#نيويورك_تايمز: اللواء السعودي علي القحطاني قضى تحت التعذيب في حملة ’’مكافحة الفساد’’

نشرت صحيفة ’’نيويورك تايمز’’ يوم الإثنين 12 مارس، تقريراً مطولاً حول الانتهاكات الحقوقية التي مارستها السلطات السعودية من ألوان التعذيب والقهر لانتزاع مليارات من أصحابها.
وتحدثت الصحيفة عن مقتل اللواء في الجيش السعودي علي القحطاني الذي اُعتقل في إطارِ الحملة المزعومة لمكافحة الفساد، والتي اعتقل خلالها عشرات الأمراء والمسؤولين في فندق “ريتز كارلتون” في العاصمة الرياض.
وفي تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، نقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص الذين شاهدوا جثة القحطاني قوله إنّ “رقبته كانت ملتوية بشكل غيرِ طبيعي كما لو أنها كسرت، وكانت الكدمات والجروح منتشرة في أنحاء جسده، بينما غطَّت جلده آثار التعذيب”.
وطبقاً لشهادة أحد الأطباء وشهادة شخصينِ آخرينِ اطَّلعا على حالة جثة القحطاني، فقد كانت على جسده آثار حروق يبدو أنها نجمت عن الصّعقِ بالكهرباء.
وذكرت الصحيفة أنها وجهت أسئلة حول قضية الجنرال القحطاني إلى السفارة السعودية في واشنطن، فما كان من أحد موظفي السفارة إلا أن أجاب الصحيفة على استفساراتها بما يلي: “كل الادعاءات بأن أولئك الذين جرى التحقيق معهم أثناء إجراءات مكافحة الفساد تعرضوا لمعاملة سيئة وللتعذيب هي ادعاءات عارية تماماً عن الصحة”، زاعما أن المعتقلين أتيحت لهم الحرية في التواصل مع محاميهم ووُفرت لهم الرعاية الطبية، وذلك حسب تقرير الصحيفة الذي نشره بالعربية موقع “عربي 21” الإلكتروني.
وعن القحطاني تقول نيويورك تايمز في تقريرها إنه ضابط في الحرس الوطني السعودي يعتقد أنه في الستين من العمر، وتشير إلى أنه لم يكن هو بذاته ثرياً، ما يثير الشكوك حول السبب في استهدافه ضمن الحملة على الفساد، إلا أن يكون السبب وراء ذلك أنه كان من كبار مساعدي الأمير تركي بن عبد الله، نجل الملك الراحل عبد الله والحاكم السابق لمنطقة الرياض. وتقول الصحيفة إن استهداف القحطاني ربما كان الغرض منه الضغط عليه للإفصاح عن معلومات تتعلق برئيسه الأمير تركي، مذكرة بأن أفراد عائلة الملك عبد الله بات يُنظر إليهم على أنهم خصوم لولي العهد محمد بن سلمان ولوالده الملك سلمان.
وكشفت الصحيفة النقاب عن أن الجنرال القحطاني نقل في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 إلى أحد المستشفيات الخاصة قريباً من الفندق لإجراء تصوير إشعاعي وعلاجات أخرى، وحينها تم اكتشاف آثار الضرب والتعذيب الذي تعرض له بحسب ما صرح به أحد الأطباء الذين اطلعوا على حالته.
فيما بعد، حسب ما جاء في تقرير “نيويورك تايمز”، أعيد القحطاني إلى الفندق لمزيد من الاستجواب، ثم ما لبث أن أعلن عن وفاته في إحدى المستشفيات العسكرية.
ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات في المملكة لم يصدر عنها حتى الآن ما يشرح ملابسات وفاة الجنرال، بينما التزم أفراد عائلته وكذلك أفراد عائلة الملك الراحل عبد الله الصمت خشية ما يمكن أن يحيق بهم من إجراءات عقابية أو انتقامية إذا ما تحدثوا علانية عن ظروف وفاته، وهذا ما أكده عدد من الأشخاص الذين تحدثوا إليهم.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الأمير مشعل بن عبد الله، وهو أيضاً من أبناء الملك الراحل، كان قد عبر عن امتعاضه ضمن صفوة من معارفه عن المعاملة السيئة التي كان يتلقاها الجنرال القحطاني، ثم ما لبث الأمير مشعل نفسه أن ألقي القبض عليه واحتجز داخل الريتز مع الآخرين.
ولعل هذا ما دفع الصحيفة إلى استنتاج أن من أهداف محمد بن سلمان الاستيلاء على ثروة ذرية الملك عبد الله، لأنه يرى فيهم منافساً محتملاً على عرش مملكة آل سعود، وما يؤكد ذلك أن الملك سلمان وابنه ولي العهد لم يدخرا وسعاً منذ أن استلما الحكم في تهميش أولاد عبد الله بل وفي إقصائهم.
أضيف بتاريخ :2018/03/12