قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن القضية الفلسطينية بعد أن كانت ولفترة طويلة تعتبر تقريبا قضية مركزية كبرى لاهتمام جميع الدول العربية، أصبحت الآن قضية وملفا ثانويا من ناحية أهميتها من الناحية الإستراتيجية.

وأوضحت “لوفیغارو” فی مقال لها بقلم الكاتبة “ایزابیل لاسیر” كان الاعتقاد السائد من مصر إلى بغداد، أن السلام فی الشرق الأوسط مرتبط بحل الصراع الفلسطینی- «الإسرائیلی». وأن المبادیء الفلسطینیة كانت ترفع فوق الرؤوس بعنوان علم للجامعة العربیة، إلا أن القیم الفلسطینیة خرجت منذ فترة من دائرة مطالبات الدول العربیة، وأن هذا الموضوع ومنذ فترة لم تعد توجد فی مرکز اهتمام الدول العربیة أنها خرجت من دائرة الملفات الإستراتیجیة وراحت إلى خارج الاهتمامات بسبب بروز ملفات أخرى إلى السطح.

وفی هذا الصدد یقول کمیل غران (Camille Grand)مدیر مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية (FRS) فی باریس، إن القضیة الفلسطینیة لم تعد بعد أساسا لجمیع الصراعات الدبلوماسیة. فمنذ اندلاع حركات الربیع العربی لحد الآن، انعكست الأولویات وبالتالی فقد ملف القضیة الفلسطینیة من درجة أهمیته. مشيراً إلى أن هذا الملف یأتی حالیا بالنسبة لأهمیتها بعد الحرب فی سوریا والعراق وحتى بعد الحرب فی لیبیا، وكذلك ملف الهجرة غیر الشرعیة إلى أوروبا.

وخضعت القضیة الفلسطینیة تحت تأثیر استمرار توسیع إقامة المستوطنات من قبل «الإسرائيليين»، وللابتكار المشؤوم للفلسطینیین بمراجعة المحاکم الدولیة، مما أضاف فی خطورة وتدهور الأوضاع. لقد تطور الوضع بحیث أن بروز الأزمات الإقليمية وتطویرها حال دون الاهتمام بالصراع «الإسرائيلي» الفلسطیني.

وفی هذا السياق، یقول کمیل غران، یمكن الاستنتاج، بأنه یمکن حل ملفات الأزمات الأخرى فی المنطقة دون حل القضیة الفلسطینیة أیضا. وأضاف غران، إن الاعتقاد بأن مناقشة القضیة الفلسطینیة وحلها هو شرط مسبق لا غنى عنها لنشر واستتباب الأمن فی المنطقة هو بالتاكید اعتقاد خاطیء أو ضعیف و لم یعد الیوم من یكرر هذه الفرضیة.

ويرى مراقبون أن الدول العربیة كانت ولسنوات متمادیة تستغل القضیة الفلسطینیة من باب ستر عوراتها وذر الرماد فی العیون، وفی ذلك یقول فریدرک أنسیل، لا یمكنكم مشاهدة أی صراع تكون القضیة الفلسطینیة فیه هو السبب الرئیسی لاندلاعه.