الأمين العام لـ #حزب_الله يرد على قرار #ترامب بشأن #القدس المحتلة

بموقف صريح وحاسم أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسين نصرالله مساء اليوم الخميس معلنا الموقف المترتب حول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، قائلا: “يجب إدراك المخاطر المترتبة على القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة سيشكل لنا جميعا حافزا للحركة وتحمل المسؤولية وعدم الإصغاء للأصوات التي ستصدر في الأيام المقبلة والتي ستقول إن ما حصل ليس له أهمية ولا قيمة له أي تهوين خطورة هذا القرار”.
وشدد السيد نصر الله في كلمة متلفزة على أن “القرار الأمريكي هو عدوان سافر على مقدسات فلسطين والأمة ونحن أمام ظلم واستعلاء أمريكي قل نظيره مما يرتب على الجميع مسؤوليات المواجهة”، وقال: "نشعر أنه بعد مئة سنة من وعد بلفور الأول أتانا وعد بلفور ثان"
مؤكداً أن “قادة الكيان الصهيوني لا يحترمون القرارات الدولية ولا يحترمون المواثيق والاتفاقيات الدولية”، وتابع “حتى أن الصهاينة لا يحترمون الاتفاقيات التي وقعوها هم ولا يحترمون حتى الإرادة الدولية ولا ما تقوله الدول العربية والأوروبية وروسيا أو الصين أو أمريكا اللاتينية وبشكل أساسي ما يهم الصهاينة هو ما تريده أمريكا”.
ولفت السيد نصر الله إلى أنه “في العقود المتعاقبة كان العدو الصهيوني يهدف لتهويد القدس وكانت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تحت عنوان أنها تشرف عىل المفاوضات وغيرها من العناوين، كانت تسمح بحدود وأحيانا تمنع الخطوات الإسرائيلية في القدس، ومن ضمن ذلك مسألة الاستيطان وتهجير المقدسيين وغيرها من الخطوات الإسرائيلية”.
وتابع “الموقف الأمريكي كان يشكل حاجزا أو مانعا بشكل أو بأخر أمام الاندفاعة الإسرائيلية لتنفيذ كامل البرنامج الإسرائيلي في القدس”، وأردف “من هنا يمكننا فهم خطورة القرار الأمريكي الجديد فترامب قال للصهاينة كل القدس لكم وهذه عاصمتكم وتخضع لسيادتكم”، موضحا “ أن الحاجز الأمريكي التكتيكي المرتبط بالدبلوماسية والعلاقة بين الدول سقط بالأمس بالضربة القاضية’’.
واستفهم السيد نصر الله قائلا: “السكان الأصليون في القدس ما هو مصيرهم بعد قرار ترامب ؟ هل تُفرض عليهم الجنسية الإسرائيلية أم سيتم تهجيرهم؟ وإذا كان ذلك ممنوعا سابقا هل هو مسموح اليوم؟”، وتابع “ما هو مصير أملاك الفلسطينيين في القدس؟ بيوتهم وأراضيهم وكل أملاكهم هل ستصادر هل ستهدم؟”، ولفت إلى أن “الإسرائيلي بعد القرار الأمريكي سيتصرف بسيادة كاملة في القدس”.
وقال الأمين العام “في السابق إذا كان يتم بناء مستوطنة صهيونية في القدس كان هناك من يرفع الصوت والأمريكي يقول للإسرائيلي توقف أو ما شاكل، أما اليوم سوف نجد هجمة استيطانية كبيرة في القدس وستتجه القدس نحو الضفة الغربية تحت عنوان القدس الكبرى”، وتابع “أي أن ما قام الصهاينة خلال عقود سيقومون به خلال فترة وجيزة وهم بالتالي أحرار بفعل ما يشاؤون وهناك أصوات تتعالى لإعادة بناء الهيكل”، ولفت إلى أنه “بعد القرار الأمريكي فإن المقدسات الإسلامية والمسيحية في خطر ويجب أن ندق ناقوس الخطر لأن الخطر اليوم يدق باب المسجد الأقصى وكل شيء ممكن أن يحصل بهذا المسجد المبارك”.
ونبه السيد نصر الله أن “مصير القضية الفلسطينية برمتها في خطر لأن القدس هي مركز ومحور القضية الفلسطينية وعندما يتم إخراجها من هذه القضية ماذا بقي منها؟”.
وتابع سماحته “اليوم ترامب يقول للعالم لم يعد هناك قضية فلسطينية إنما هناك بعض الفلسطينيين موجودين في الداخل والبعض في الخارج ويجب أن نجد لهم حلا في مكان ما”، وأضاف “بالنسبة لأمريكا جوهر القضية الفلسطينية انتهى أمس وهذا برسم من يؤمن بالتسوية والمفاوضات”.
ولفت السيد نصر الله إلى أن “جميع الفلسطينيين على اختلافهم يجتمعون أن عاصمة دولتهم الفلسطينية يجب أن تكون القدس الشرقية فإذا كان الأمريكي هو الراعي والضامن للاتفاقات يقول أن القدس خارج المفاوضات فهذا موضوعا غير قابل للنقاش”، وأضاف “الأمريكي يقول إذا أردتم المفاوضات نتكلم بأمور أخرى والبعض تحدث بالأمس أن ترامب أطلق الرصاصة الأخيرة على هذا العملية”.
ودعا السيد نصر الله “الجميع لمواجهة قرار ترامب على امتداد العالم وفي العالمين العربي والإسلامي اتخاذ الموقف الرافض لهذا القرار وهذا أقل الواجب من أجل القدس”، وتابع “لا يجوز لأحد أن يسكت وعلى الجميع أن ترفع الصوت ونؤكد على القيمة الحضارية للقدس وإقامة التظاهرات والاعتصامات”.
ولفت السيد نصر الله إلى أن الدول العربية والإسلامية يمكنها استدعاء السفراء الأمريكيين في كل العواصم العربية والإسلامية وإبلاغهم احتجاجات رسمية لوزارة الخارجية الأمريكية وإبلاغ السفراء أن ترامب ارتكب انتهاكات خطيرة ووضع المنطقة أمام مرحلة خطيرة”، مؤكدا بقول “كلنا مسؤولون أن لا نسكت عما يحصل وكل خطوة يمكن القيام بها تنفع وان لم تكن حاسمة”.
وشدد على أنه “يجب الضغط على الأمريكيين لأنهم يسعون إلى التسويات لكن أن كنت قوي لذلك يجب ممارسة الضغوط لسحب القرار وأيضا الضغط على الكيان الإسرائيلي كي لا يندفع في تنفيذ خطوات بما يتعلق بالاستيطان وغيره”، وتابع “نأمل أن يتم قطع العلاقات مع واشنطن”.
وقال السيد نصر الله “ترامب قال إن هذا القرار من مصلحة إسرائيل لذلك يجب الإثبات له أنه ضد مصلحة إسرائيل”، وأضاف “يجب القيام بكل الضغوط الممكنة ومنها وقف الاتصالات والعلاقات مع إسرائيل علنا أو سرا وطرد السفراء”.
وشدد على “َضرورة وقف كل الدعوات للتنسيق والتطبيع مع العدو وأي خطوة باتجاه التطبيع هي جريمة بحق القدس”، وتابع “يجب بقرارات المقاطعة التامة وإعلان فلسطيني عربي لترك المفاوضات حتى العودة عن هذا القرار”، موضحا بقول: “نحن لا نؤمن بهذا الطريق ولكن نتحدث بالخيارات المتاحة لمن يؤمن بها”، وأكد انه “يجب على الفلسطينيين والعرب التراجع عن خيار المفاوضات”.
وتابع السيد نصر الله “يجب المطالبة بعقد قمة عربية(ستجتمع السبت) وقمة إسلامية والاقتراح عليهما إصدار قرار واضح وملزم لجميع الدول العربية والإسلامية بأن القدس عاصمة لدولة فلسطين وغير قابلة للتفاوض”، ولفت إلى “أهمية الدعوة لانتفاضة فلسطينية جديدة كأهم وأخطر رد على القرار الأمريكي وأن يقدم العالم العربي والإسلامي كامل الدعم المالي والسياسي الإعلامي والتسليحي والعسكري للشعب الفلسطيني إذا ما قرر إطلاق الانتفاضة الجديدة”، ورأى أن “كل ذلك يمكن أن يجعل ترامب يعيد النظر ويندم”.
ودعا السيد نصر الله “كل الدول العربية والإسلامية لوقف الحروب والبحث عن حلول سياسية ووقف الصراعات التي عُمل على تشكيلها على أكثر من محور وبين أكثر من دولة والبحث عن حلول والتلاقي لان قدسكم وقضيتكم المركزية أمام هذا الإجراء”.
وقال السيد نصر الله “في لبنان الجميع يجمع على رفض واستنكار القرار الأمريكي لأن هذا الأمر يعني كل حر وكل شريف”، وتابع “نحن معنيون بمتابعة الأمر بالشكل والطريقة المناسبة عبر مؤسسات الدولة أو عبر الاعتصامات بواسطة الجامعات والمدارس والنقابات وغيرها لأننا أمام عدوان أمريكي كبر جدا”.
ودعا الأمين العام لحزب الله “لتظاهرة شعبية كبرى في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد ظهر يوم الاثنين المقبل في المكان والتوقيت اللذان سيحددان لاحقا للاحتجاج والتنديد بالقرار الأمريكي العدواني الظالم وللتعبير عن تضامننا مع المقدسات الإسلامية والمسيحية ومع القدس والتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته رفضا للظلم والعنجهية الأمريكية في قرار ترامب العدواني اعتبار القدس عاصمة لكيان العدو”.
وحيا السيد نصر الله “الشعب الفلسطيني في الداخل وفي دول الشتات وبالتحديد لكل الذين في الداخل من نساء وأطفال ورجال”، وأكد أن “هذا الشعب هو خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية ويجب أن نقف إلى جانب هذا الشعب والرهان عليه”.
واختتم الأمين العام لحزب الله كلمته بقراءة إيمانية وإرادة نابعة من اعتقاده قائلا: “عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، فنحن أمة قادرة على قلب المشهد وتحويل الأزمة إلى فرصة وهذا يحتاج إلى إرادة وعزيمة وحضور”، وتابع “اليوم ما قام به ترامب هو تهديد كبير ولكن يستطيع الفلسطينيون وشعبنا العربي الإسلامي تحويله إلى فرصة”.
أضيف بتاريخ :2017/12/07