دولية

صحيفة تكشف مصير أملاك الأمير السعودي المحتجز غزلان

 

كشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية عن مصير أموال أمير سعودي اعتقله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن اعتقال الأمراء كان لشق طريق بن سلمان نحو الحكم.

وتحدثت الصحفية لويز كالاهان عن الأمير السعودي "سلمان بن عبدالعزيز" والمعروف بـ"الأمير الوسيم" أو "غزلان الذي اختفى في يناير من العام الماضي وسط قبضة أمنية في بلاده غيّبت أصوات أمراء العائلة الحاكمة المعارضين لولي العهد الأمير "محمد بن سلمان".

وقالت كالاهان في تقرير نشرته "صناي تايمز" أن بيوت الأمراء السعوديين الذين عارضوا ولي العهد السعودي وتعرضوا للاختطاف باتت مهملة يعلوها الغبار، فيما تعيش عائلاتهم حالة من اليأس، مشيرة إلى أن بيتا يعود لـ "سلمان" الذي يتحدث عدة لغات، ويحمل شهادة من جامعة السوربون، ولديه مصالح تجارية في الرياض وأوروبا هو واحد من البيوت الأربعة، التي تقدر قيمتها بـ60 مليون جنيه إسترليني، وتملكها العائلة في هذه الزاوية من باريس، وكانت الحياة فيه في الأيام العادية حافلة بالحياة، وهناك خدم وسائقون.

وذكر التقرير أن الأمير البالغ من العمر 39 عاما، اختفى في يناير 2018، عندما تم استدعاؤه إلى القصر، ونقل عن عائلة الأمير أنه رغم كونه المبارز المحترف، إلا أن حرس القصر ضربوه حتى فقد وعيه وأخذ إلى السجن.
و "سلمان" واحد من 11 أميرا اعتقلوا، بحسب الحكومة، بعدما احتجوا على قرار دفع فواتير الكهرباء، لكن المقربين منه يقولون إن استهدافه جاء بسبب عدم انصياعه لمطالب ولي العهد، وبسبب إمكانياته وعلاقاته التي قد تؤثر على "بن سلمان".

وأفاد التقرير أن أن مسؤولين غربيين على معرفة بالقضية عبروا عن استهجانهم من السبب الذي جعل من الأمير هدفا لولي العهد؛ مع أنه ليس من فرع مؤثر في عائلة "آل سعود" الحاكمة، وثروته لا تعادل في أهميتها ثروة صناع القرار وأصحاب السلطة الحقيقية في المملكة.

وقالت لويز كالاهان أنه إعتقال الأمير سلمان يقدم رؤية واضحة عما يحدث لأفراد العائلة عندما يتجرأ أحدهم على مواجهة ولي العهد، مشيرة إلى أن العقارات التي يملكها "سلمان" في باريس ظلت فارغة لأشهر، لكن الملايين التي يقول العاملون معه إنه حصل عليها من عائلته، وكذلك العقارات في الدمام وموناكو وطائرته الخاصة، لم يتم المساس بها.

وتشير الصحيفة إلى أنه تم تجميد حساباته في السعودية، أما أرصدته في فرنسا فلا يمكن الوصول إليها، وتم التخلي عن خدمة الفريق العامل معه في أوروبا، لافتة إلى قول مقربين منه إن هناك 300 شخص في السعودية لا يزالون يتلقون رواتبهم منه. 

محامي الأمير، "إيلي حاتم"، يقول عن الأمراء المعتقلين، إن السعودية تحجز حساباتهم وحسابات زوجاتهم، ومنعت زوجة "سلمان" وأمه من مغادرة السعودية، و"هي طريقة للضغط على سلمان.. لا تزال أرصدته في باريس، لكن ليس لدينا المال لدفع النفقات، ولا يوجد مال للعناية بالعقارات".

وتنقل الصحيفة عن مقرب من العائلة، قوله: "يمكنه الحديث مع عائلته، لكنه خائف من الحديث صراحة، ولهذا يتحدث بالشيفرات.. إذا تمت محاكمته فإن محمد بن سلمان سيقوم بتلقين القاضي ما يقوله، ومن السهل أن توجه له اتهامات، ولا يمكنك تحقيق العدالة حتى لو كنت أفضل قاض في السعودية".

وكان "بن سلمان" أعلن قبل عامين عن حملة اعتقالات لرجال أعمال وأمراء، فيما أطلق عليها مكافحة الفساد، وهي حملة رحب بها سعوديون سئموا من فساد النخبة، إلا أن المراقبين في الغرب اعتبروها محاولة لإظهار القوة وتعزيز خزينة المملكة، وقص أجنحة منافسيه.

ويشير إلى أنه تم إطلاق سراح معظم الأمراء ورجال الأعمال بعد تخليهم عن أرصدة يعتقد أنها بلغت 100 مليار دولار، وكان من بينهم الملياردير المعروف "الوليد بن طلال"، إلا أن الأمير "سلمان" لم يمنح هذا الخيار، كما يقول محاموه. 

"كالاهان" نقلت عن الباحث في شؤون الشرق الأوسط في منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية "آدم كوغل"، قوله: "قادت محاولات محمد بن سلمان (قلع) الفساد إلى اقتلاع من اعتبروا تهديدا لسلطته.. هؤلاء الأفراد تم ابتزازهم، وكان الاختطاف والابتزاز هو ما جرى لهم".


وترى الصحيفة أن المملكة لا تزال تعاني من تداعيات جريمة مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، الكاتب في "واشنطن بوست"، الذي قتل وقطع على يد فرقة قالت "سي آي إيه" إنها تلقت أوامرها من "بن سلمان"، العام الماضي، عندما دخل "خاشقجي" القنصلية السعودية في إسطنبول. 

ويجد التقرير أنه مع تركيز المجتمع الدولي على مقتل "خاشقجي"، إلا أن الملاحقة والاعتقال لأفراد العائلة المالكة لم يثيرا الانتباه، وتعتقد "هيومن رايتس ووتش"، أن اثنين من معتقلي فندق "ريتز كارلتون" في عام 2017 لا يزالان في المعتقل، فيما تم وضع مجموعة صغيرة من العائلات الحجازية الثرية تحت الإقامة الجبرية، وأصبحت عائلاتهم، التي تعودت على الحياة المريحة، دون مال.

مقرب من الأمير "سلمان"، قال للمراسلة، إن عائلته باعت عقارا في الرياض للحصول على المال، فيما بدأ ما تبقى لديه من موظفين بتجميد أرصدته في أوروبا، بدءا ببيع طائرته الـ"بوينغ 737-400" في سويسرا التي كان يؤجرها للأمراء في الشرق الأوسط والمليارديرات في أوروبا. 

وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول مقرب: "إنهم يعانون بالطبع (عائلة الأمير)، وهم من أثرى عائلات آل سعود، لكن القسم الأكبر كان يأتي من تجارة سلمان"، لافتة إلى أن الحكومة السعودية لم تعلق على هذا التقرير بعد طلب الصحيفة منها.

أضيف بتاريخ :2019/10/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد