طلبت شركة القمر الصناعي "عرب سات" من وزارة الاتصالات اللبنانية اتخاذ "إجراءات عقابية" بحق قناة "الميادين" التلفزيونية، ومقرها بيروت، وذلك على خلفية اتهامها بـ"الإساءة إلى الدول العربية"، وفقا لصحيفة "السفير" الصادرة الأربعاء "4 نوفمبر 2015 م".

وذكرت الصحيفة إنّ الشركة "أرسلت أكثر من كتاب إلى وزارة الاتصالات (اللبنانية) بشأن قناة "الميادين" لكن الدولة اللبنانية كانت تتريث، خصوصا أن "الميادين" ليست محطة مرخصة لبنانياً بل هي "محطة إعادة بث" وفق القانون اللبناني"، لافتة إلى أن "عرب سات" تتجه إلى فسخ تعاقدها مع الدولة اللبنانيّة ونقل محطّة بثّها من منطقة "جورة البلوط" في المتن في جبل لبنان إلى عمّان في الأردن.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول في قناة "الميادين" قوله إنّ القناة "تلقّت كتاب إنذار من إدارة "عرب سات" على خلفيّة تعليق لضيف إيراني حول كارثة التدافع في منى، وذلك خلال حلقة تلفزيونيّة بثّت في أيلول (سبتمبر 2015 م)، واعتبر الكتاب أنّ ما ورد في تلك الحلقة مخالف لشروط التعاقد بين القناة و"عرب سات"، مشيرا إلى أن القناة ردّت في كتاب عبر محاميها مؤكدة أنّها "لم تخالف شروط البثّ وأنّ ما ورد في الحلقة جاء على لسان الضيف وليس على لسان مقدّم البرنامج".

وأضاف المصدر أن وزارة الاتصالات اللبنانية "تلقّت رسائل من "عرب سات" تطالبها بإلغاء بثّ "الميادين". ولكن مع عدم تجاوب الوزارة، ألغى "عرب سات" بثّ القناة عن قمر C5 الذي يغطّي إفريقيا ودول المغرب العربي، وبقي بثّ القناة عبر مدار "بدر 4" المطالب بتوقيفه من لبنان"، مؤكدا أنّ القناة "تحتفظ بحقّ الردّ القانوني لتعويض حقوقها الماديّة والمعنويّة".

وأشارت مصادر إعلاميّة مطلعة لـ"السفير" إلى أنّ إزالة باقة "عرب سات" من محطّة جورة البلوط في جبل لبنان ونقلها إلى العاصمة الأردنيّة "يعدّ مسّاً بالسيادة اللبنانيّة، وهذه هي النقطة الأخطر، لأنّ بثّ القنوات اللبنانيّة كافة عبر "عرب سات" سيصبح خاضعاً حكما لسلطة الحكومة الأردنيّة وقوانينها، وسيخرج بالكامل عن سيطرة الدولة اللبنانيّة. كما أنّ الخطوة إن تمّت ستؤدّي إلى خسارة وزارة الاتصالات مكتسبات ماليّة تحقّقها من رسوم البثّ الفضائي".

ولفتت "السفير" إلى أنّ وزيري الإعلام والاتصالات والاتصالات اللبنانيين بطرس حرب ورمزي جريج تلقيا أمس (الثلاثاء "3 نوفمبر 2015 م") رسالة من إدارة القمر الصناعي تبلغهما النيّة بفسخ العقد، وأشارت مصادر مقرّبة من وزير الاتصالات إلى أنّ قرار الردّ المناسب لم يتخذ بعد، بانتظار التباحث به بشكل مفصّل، في حين أكدت أوساط وزير الإعلام أنّ كل ما يمّس بسيادة الدولة اللبنانيّة، وبحريّة الاعلام وبثّ "الميادين" أو أيّة محطّة ثانية، "مرفوض جملة وتفصيلا".

وتتبع شركة "عرب سات" لـ"المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات" العاملة تحت مظلة "جامعة الدول العربيّة"، وتتوزّع ملكيّتها على الدول الأعضاء كافة، لكنّ المساهمة الأكبر في الشركة هي للسعودية التي تمتلك 36 في المئة من أسهمها، كما أنّ مقرّ الشركة الرئيس هو في الرياض.