اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، الخميس، قرارا يدعو إلى إنهاء الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا بأغلبية ساحقة.

وأعلنت ماريا فرناندا إسبينوزا، رئيسة الجمعية العامة لدورتها الحالية، نتيجة التصويت على مشروع قرار يطالب الولايات المتحدة برفع الحصار الإقتصادي والمالي على كوبا. وكانت النتيجة ساحقة إذ صوت لصالح مشروع القرار 189 دولة ولم يصوت ضد القرار إلا الولايات المتحدة وإسرائيل، وضجت القاعة بالتصفيق عند إعلان النتيجة.

وقالت السفيرة الأمريكية نيكي هايلي بعد التصويت إنه لم يعر أي اهتمام لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، ويعزز نزع الثقة في الأمم المتحدة وينتهك ميثاق الأمم المتحدة، مضيفة أن الشعب الكوبي الرازح تحت قهر نظام كاسترو يعرف أن له صديقا وجارا يقف معه وهو الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان وزير خارجية كوبا برونو رودريغيز، قدم مشروع القرار، وتحدث بإسهاب عن الخسائر الناتجة عن العقوبات الأمريكية في ميدان التجارة والتمويل والسياحة وتأثير ذلك على الاقتصاد الكوبي. إذ فاقت قيمة الخسائر التي لحقت بالاقتصاد الكوبي الـ130 مليار دولار منذ بدء الحظر قبل أكثر من 50 عاما.

وهذا هو التصويت الـ26 في الجمعية العامة الذي يطالب الولايات المتحدة برفع الحصار عن كوبا. وكانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما قد صوتت بـ”إمتناع” على مشروع القرار في سنة أوباما الأخيرة في البيت الأبيض عام 2016، ولحقت بها إسرائيل وصوتت أيضا بـ”إمتناع”. ولكن إدارة ترامب أعادت الحصار مرة أخرى وهو ما أزعج العديد من الدول وخاصة ضمن مجموعة دول أمريكا اللاتينية.

ومثل هذه القرارات غير ملزمة لكن يمكن أن يكون لها ثقل سياسي وأخلاقي وتعبوي ويؤكد على عزلة الولايات المتحدة.

وقدمت الولايات المتحدة ثمانية تعديلات على نص مشروع القرار تتعلق بحقوق الإنسان والحريات العامة وسيادة القانون في كوبا. وكي يتم قبول التعديل يجب أن يصوت لصالحه ثلثا الأعضاء الحاضرين في الجلسة. وقد فشلت التعديلات الثمانية خلال التصويت المنفرد على كل تعديل. ولم يصوت مع الولايات المتحدة إلا (إسرائيل) وأوكرانيا. وبعد الفشل الذريع لإدخال أي تعديل على مشروع القرار الأصلي تم التصويت على النسخة الأصلية التي قدمتها كوبا وكانت النتيجة أقرب إلى الإجماع مع تصويت 189 دولة لصالحه و2 ضده ولم يمتنع عن التصويت أي من الدول الأعضاء.