دولية

#المونيتور: جولة إبن سلمان الآسيوية محاولة لتحسين صورته.. و #اليمن و #خاشقجي و #كندا ستظل تلاحقه


رأي الباحث في شؤون الأمن بمعهد بروكينغز بروس ريدل أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان استثمر الصور التي التقطت له مع قادة دول في آسيا الأسبوع الماضي لكي يرسل رسالة إلى الغرب بأنه لا يزال شخصية يوثق بها على المسرح الدولي.

وقال ريدل بمقال له بموقع “المونتيور” إن مضيفه تجنبوا كل الأسئلة المحرجة عن القتل العمد للصحافي جمال خاشقجي وحرب اليمن ومقابل صمت القادة تعهد ولي العهد باستثمارات ضخمة ودعم دبلوماسي قوي. وقال الكاتب إن الهدف الرئيسي من الرحلة هو تحسين صورة ولي العهد المشوهة وإقناع السعوديين بأنه لا يزال شخصية مقبولة على المستوى الدولي.

وتحدث الكاتب تحديدا عن دعم ولي العهد علانية سياسات الحكومة الصينية التي تمارسها ضد المسلمين الإيغور بإقليم تشينغيانغ، شمال-غرب البلاد، باعتبار معسكرات الاعتقال التي فتحتها لمليون مسلم بهدف إعادة تعليمهم ضرورة لمحاربة الإرهاب.

وقال إن دعم السعودية يعتبر مصادقة مهمة للسياسات الصينية المعادية للمسلمين. ويعطي دعم خدام الحرمين الشريفين بيجين غطاء من نوع ما في العالم الإسلامي. وجاء الدعم السعودي رغم مناشدة ناشطي الإيغور لمساعدتهم لكن ولي العهد تجاهلهم. ومن هنا فالصمت السعودي على جرائم الإيغور يعني صمت منظمة التعاون الإسلامي.
مشيرا إلى إن رحلة الأمير بدأت بداية غير مريحة، فقد تم تأخير الرحلة إلى إسلام أباد ليوم واحد وبدون تقديم تفسير. 

كما إلغاء زيارته إلى كل من ماليزيا وإندونيسيا فجأة وبدون تفسير. ولأن الرحلات الملكية يتم ترتيبها والتحضير لها في وقت مسبق فعدم توقفه فيهما يعني مخاوف أمنية وتظاهرات ضده. ونظم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان حفل استقبال صاخب حيث رافقت طائرات سلاح الجو الباكستاني ولي العهد حال دخلت طائرته الأجواء الباكستانية.واستقبله خان في المطار وقاد سيارة الليموزين إلى أول لقاء بينهما. وتم الحديث عن العلاقات الباكستانية – السعودية القديمة ووعد بعلاقات أفضل في المستقبل. ومنح الأمير أعلى الأوسمة في البلاد ورشاشا ذهبيا كهدية. 

ويرى ريدل أن البلدين بحاجة لبعضهما البعض. فباكستان تعيش مصاعب اقتصادية ومتهمة من جاراتها الهند وأفغانستان وإيران بمنح الإرهابيين الملجأ. وتشهد العلاقات مع كل من إيران والهند توترا في الوقت الحالي بسبب الهجمات الإرهابية الأخيرة. أما محمد بن سلمان فقد كان بحاجة للاستقبال للتخلص من اللطخة التي أصابت صورته بسبب مقتل خاشقجي وحرب اليمن الذي حمل مسؤولية كليهما. ووعد بن سلمان باستثمار 20 مليار دولار في باكستان. 

ويعلق ريدل قائلا: “هناك قلة من الخبراء الذين يتعاملون مع وعوده بجدية في ضوء ما قدمه الأمير سابقا من وعود ولم ينفذ منها إلا القليل. فلم يتم تنفيذ إلا القليل من تلك الوعود الضخمة التي قدمت أثناء زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الرياض عام 2017”. وفي المحطة الثانية اضطر ولي العهد العودة إلى الرياض ثم الطيران مباشرة إلى الهند، خاصة أن السلطات الهندية رفضت السماح له بمواصلة رحلته من إسلام أباد إلى نيودلهي مباشرة. وهو ما يشير إلى توتر العلاقات بين البلدين في أعقاب الهجوم الذي قتل فيه أكثر من 40 جندي هندي في إقليم كشمير. وفي الهند فرش رئيس الوزراء ناريندرا مودي البساط الأحمر لزائره، فهو يواجه انتخابات مهمة ولهذا أراد لعب دور رجل الدولة. ووعده محمد بن سلمان باستثمار 100 مليار دولار. وفي الصين التقطت له صورة عند جدار الصين ومع القيادة الصينية، ذلك أن بيجين تعتبر الشريك التجاري الأهم للرياض.

ولفت الكاتب لمشاركة الملك سلمان بن عبد العزيز في مؤتمر شرم الشيخ للجامعة العربية والاتحاد الأوروبي. وهذه هي الزيارة الخارجية الأولى له منذ أكثر من عام. وأعلنت المملكة في نفس الوقت تعيين خالد بن سلمان، نجل الملك، السفير الحالي في واشنطن نائبا لوزير الدفاع واستبداله بريما بنت بندر آل سعود. ويرى أن استبدال الأمير خالد هو بمثابة اعتراف أن علاقته مع شقيقه جعلته شخصا غير مرغوب فيه بالعاصمة واشنطن. كما أن تعيين امرأة وابنة السفير السعودي السابق في العاصمة الأمريكية هي محاولة لتحسين صورة المملكة في أمريكا. وهو اعتراف بأن موضوع خاشقجي لا يزال ساخنا في الولايات المتحدة. 

ويقول ريدل إن تحول السعودية للشرق هو أمر طبيعي لأن سوق نفطها هناك. وزيارة ولي العهد تأتي بعد زيارة والده لدول آسيا. كما أن الجولة هي محاولة لحرف النظر على التعليقات والإعلام السيء عنه في الغرب. خاصة خلافه مع كندا وحرب اليمن وجريمة مقتل خاشقجي.
ولكن الرحلة لن تسكت هذه الموضوعات والسؤال هو متى سيكون ولي العهد قادرا على زيارة الديمقراطيات الغربية؟، حسبما نقلت "القدس العربي".

أضيف بتاريخ :2019/02/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد