سماحة السيد حسن نصر الله: المقاومة حاضرة بقوة في معادلات المنطقة وفي حسابات أبرز قوة في العالم وهي أمريكا
أقام حزب الله مساء السبت حفل تكريم لأبناء وبنات شهداء المقاومة ببيروت وحضر جمع من عوائل الشهداء وأبناء وبنات الشهداء الذين تم تكريمهم و هم جيل الشهيد علي أحمد يحيى
و ألقى سماحة السيد حسن نصر الله كلمةً متلفزة في ختام الحفل تناول فيها عدة نقاط
و في بداية كلمته وجه سماحة السيد خطابه لأبناء وبنات الشهداء مجددا وصيته لهم بحفظ وصية آبائهم وقال إن الشهيد علي يحيى هو من الذين التزموا بهذه الوصية وختمها بالشهادة..
وقال الشهيد علي هو الشهيد ابن الشهيد ابن الشهيد..وهو جديرٌ بأن يحمل هذا الجيل إسمه..
وأضاف سماحته أن عددًا من أبناء الشهداء لحقوا بآبائهم في هذه السنوات الأخيرة
كما نوه سماحته بأن عددًا كبيرًا من أبناء الشهداء هم الآن في صفوف المقاومة وفي جبهات القتال.
كما توجه بالشكر لعوائل الشهداء وخصّ بالشكر زوجات الشهداء اللاتي بذلن زهرة شبابهن في تربية أبنائهن.. وكل الجهات التي ساهمت في رعاية أبناء وبنات الشهداء ومنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية
كما دعا سماحته اللبنانيين والمقيمين في لبنان إلى الوقوف مع أنفسهم و التساؤل عن الأمن والأمان والعزة والكرامة التي نعموا بها أثناء تواجدهم في البلدات والجبال في العيد في بحر متلاطم من الصراعات والحروب والإضطراب الأمني وقال إنّ هذا كان بفضل الله وببركة دماء وتضحيات الشهداء..وإن على الجميع أن يعرفوا هذه النعمة وأن يشكروها..
و أكد أن هذه الدماء والإنجازات هي من أسباب الإيمان القوي الذي يحمله أبناء الشهداء الآن ..الجيل الثالث للمقاومة والذي يتحدث عنه الإسرائيلي بتأمل وبحسابات وبتدقيق وهذه الثقة التي عند الكثيرين في لبنان والمنطقة بصوابيّة هذا الطريق..
مضيفا أنه اذا كان إيمان الجيل الأول للمقاومة غيبيا فإن هذا الجيل يؤمن بالمقاومة ليس فقط إِيمَانًا غيبيًا بل من موقع شهودي لأنه عايش ولمس الإنجازات التي قامت بها المقاومة بإمكانات بسيطة..
و أشار إلى السعي الحثيث من قبل الإدارة الأمريكية وإسرائيل و بعض حلفائهم من الأنظمة العربية وأدواتهم في لبنان لسحق المقاومة و إنهائها إن أمكن أو العمل على تطويقها ومحاصرتها وإضعافها جهد الإمكان
وأضاف اليوم بعد الإتفاق النووي هناك هاجس كبير في المنطقة هو إيران بعد الاتفاق النووي ويأتي ضمن هذا الهاجس المقاومة في لبنان خوفًا من تقويتها وتعزيزها..
لهذا نجد أن أوباما شخصيًا ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحدثوا بوضوح عن حزب الله في الأيام الماضية وإعادة وصفه بمنظمة إرهابية وإعادة تأكيد سياسة أمريكا في مواجهة حزب الله لمحاولة طمأنة إسرائيل وحلفاء أمريكا بأنها لن تسمح بتداعيات قوة كحزب الله في المنطقة
مؤكدًا هذا يعني أن المقاومة حاضرة بقوة في معادلات المنطقة وفي حسابات أبرز قوة في العالم وهي أمريكا
وقال إنهم عملوا وأنفقوا مئات ملايين الدولارات وربما مليارات الدولارات وسخروا الكثير من الوسائل وأيضًا قاموا بعدد من الحروب ولكن كانت النتائج دائمًا عكسية وكان الله عز وجل يمن علينا بالحفظ والصون والنصر والغلبة والتثبيت والقوة والتقدم..
و أضاف من الأمثلة بالدرجة الأولى الحروب وآخرها كان حرب تموز ٢٠٠٦وكان الهدف واضحًا وهو سحق المقاومة وإنهاؤها وضرب بيئة المقاومة لكي لا تقوم قائمة لأي مقاومة بعد ذلك.
وتوقف سماحته عند عدة نقاط شرح فيها كيف تسعى أمريكا وإسرائيل وحلفائهم لضرب المقاومة وبيئتها وجمهورها.. مؤكدا فشلها وعدم جدواها
١- التأكيد الأمريكي في الأيام الأخيرة على وصف حزب الله بالإرهاب وبالمنظمة الإرهابية
٢-ما صدر مؤخرًا من لائحة أمريكية جديدة تستهدف عددًا من القادة المقاومين في حزب الله بفرض عقوبات مالية ومصادرة أموال..
و قال نحن نفخر بأن تعاقبنا الولايات المتحدة الأمريكية الشيطان الأكبر وستبقى الشيطان الأكبر قبل الاتفاق النووي وبعده
وتحدث عن الإستهداف المحسوب والمدروس للإقتصاد اللبناني و للتجار ورجال الأعمال اللبنانيين والمؤسسات والشركات اللبنانية
وأكد سماحته أن ليس لدى المقاومة أي مشاريع تجارية ولا أموال تستثمرها لدى التجار.، مضيفًا أن الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية كافٍ للمقاومة
وقال نحن صادقين واضحين و شفافين ومع ذلك هناك إصرار أمريكا واسرائيل وبعض الدول العربية على المس بالتجار والهدف هو المس بالبلد لان هذه المؤسسات والشركات تؤمن العيش الكريم للمئات من العوائل
وأكد على دور الدولة في حماية المواطنين والتجار والدفاع عنهم ..
٣-العمل الدؤوب على تشويه سمعة حزب الله والمس بمصداقيته خصوصا مصداقيته الأخلاقية سواء كجهة أو كقادة ومجاهدين ومسؤولين
وقال سماحته..سابقًا كان الإغتيال الجسدي كما فعلوا مع السيد عباس الموسوي رض والشيخ راغب حرب و.عماد مغنية و.....لكن من لم تصل إليهم أيديهم بالإغتيال الجسدي يعملون على اغتيالهم معنويا
وأضاف في قضية الإغتيال المعنوي فإن عوائلنا ونساءنا ورجالنا ستملك نفس درجة الصبر واليقين والإحتساب التي لدى العوائل التي استشهد أبناؤهم وأزواجهم ..
وحذر سماحته وسائل الإعلام اللبنانية من نشر المواقع التي تسيء للمقاومين ولو من باب الرد عليها ودحض ماتدعيه..
٤- ترويج الأكاذيب من ٢٠٠٥ إلى الآن .. بعض الصحف والمجلات تكرر نفس الأدبيات إذا أرادوا الحديث عن حزب الله .. حزب الله مأزوم.. مربك .. ضعيف.. يزداد ضعفا .. يلفظ أنفاسه الأخيرة..بسبب الإتفاق النووي
وأشار الى تناقض هؤلاء حيث يدعون من جهة ضعف حزب الله وان الاتفاق النووي جعله يلفظ انفاسه الاخيرة ومن جهة اخرى يخافون تدفق الأموال لحزب الله بعد الاتفاق النووي ويدعون أن حزب الله يريد السيطرة على لبنان وغيرها من الأكاذيب
وردا على من كتب إن عوائل الشهداء يطالبون حزب الله بإعادة أبنائهم قال سماحته: هل آتي لكم برسائل عوائل الشهداء التي يقولون فيها أرسلوا أبناءنا للجبهات..
