إقليمية

ماذا عن مستقبل بن سلمان؟

 

نشرت دولاً عربية تقريرا بعنوان: نهاية نموذج الرفاه في السعودية.. فماذا عن مستقبل بن سلمان؟

وبدأت تقريرها تقول: فيروس كورونا وانهيار أسعار النفط يؤثران بقوة على الميزانية الحكومية السعودية. المملكة أعلنت عن رفع للضرائب واقتطاعات كبيرة تؤثر على المواطن العادي، ما يعني نهاية نموذج الرفاه السعودي. فما تاثير ذلك على مستقبل بن سلمان؟
وتابعت: هذا الركود الاقتصادي له تأثيرات كبيرة اجتماعيا واقتصاديا على المملكة، كما يتوقع إيكارت فورتس، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط. "لكن يجب القول بأن شرائح واسعة من السكان تعيش إلى حد الآن في ظروف متواضعة وأيضا فقيرة جزئيا". 

ويوجد الكثير من المواطنين من الطبقة الوسطى الذين يكافحون من أجل حياتهم، "ومواطنون آخرون لهم دخل ضعيف جدا. وسلسلة من الناس تعيش في بيوت يمكن وصفها بمساكن الصفيح. والوضع أسوء بالنسبة إلى العمال المهاجرين الذين ليس لهم مساكن".
والركود الاقتصادي المتوقع سيكون له تأثير كبير على العقد الاجتماعي بين الحكام والرعية، كما تتوقع سينسيا بيانكو، خبيرة شؤون شبه الجزير العربية في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية". لكن ولي العهد محمد بن سلمان منح قبلها لهذا العقد توجها آخر، وفي برنامجه الإصلاحي أو ما يُسمى "رؤية 2030" ـ قد يصل محمد بن سلمان إلى حدوده، كما يتوقع إيكارت فورتس.

و"الميزانية الحكومية تقلصت وستزيد في التقلص، وهذا ما سيدفع إلى اقتطاعات إضافية، و في هذا  الوقت الذي تتورط فيه المملكة في حرب مكلفة للغاية في اليمن أدت إلى كارثة إنسانية ومثيرة للجدل سياسيا".

والآن تبحث المملكة عن استراتيجية خروج. لكن الحوثيين يحاولون تأمين مجال هيمنتهم ولا يريدون أن ينسحب السعوديون بدون تقديم تنازلات. ولذلك ليس في استطاعة المملكة الإنسحاب بتلك السرعة المطلوبة والمأمول فيها. "وبالتالي فإن الميزانية ستخضع لضغوط من هذا الجانب. وهذا قد يكون له تأثير سلبي على الإصلاحات المنشودة".

ويقول التقرير:  استثمارات متعثرة بعيدا عن قطاع النفط، وتأثيرات فورية على استقرار النسيج الاجتماعي في السعودية لا تتوقعها سينسيا بيانكو للوهلة الأولى. فهذا النسيج يرتكز إلى بناء معقد من عوامل مختلفة. وكذلك تقلب سوق الطاقة قد يصلحان كذريعة لتبرير الإخفاقات. لكن الخبيرة تتوقع أن تعاني رؤية 2030 من الركود. "لقد تم التخلي عن عدة مشاريع تتطلب استثمارات حكومية كبيرة. لكن هذه الرؤية لها منذ مدة نقطة ضعف: فهي لا تجلب ما يكفي من الاستثمارات الخارجية والداخلية".

المستثمرون يواصلون التركيز على قطاع الطاقة، وسيكون من الصعب أكثر في الأزمة جلب استثمارات بعيدة عن هذا القطاع، "وبعض هذه القطاعات مثل السياحة تتأثر بوجه خاص بالوباء، وضرائب عالية ورسوم تؤثر سلبا على عالم الأعمال وتضغط على السوق الداخلية. وفي الوقت نفسه يتأثر قطاع الطاقة بتراجع الطلب. وهذه عثرة حقيقية تصب الشكوك في نجاح رؤية 2030"، كما تقول بيانكو.
وعن مستقبل ولي العهد يوضح التقرير: يبقى مفتوحا كيف سيكون تأثير الأزمة على المستقبل السياسي لولي العهد محمد بن سلمان. "لقد حول سلسلة من الناس إلى خصوم"، يقول إيكارت فورتس،  "لقد قلص من السلطة الإديولوجية للوهابيين، السلطة الدينية في البلاد. وأمر بسجن رجال أعمال نافدين، وقد أثار بسلوكه الصارم غضب أعضاء من العائلة الحاكمة"، وبموجب هذه الخطوات لم يعد هناك حديث عن تعددية داخل السلطة، "وعوض ذلك نرى نوعا من السلطنة بقيادة محمد بن سلمان".

يختم التقرير بـ "من الصعب تقدير أثر الأزمة على سمعة ولي العهد لدى المواطنين الشباب السعوديين، يقول فورتس: الكثيرون من الشباب السعوديين رحبوا بنهج "الإصلاح" لولي العهد، وهم متحمسون للانفتاح الثقافي، وعلى هذا النحو هم يرحبون بالسماح لتنظيم حفلات موسيقية. لكن ما المعمول إذا لم يتوفر لديهم المال لشراء تذكرة الدخول؟ ".

أضيف بتاريخ :2020/05/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد