دولية

خبير بريطاني: نفوذ الشيخ النمر بات أكبر بكثير بعد إعدامه

 

قال الباحث في العلاقات الدولية في الشرق الأوسط في جامعة أكسفورد البريطانية، توبي ماتثينسن، إنه فوجئ بتنفيذ السعوديين لحكم الإعدام في حق الشيخ نمر باقر النمر.

وأوضح ماتثينسن، في حديث إلى شبكة "سي أن أن"، "افترضت أنهم سيُبقونه (النمر) في الحجز مع غيره من السجناء السياسيين الشيعة ليستخدموه كورقة مساومة، في ضوء الضغوطات من جهات ودول إقليمية ودولية عدة لإطلاق سراحه أو العفو عنه".

ويرى ماتثينسن أن التوقيت غريب، إذ "توقفت حركة احتجاج (الشيعة) في المنطقة الشرقية،" و"لم يكن هناك داع لجعل النمر عبرة لمن يعتبر". نيعتبر أن إعدام النمر يُحتمل كونه "وسيلة لحشد الدعم بين السنة، وخاصة بين شريحة واسعة من السعوديين المتعاطفين مع داعش أو مع سياسة معادية للشيعة والمعادية لإيران".

ولذلك، أوحت السعودية بأن "بعض الشيعة ضمن المتشددين السنة ممن نُفذ بحقهم حكم الإعدام، كأنها ترسل رسالة ضمنية توحي بالعدل في إعدام السنة والشيعة"، حسبما قال ماتثينسن.

والسؤال الآن يدور حول ما إذا كان إعدام النمر سيُشعل التوترات الطائفية القائمة. ويعتقد ماتثينسن أن نفوذ الشيخ بعد وفاته قد يكون أكبر بكثير مما كان عليه عندما كان على قيد الحياة، فـ"قد أصبح النمر اسما مألوفا في أوساط المسلمين الشيعة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في العراق، حيث ستستخدمه الجهات الفاعلة الشيعة كوسيلة لحشد التأييد لها والتنديد في المملكة العربية السعودية"، مضيفا أن إعدامه "سوف يُعّقد نطاقاً واسعاً من القضايا، من الأزمة السورية إلى اليمن".

من جهته، قال أيمن دين، وهو مدير شركة استشارية سياسية مقرها في دبي، إن الشيخ النمر "لم يكن ضمن قائمة "النخبة" من رجال الدين الشيعة في السعودية"، معتبراً في الوقت نفسه أن إعدامه "أشعل أزمة إقليمية، وأثار انتقادات وإدانات من العراق وإيران وحتى من مسؤولين في الأمم المتحدة، وتسبب أيضا في اندلاع العنف ضد المنشآت الدبلوماسية السعودية في إيران، والانقطاع المفاجئ في العلاقات بين المملكة والجمهورية الإسلامية".

ويرى دين أن هناك أيضاً آثاراً إقليمية قاتمة لما جرى من إعدام الشيخ النمر وقطع العلاقات مع إيران، لأسباب "ليس أقلها عزم الملك سلمان، وابنه محمد وزير الدفاع ووزير الداخلية محمد بن نايف، على قلب ما يعتبرونه عقداً من المكاسب التي حازت عليها إيران في المنطقة". وفي "يناير 2015م" عندما أصبح سلمان ملك السعودية، رجّح دين أن تتخذ المملكة "موقفاً أكثر حزماً وأكثر عدوانية نحو إيران وأتباعها في المنطقة".

أضيف بتاريخ :2016/01/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد