إقليمية

الإعلامي المصري عيسى: السعودية تسند مصر اقتصادياً لكن تغزوها ’وهابياً’

 

قال الإعلامي المصري "إبراهيم عيسى" أن "السعودية تسند مصر اقتصاديا، وفي المقابل تغزوها وهابيا، هذه هي لعبة الشرق الأوسط منذ منتصف السبعينيات، وحتى الآن".

 

وأضاف في مقال له بجريدة "المقال"، التي يرأس تحريرها، أمس الاثنين، أن "إنقاذ الإنسانية من الإرهاب يتوقف على قدرة المصريين على مواجهة الوهابية".

 

وأردف أن الخطة بدأت منذ السبعينيات، متهما السعودية بأنها مولت انتشار وهابيتها في العالم، واختراق مصر السياسية والثقافية والدينية، ونجحت نجاحا مذهلا، "نعم.. مصير الإنسانية الآن يتوقف على قدرة مثقفين ومفكرين وسياسيين مصريين على مواجهة الغزو الوهابي".

 

وأضاف: "تتمخطر الوهابية في عقول مؤسساتنا، وكثير من أجهزتنا، وسطت على تفكير ووعي ودين المسؤولين من كبار الدولة حتى مسؤولي الأزهر".

 

وبين : "المشكلة لدى هذين الطرفين أنهما المكلفان وطنيا وحضاريا بإنهاء المد الوهابي الذي أنتج لنا الإرهاب، والتطرف، والطائفية، فإذا بأجهزة الدولة الرفيعة، ومؤسسة الأزهر المفترض تنورها ووسيطتها، "متابعين" فكريا، وثقافيا للوهابية".

 

وتابع: "هنا العبء كله على العقول المصرية الجادة في هذا الملف التي تريد ليس إنقاذ بلدها وشعبها فقط بل الإنسانية كلها من أفكار وفتاوى الجهل والتطرف وتكفير الآخر والعنصرية تجاه الأديان الأخرى، والحض على الكراهية، وتعظيم جهاد القتل والغزو، واستنفار الفتن الطائفية والمذهبية، ليست الأفكار فقط بل الأموال التي تمول هذه الأفكار".

 

وأضاف: "يعمل السعوديون الآن لتحويل الصحوة العربية لصالحهم عبر اقتناص الزعامة الدينية والسياسية، والركوب على موجة الإسلاميين السنة القادمين بقوة إلى الواجهات السياسية".

 

واستطرد: "من وجهة نظرهم، الصحوة العربية أضعفت مصر مؤقتا، وهي القوة السنية الرئيسية الأخرى المؤهلة تماما لمنافستهم على زعامة العالم العربي، وذلك بسبب المشكلات المصرية السياسية والاقتصادية المحلية التي لا تعد، ولا تحصى؛ ولذلك لا يتوقع السعوديون أن تتمكن القاهرة من منافسة مسعى الرياض إلى الزعامة السنية والسياسية لخمس سنوات أخرى على الأقل".

 

وأردف: "الحاصل الآن أن داعش والقاعدة وبيت المقدس والسلفيين وجمعية أنصار السنة والجمعية الشرعية وغيرها من تنظيمات هي حصاد الوهابية، وتطبيق أفكارها في أرض الواقع".

 

وقال: "لا أحد قادر على نزع جذور هذه الشجرة الزقوم من الأرض إلا مصر.. إن استعادت عافيتها الفكرية، والثقافية، واستقلاليتها الدينية، وروحها الحضارية"، واستطرد: "ليس أمامنا الآن إلا أن ننهض لإحياء الإسلام المصري لاستعادة روح الإسلام من خاطفيه الوهابيين".

 

واختتم إبراهيم عيسى مقاله بالقول: "لا شيء سينقذ مصر، ولا سينجو به العالم من الإرهاب إلا حين تستعيد مصر (على الأقل مصر غير الرسمية الحكومية) زعامتها المنتزعة من الوهابية؛ لتقود العالم الإسلامي نحو العصر، لا أن نستسلم، ونسلم أنفسنا للقرون الوسطى، التي تعيش فيها الوهابية، وتتغذى منها علينا".

 

وكان عيسى أعلن من قبل رفضه لـ"التحالف الإسلامي"، الذي أعلنته السعودية، بمشاركة 34 دولة، قائلا إنه لا يجب ترك قيادة العرب والمسلمين للسعودية.

أضيف بتاريخ :2015/12/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد