"نيويورك تايمز": صورة السعودية تغيّرت في باكستان بعد كارثة منى
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه "على مدى سنوات كانت السعودية تحظى بتبجيل الباكستانيين وكانت أرقى من أن يوضع حولها أية علامات استفهام أو نقد، لكن أخذ حادث تدافع منى الشهر الماضي (سبتمبر 2015 م) من بريق الصورة المجيدة للمملكة في إسلام آباد".
وفي مقال نشرته، الثلاثاء "6 أكتوبر 2015 م" تحت عنوان "التدافع في الحج يشوه صورة السعوديين في باكستان"، أشارت الصحيفة إلى أن كارثة تدافع الحجاج في منى التي أدت إلى وفاة عشرات الباكستانيين "تركت العديد من العائلات تتساءل عما حدث لذويهم".
وأوضحت الصحيفة أن حادث منى "أثار حالا من الغضب العلني غير المعتادة التي دفعت الحكومة الباكستانية إلى تحذير الشبكات التلفزيونية الحكومية من انتقاد السعوديين في الإذاعات الإخبارية والبرامج الحوارية". لكن وسائل الإعلام الباكستانية "واجهت توجيهات الحكومة بانتقادات لاذعة".
وتطرقت الصحيفة إلى الانتقادات التي وجهها بعض الحجاج الباكستانيين الذين عادوا من المملكة، والذين أدانوا المعاملة التي تلقوها من الحكومة السعودية خلال مراسم الحج، متسائلين عن "ردة فعل حكومتهم".
واستحضرت "نيويورك تايمز" ما جاء في افتتاحية صحيفة "ذا نيشن" الباكستانية الصادرة باللغة الإنكليزية بأن "الحكومة الباكستانية، التي ينبغي عليها ملاحقة السعوديين، تغطي على هفواتهم وتظهر لا مبالاة لا تعد ولا تحصى للحجاج الباكستانيين".
وذكّرت "ذا نيشن" بأن باكستان كانت "حليفا وثيقا للسعودية التي قدمت مبالغ سخية للجيش وغيرها من المساعدات لإسلام آباد على مر السنين". ويمتلك رئيس الوزراء الباكستاني علاقات خاصة وثيقة مع السعودية، فبعدما أطاح الجيش بحكومته سابقا في العام 1999، ذهب إلى المنفى في الرياض، لكنه خيّب آمال الأخيرة في "إبريل 2015 م" عندما صوّت البرلمان الباكستاني برفض مطالب السعودية إرسال قوات وطائرات وسفن حربية إلى اليمن.
ومباشرة بعد حادثة التدافع في "24 سبتمبر 2015 م" حاول المسؤولون الباكستانيون التقليل من حجم الكارثة، من خلال الادعاء في البداية وفاة 10 باكستانيين فقط، مع الاعتراف بفقدان ما لا يقل عن 300 آخرين، ومنذ ذلك الحين، يتخذ كبار المسؤولين الحذر في تصريحاتهم بشأن التدافع.
وقال المسؤولون الباكستانيون يوم الإثنين "5 أكتوبر 2015 م" إن حصيلة الوفيات الباكستانية ارتفعت إلى 76 شخصا، مع عدم معرفة أماكن وجود ما لا يقل عن 60 آخرين. وقالت وزارة الصحة السعودية إن عدد الوفيات في حادث منى بلغ 769 حاجا، وأصيب 934 آخرين، برغم أن بيانات أكثر من 20 دولة ترفع حصيلة الوفيات إلى أكثر من 900 شخصا.
أضيف بتاريخ :2015/10/08