنة" أشارت فيه إلى أن أمريكا استطاعت بالفعل فرض إطار واحد للسياسة الدولية عبر برامجها المختلفة، وإشغال العالم بافتعال الحروب في أكثر من منطقة، وصناعة الأعداء الجدد.
وتحدث الكاتب عن أبرز ما تجيده السياسة الأمريكية من أجل زيادة تماسكها وزرع جذورها في العالم، هو افتعال قضايا الإرهاب والحروب الداخلية، وصناعة الثارات بين الدول، وقال إن "أمريكا وبناء على تجارب الزعماء الذين حكموها، وجدت أن صناعة الحرب حالةٌ ضرورية للحفاظ على مصالحها، ولذلك تسعى جاهدة إلى زيادة قدراتها التسليحية".
وفي فبراير 2011 نشر الكاتب الأمريكي "مايكل كولينز بايبر" مقالاً في موقع "أمريكان فري برس" أشار فيه إلى بحث نشرته دورية المنظمة الصهوينة العالمية المعروفة "كيفونيم" بقلم الصحفي الإسرائيلي "عوديد ينون" المرتبط بالخارجية الإسرائيلية ، دعا فيه بوضوح إلى نشر الفوضى في العالم العربي، وإحداث انقسام في الدول العربية من الداخل في مختلف الجمهوريات العربية وتجزئتها إلى جيوب طائفية.
وكان هذا ترداد لذات الأجندة التي طرحها البروفسور الصهيوني الراحل "إسرائيل شاحاك" وهدفها تحويل "إسرائيل" إلى قوة عالمية من خلال نشر الفوضى في الدول العربية وبالتالي إعداد المسرح في الشرق الأوسط للهيمنة الإسرائيلية.
الإستراتيجية نفسها تناولها أيضاً الأكاديمي الأمريكي"زبغنيو بريجنسكي" في كتابه "بين عصرين العصر التكنوتروني"، الصادر في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، ودعا فيه إلى الاعتماد على الأصوليات الدينية لمواجهة الخطر الماركسي، ودعا لهيمنة رجال الدين وإشعال حروب الأديان والطوائف.
وسبق لوزير الخارجية السابق هنري كيسنجر أن صرح أنه بهذه المنطقة تواجدت كل الأديان ولايمكن التعامل معها إلا من خلال الدين! في إشارة إلى اللعب على الوتر الديني كمدخل مناسب لتنفيذ المشاريع التي تصبو إليها الصهيونية العالمية.
وبالوقوف على مشروع المستشرق الصهيوني الأمريكي ، البريطاني الأصل "بيرنار لويس" المتعلق بتقسيم الشرق الأوسط بكامله ليشمل تركيا وإيران وأفغانستان، والذي تمت الموافقة عليه بالإجماع في الكونغرس الامريكي عام 1983.
وفي البحث الذي كتبه الصحفي البريطاني جوناثان كوك في العام 2008 كشف في كتابه " إسرائيل وصرع الحضارات" بوضوح محاولات إسرائيل استخدام مقولة صراع الحضارات لإعادة صياغة الشرق الأوسط بأكمله على نحو مؤاتٍ لها ولمصالحها .
أكد كوك أن الحرب الأهلية ودعوات التقسيم التي رافقتها كانت على وجه التحديد هي الهدف الأول لغزو العراق، وأن هذا الهدف لم يوضع في واشنطن بل في مكان آخر "على بعد آلاف الأميال"، قاصداً بذلك تل أبيب.
وقيل إن نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني، قال لآرييل شارون ، إن الولايات المتحدة هاجمت العراق أولاً ، وقبل أي شيء كرمى لإسرائيل.
وكان أحد العاملين في مكتب رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي، أفاد بأن إسرائيل تدفع باتجاه قيام حرب أهلية في سوريا على الطريقة العراقية أو اللبنانية ، وأن مصلحتها تكمن في انهيار النظام الحالي دون قيام نظام أخر في مكانه.
وهذا يؤكد وجود مشروع يتعمد إغراق سورية في الفوضى والاقتتال، وإخراجها كلياً من معادلات المنطقة. وبحسب تصريحات سابقة فإن مخطط تفجير المنطقة يبدأ من العراق وهذا ما أوضحه النائب الأمريكي "جيمس مورون" بقوله : إن اليهود الأمريكيين هم المسؤولين عن دفع الولايات المتحدة إلى الحرب على العراق .
هو ذاته ما أكده المفكر الأمريكي "كولينز بايبر" بقوله : إن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق تندرج في مخطط إقامة إسرائيل الكبرى وأن اللوبي الصهيوني في الإدارة الأمريكية هو الذي كان يدفع بقوة واستماتة في اتجاه الحرب، وهذا كله يصب في ذات المجرى الذي تحدث عنه الصهيوني الإسرائيلي الفرنسي برنار هنري ليفي في كتابه "الحروب التي لانحب" الصادر في نوفمبر2011 .
وبالعودة إلى "الصباحي"، فهو يقول إن ما يؤكد صحة افتعال أمريكا للحروب لزيادة مبيعاتها من السلاح، ما نشره موقع "إنترسبت" الإخباري الأمريكي مؤخراً، حول تسجيلات مسربة لمسؤولين في كبريات شركات السلاح الأمريكية، يؤكدون فيها على أن زيادة حدة الحروب في المنطقة العربية، وأن توسع تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، والحروب في اليمن، من شأنه أن يزيد من مبيعات الأسلحة.
أحد المحاربين السابقين في البحرية الأمريكية في لقاء تلفزيوني على قناة روسيا اليوم، كشف قبل أكثر من شهر عن دور الولايات المتحدة الأمريكية والغرب في افتعال الأزمات والحروب في العالم... قانون الغاب الذي نعيشه والذي يحدد فيه ما الذي يجب فعله وما الذي لا يجب فعله.
وقال أيضاً إن الحروب بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية استثمار ناجح. وأكد على أن مشروع إسرائيل الكبرى، هو زعزعة المنطقة المحيطة، وأن خلق الفتنة الطائفية هو جزء من سياسة الدولية .. مضيفاً أن أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني هم أكبر "الإرهابيين على كوكب الأرض" لأنهم هم من يصنعون الإرهاب والجماعات المتعددة.
الوقائع كلها تؤكد بأن الدور الكبير للولايات المتحدة الأمريكية في افتعال الحروب الطائفية في المنطقة، ولذلك فهي في حرب دائمة، إضافة إلى أن الحرب تدر عليها كميات هائلة من الأموال، وزيادة النفوذ.
أضيف بتاريخ :2016/01/03