وأضاف هم غير مستعدين ليسمعوا ماذا يقول عوائل الشهداء..عندما تسمع مايقول عوائل الشهداء تشعر أنك أمام أناس ليسوا من هذا الزمن نفتخر بمعنوياتهم العالية وشجاعتهم..وأضاف الذي يريد أن يتحدث عن عوائل شهدائنا فليسمعهم أولا..
٥ تسخيف وتوهين الإنجازات والإنتصارات واعتبار كل إنجازات المقاومة هدر لطاقات ودماء اللبنانيين وأنها تذهب سدى
مثل ماحدث في حرب تموز أنهم لم يعترفوا أصلاً بالإنتصار ومثل ماحدث مع كل إنجازات المقاومة
وقال إن الموضوع حقد وكراهية أكثر من كونه خلاف سياسي ..
هؤلاء ينكرون ما يعترف به العدو .. حتى العدو يعترف بفشله وهزيمته في حرب تموز!
٦-الطعن والتشكيك بعلاقتنا بحلفائنا الداعمين لنا..
وقال موضحا في ٢٠٠٦ قالوا إن ايران تستخدم حزب الله و قيل أن ايران ستبيعكم اذا وصلت للإتفاق النووي كانوا يشتغلون على وعينا ..أنكم أداة في مشروع إيران النووي ونحن كنّا نقول مبكرًا أن إيران ليست كذلك وسوريا ليست كذلك .. الجمهورية الإسلامية علاقتها بحلفائها علاقة عقائدية وأخلاقية قبل أن تكون علاقة مصالح سياسية..
وأضاف الإتفاق النووي لم يُنجز بعد ومن مصلحة الجمهورية الإسلامية أن تسكت إلا أنّه وقف الإمام الخامنائي يوم العيد ليصف أمريكا بما وصفها به وليجدد ويؤكد موقف إيران من حركات المقاومة ومن قضايا المنطقة ومن حلفائها وكان لحزب الله وحركات المقاومة موقف خاص في هذا التجديد والتأكيد..
وقال مخاطبا حلفاء أمريكا كم مرة باعوكم وخذلوكم ..
وأكد أن كل ماعملوا عليه وكل ماسيعملون عليه من محاولات لسحق وإنهاء المقاومة سيذهب هباءًا منثورا
وقال في حديثه عن داعش قد جاؤوا بهم من كل مكان وسهلوا لهم العبور من الحدود و قاتلوا معهم والآن انقلب السحر على الساحر
ووجه خطابه لأجهزة الاستخبارات السعودية والتركية والأميركية أنتم واهمون إذا كُنتُم تعتقدون أن بإمكانكم السيطرة على هذه المجموعات هم من نوع الأفعى التي تنقلب على من يرعاها ويربيها..
وأضاف تركيا.. لاشك في دعمها لداعش والآن رئيس تركيا يقول إن داعش تهدد الامن القومي التركي
الإف بي اي يقول ان داعش أخطرعلى الأمن القومي الأمريكي من القاعدة
وفي لبنان عندنا من لايعتبر داعش تهديد..!
وفي الشأن الداخلي اللبناني قال سماحته في موضوع ملف النفايات إنّ الحكومة التي تعجز أن تحل موضوع النفايات هذا دليل فشلها الذريع لذلك عندما طالبونا بقرار الحرب والسلم وتسليم أسلحة المقاومة قلنا لهم كونوا دولة حقيقية أولاً ..
وأضاف إذا لم يحصل حوار سيضيع لبنان وسيذهب للفراغ
قلنا لتيار المستقبل اذهبوا للحوار مع تكتل التغيير والإصلاح لكنهم مصرين أن يديروا ظهورهم ..
و النتيجة تهديد بالفراغ وتلويح باستقالة رئيس الحكومة..التلويح والتهديد بالإستقالة لن يقدم ولن يؤخر شيئا .
وقال مؤكدًا نحذر من الفراغ أو من أخذ البلد الى الفراغ..لا تسقطوا الحكومة بأيديكم..
أضيف بتاريخ :2015/07/26