إقليمية

تقرير خاص - #إيران و المملكة #السعودية: صورتان عن الإسلام!

 

بين إسلام معتدل، ينشر الديمقراطية والحرية، ويصر على التطور والعلم ونشره، إلى إسلام آخر متطرف، ينشر الفتنة ويحكم بالسيف، ويُثير الطائفية، ليرسم صورة للإسلام مختلفة تماماً عما جاء به رسول الإنسانية "محمد"، ويشوه حضارته.. صورتين اثنتين يراها الغرب في الزمن الحاضر عن الإسلام.. فما هو الإسلام الأصيل، وماذا عن الآخر الدخيل؟!

 

صورتان مختلفان عن الإسلام، صورة تقدمها الثورة الإسلامية في إيران، وأخرى تقدمها المملكة السعودية.. وبين كلتا الصورتين فرق وتباين،

يحتفظ الحاكم العربي بصورته الدكتاتورية، وبتوارث الحكم، أو فرض لباكم على الشعب دون السماح بأدنى حق في الاختيار او المشاركة. بالمقابل نجد أن الثورة التي بلغت 37 من العمر، واطاحت بأكبر دكتاتور في الشرق الأوسط، رسمت من تعاليم الإسلام طريقها ومنهجها في التعامل في الداخل والخارج. فبرزت الثورة الإسلامية وفي وسط منطقة لا تعترف بحقوق الشعوب في اختيار حكامها ولاتقرير مصيرها، وأعلنت انتخابات حرة نزية يقررها الشعب في اختيار رئيس للجمهورية الإسلامية .

 

إيران النووية ... والقضية المركزية

 

مؤخراً، توصلت القوى الدولية وإيران إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني يشمل تقليص النشاطات النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها. وهو ما رأى فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأنه يفتح "فصلا جديا" في علاقات إيران مع العالم، بعد سنوات شاقة نتيجة التمسك بالحق والقوة، ما ساهم في الصعود بالجمهورية الإسلامية إلى مصاف دول القرار.

 

وبموازاة حرب الحقوق والوجود، اتخذت الثورة الإسلامية موقفاً ثابتاً من كيان العدو الإسرائيلي، وجعل القضية المركزية للمسلمين هي قضية فلسطين، وكما انتهجت عقيدة الدفاع عن المستضعفين في الأرض، في الوقت الذي باع العرب الأرض والقضية للكيان الإسرائيلي.. كما ساندت فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة ودعمتها بالسلاح والمال.

 

إيران تقابل الوهابية: الصورة الحقيقية للإسلام؟

في الوقت الذي اهتزت فيه صورة الإسلام في الغرب بسبب "الإرهاب" الذي لُبس بالإسلام والذي دعمته وموّلته أنظمة عربية، سعت إيران للمحافظة على صورة الإسلام المشرقة، لم يكن الوقوف إلى جانب قضايا المستضعفين هو الأسلوب الوحيد، بل المبادئ المرفوعة والسياسات التي كرست حق المواطن الإيراني بالمشاركة السياسية.

 

على الضفة الأخرى، كان الفكر "الوهابي" الذي يعتمد التطرف والعنف والكراهية والغاء الآخر والحقد والتكفير لتصفية الخصوم من مذاهب الاسلام المتعددة، قبل أتباع الديانات الأخرى. هذا المعتقد الذي تبنته "المملكة السعودية" في الغرب، من خلال مناهجها الدراسية، ومن خلال التضييق على حقوق المواطنين ككل والمرأة تحديداً.

 

تطابق صورة الإسلام السعودي، صورة "داعش" بما تظهره من وحشية. وفي هذا الصدد، يقول رئيس تحرير موقع "خبرني" الإلكتروني "غيث العضايلة" إن الإعلام العربي تترتب عليه مسؤولية كبيرة، في التركيز على أن صورة الإسلام الحقيقية، ليست وحشية كما يظهرها "داعش"، بل الحرص على إبراز سماحته والعمل على استذكار مواقف التسامح، التي كانت سائدة في عصر النبي محمد(ص).

وأضاف العضايلة: "يجب أن ننقل رسالة للعالم الخارجي، بأن ما يجري ما هو إلا النسخة المتطرفة جداً من قبل بعض المتشددين"، الذين يزدادون بازدياد نكبات العالم العربي.

 

 

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نشرت في 21 نوفمبر 2015، مقالاً للكاتب الصحفي الجزائري "كمال داوود"، أشار فيه إلى أن الوهابية هى أصل الفكر المتطرف الذى يعتنقه إرهابيى داعش وغيرهم.

 

وأضاف "داوود" بأن الإبقاء على التحالف الغربي مع السعودية يخاطر بنسيان أن المملكة السعودية تعتمد أيضاً على تحالف مع رجال دين يضفون شرعية بل يقدمون وينشرون ويدافعون عن الوهابية، نسخة متزمتة من الإسلام الذي يتغذى عليه داعش، لافتاً إلى أن الوهابية التى نشأت فى القرن الـ18 على آمال استعادة الخلافة.

 

"الجدير قراءة بعض الصحف الإسلامية لمعرفة رد فعلهم على هجمات باريس، حيث يتم وصف الغرب بأرض الكفار ويتم تصوير الإعتداءات على أنه نتيجة للهجمة على الإسلام "، ويمضى بالقول إن هذا الكلام ينتشر فى الساحات الاجتماعية بينما فى الأعلى يبعث القادة السياسيين تعازيهم لفرنسا ويصف الهجمات بأنها جريمة ضد الإنسانية، ويصف الكاتب المشهد بأنه حالة من الفصام توازى تماما إنكار الغرب بشأن حقيقة المملكة السعودية.

 

يتابع الكاتب الجزائري أن داعش يمثل ثقافة قبل أن يكون ميليشيا، مشيراً أن داعش له أم يتمثل فى غزو العراق ولكن له أب شرعىي وهو السعودية والفكر الدينى الوهابي. وحتى فهم هذا، فإنه يمكن للغرب أن يفوز فى معارك ضد الإرهاب لكنه سيخسر الحرب، فسيتم قتل المتشددين لكن سيولد غيرهم فى الأجيال القادمة التى تنشأ على نفس الكتب.

هكذا تختصر صورة المسلمين في الغرب، بين إسلام أصيل مشرق وآخر مظلم، فأي الصورتين يتمسك بها المسلمون أنفسهم بين من يقف مع أصحاب الحق ويطالب بنشر السلام، وترك الشعوب في تقرير مصيرها .. أم من ينشر الحروب بين أبناء الدين الواحد ويثير الطائفية ..ويفرض دكتاتوريته في الداخل بحد السيف ..وفي الخارج بالأسلحة المحرمة دوليا .. وتشويه صورة الدين الإسلامي ؟!

أضيف بتاريخ :2016/03/07

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد