دولية

#معهد_واشنطن: زيارة #بن_سلمان لـ #أمريكا لن تُحسّن العلاقات المُتوترّة بين #واشنطن و #الرياض

 

على الرغم من الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الرياض في نيسان (أبريل) وزيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن هذا الأسبوع، لا يزال التوتر ملموسًا في العلاقات الأمريكية – السعودية، حيث رأى  خبير الشؤون السعودية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى سايمون هندرسون أنّ السعوديين فقدوا أساسًا إيمانهم بإدارة البيت الأبيض برئاسة أوباما، مُضيفًا أنّهم ينتظرون اليوم الذي تنتهي فيه ولاية إدارة أوباما.

 

مع ذلك، يضيف هندرسون أنّ السعودية لا تزال تعتمد على أمريكا في توفير الأمن لها، وترغب في توطيد العلاقات الأمريكية – السعودية عبر إقامة علاقة إمدادات عسكرية قوية، على حدّ تعبيره.

 

 وبحسب هندرسون فأنّ العلاقة بينهما ليست جيدة في الوقت الراهن، وهذه نتيجة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية. وإذا أردنا تحديد تاريخ لتدهورها، فهو يوم اتخذ الرئيس أوباما القرار بوضع خط أحمر في سوريّة، بشأن استخدام النظام للأسلحة الكيميائية، ثم الابتعاد عن هذا الخط. ومنذ ذلك الحين تفاقمت الشكوك السعودية حول ما إذا كان الرئيس أوباما إلى جانبهم. وبكل صراحة، لم يفقد السعوديون إيمانهم بأمريكا، بل بالبيت الأبيض في ظل حكم أوباما.

 

وحول الرئيس الجديد قال هندرسون: ينظر السعوديون بشكل عام، والعائلة الملكية السعودية بشكلٍ خاصٍ، نظرة تعاطف إلى الولايات المتحدة، فهم يرون فيها صديقًا وحليفأ ومكانًا يودون زيارته، ويرون فيه الغطاء الأمني الأمثل على الأقل في الماضي. لذلك يجب على الرئيس المقبل، أيًا كان، أنْ يكون قادرًا من وجهة نظر السعوديين على إعادة هذه العلاقة إلى مسارها المتوازن.

 

واعتبر هندرسون أنّ خيارات المملكة من الشركاء الدبلوماسيين محدودة، لا سيما في مجال الأمن. فالمملكة المتحدة وفرنسا مستعدتان في الواقع للقيام بدور في نشر قوة بحرية وجوية في الخليج، وتحتفظان بعلاقات في مجال الإمدادات العسكرية للقوات المسلحة السعودية. ولكن هذه مجرد إضافات على مصدر الاعتماد الرئيسي للسعودية، أيْ الولايات المتحدة. فالسعوديون يريدون توطيد أواصر العلاقة الأمريكية – السعودية عبر إقامة علاقة إمدادات عسكرية قوية.

 

وأضاف بقوله: الحقيقة هي أنّ السعوديين لا يثقون بالروس على الإطلاق، بل يجدون فيهم منافسين في إنتاج النفط ويعتبرونهم أساسًا غير جديرين بالثقة، أمّا الصين فليست مرشحة فعلية.

 

 ورأى أنّ الخطر الأكبر على المملكة السعودية هو إيران، ما يعني على الأرجح وجود رؤية مشتركة بين السعودية وإسرائيل من الناحية النظرية. ومع أنّ الاتصالات قائمة بالتأكيد بين الطرفين، وبعضها شبه ظاهر، إلّا أنّ هذا المسار لم ينته بعد، ولا أظن أنه يفضي إلى شيء، أمّا العلاقة الواضحة والعلنية مع إسرائيل فمستحيلة، على الأقل في الوقت الراهن، ذلك أنّه لم يتم تحضير الشعب السعودي لمثل هذا الأمر، كما أنّه لن يكون مقبولاً في كل من العالم العربي والإسلامي الأوسع، من هنا، أضاف الباحث، إذا حدث أن سلكت المملكة هذا المسار، فلن يكون ذلك أكثر من مجرد إضافة في علاقاتها الخارجية. وسيتعيّن عليها إجراء الكثير من التحضيرات الأساسية الأولية في هذا الصدد.

 

وذكر الكاتب أنّ ثمة مجهودٌ مشترك كبير يُبذل في مكافحة الإرهاب، فأمريكا تضطلع بمهام الارتباط والتدريب مع الجيش السعودي، ولها مهام ارتباط وتدريب مستقلة مع “الحرس الوطني السعودي” للتأكد من عدم حدوث أي انقلاب عسكري على العائلة الملكية، هذا بالإضافة إلى علاقات أخرى مع وزارة الداخلية.

 

وأوضح الكاتب أنّه حاليًا، هناك علاقة قائمة بين الجانبين، لكن تصنيفها بالعلاقة الجيدة يعتمد على المعيار الذي تتبعه. لقد سمعت أخبارًا كثيرة عن وجود علاقة عمل وثيقة بين واشنطن والرياض، ولكنّها علاقات شاقة، فهي تسير جيدًا على المستوى العملي، إلّا أنّ أيّ قرار مهم أوْ ما يشابهه يستدعي تدخل أعلى قيادات المملكة للحصول على الإذن بتعزيز العلاقات أو تطويرها.

 

 وحول توقعاته من زيارة وزير الدفاع السعوديّ لواشنطن قال: إنّ السبب الرئيسي لوجود الأمير محمد بن سلمان هنا في الولايات المتحدة هو الترويج لرؤية بلده الاقتصادية عن مبادرة «السعودية 2030».

 

وتابع الكاتب: إذا وضعنا جانبًا أي تعليقات مسيئة قد تبدر عن البيت الأبيض ومفادها أنّ واشنطن لا تملك علاقة طيبة ومستمرة مع السعوديين، فإنّ المناقشات لن تكتفي بالتركيز على شؤون الطاقة والأمن الإقليمي المعهودة بل ستركّز على قضايا معينة هي: مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية” وتقييد التصرفات المؤذية التي تمارسها إيران في المنطقة. لذلك، طالما أنّ للأمير محمد اتصالات مع البيت الأبيض وربما أيضًا مع الرئيس، أنا واثق من أنّ الأسئلة ستُطرح من الجانب الأمريكي.

 

وأضاف هندرسون: صحيحٌ أنّ الأمير محمد قوي، ولكنّه لا يملك قوة مطلقة. فلائحة الأمور التي تهمّ أمريكا قد تكون من اختصاص وزير الداخلية السعودي، أي ولي العهد الأمير محمد بن نايف. وهذا يعني أن الأمير محمد بن سلمان ليس بالضرورة الشخص المناسب لإجراء محادثات معه في أمور معينة. فهو قادمٌ للترويج للخطة الاقتصادية “السعودية 2030″ أمام مجتمع الأعمال الأمريكي، وأعتقد أنّ رجال الأعمال من هذا المجتمع سيكونون متشوقين للقائه من أجل الاستحواذ على حصة مما يبدو قالبًا كبيرًا جدًا.

أضيف بتاريخ :2016/06/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد