نصر الله: المشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي سعى لتتخلى سوريا عن فلسطين والجولان المحتل

قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله: أن سوريا أبت الخضوع والسيطرة لكل الضغوط لذا جاء الاستكبار وأدواته في العالم والمنطقة لإخضاعها،مُضيفا: القوى ذاتها التي اتّحدت لقتال سوريا وإخضاعها والسيطرة عليها تتحد اليوم للقتال في بلدان أخرى، مؤكدا أن "المشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي سعى لتتخلى سوريا عن فلسطين والجولان المحتل".
وخلال كلمة لنصر الله مُتلفزة ألقاها اليوم في الذكرى الرابعة لاستشهاد الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين (السيد ذوالفقار)، بين: في عام 2011 كان هناك مشروع أمريكي إسرائيلي سعودي واستطاع أن يأتي معه بكثير من الدول العربية والإسلامية والغربية والهدف الأساسي كان السيطرة على سوريا.
مُشيرا إلى أن "نظام الهيمنة الأمريكية في المنطقة يسعى للتطبيع مع إسرائيل وهناك بعض الدول خارج هذا النظام بينها سوريا وإيران، وهم ارادوا أخذ سوريا لدورها بمواجهة هذا المشروع ولما تملكه من خيرات وموقعها في الصراع مع العدو والقضية الفلسطينية".
وأوضح السيد نصر الله إن "إصرارنا على الذهاب إلى سوريا كان بسبب إدراكنا لحجم المخاطر التي تهدد فلسطين ولبنان وسوريا والمنطقة كلها"، وتابع "كان علينا أن نبادر للذهاب إلى سوريا لمواجهة المشروع التآمري رغم إدراكنا لتبعات هذا القرار"، مؤكدا أن "حجم المخاطر التي تتهدد فلسطين ولبنان وسوريا وقضايا الحق في المنطقة دفعنا للذهاب إلى سوريا".
و أضاف: "قائدنا في المعارك في سوريا كان الشهيد بدر الدين الذي قضى أيامه الأخيرة في حياته في هذا البلد"، مُشيرا إلى أن "الشهيد بدر الدين كان يخوض المعارك في سوريا إلى جانب الفريق الشهيد سليماني كتفا إلى كتف"، مُشددا على أن "المخاطر التي كانت تحيط بسوريا كانت أكبر من التضحيات التي بذلناها".
ورأى السيد نصر الله أن "سوريا لم تنتصر فقط في المعركة ضدها بل انتصرت في الحرب عليها"، لافتا إلى أن "سوريا انتصرت في الحرب وما زال لديها بعض المعارك، وتابع "القيادة السورية والجيش والجزء الأكبر من شعبها انتصروا في الحرب وبقية المعارك تحتاج فقط إلى صمود".
واوضح أن "سوريا نجت من التقسيم ومن المشروع التآمري الذي كُرست له أموال طائلة وأسلحة وعشرات آلاف المسلحين"، وأشار إلى أن "سوريا استطاعت أن تنتصر في الحرب بفضل صمود قيادتها وجيشها وشعبها وثبات حلفائها إلى جانبها"، مُضيفا: "ما عجزوا عن تحقيقه عسكريا في سوريا حاولوا تحقيقه سياسيا والمعركة السياسية لا تقل ضراوتها عن المعركة العسكرية ومخاطرها أكبر وسوريا ما زالت تخوضها".
واكد السيد نصر الله ان "سوريا نجحت حتى الآن في المعركة السياسية رغم الحرب النفسية والحصار اللذين تواجههما"، ولفت إلى أن "من يحاصر إيران وسوريا وفنزويلا وغزة واليمن هو نفسه بدأ يعاني من تداعيات فيروس كورونا"، وتابع "الرهان هو على صمود شعب سوريا وقيادتها في مواجهة تداعيات أزمة كورونا وهي لديها مواردها الخاصة"، وشدد على أن "ما يتردد عن تخلي حلفاء سوريا عنها هو مجرد أحلام وكلام لا أساس له وما يتردد عن وجود صراع روسي – إيراني في سوريا هو غير صحيح".
مُشيرا إلى أن "إيران لا تخوض معركة نفوذ مع أحد في سوريا لا مع روسيا ولا مع غيرها"، وأضاف: "الجمهورية الإسلامية وكل حلفاء سوريا من المقاومة لا يخوضون معركة نفوذ في سوريا وهدف إيران في سوريا هو منعها من سقوطها في هيمنة أمريكا وإسرائيل وهي لا تتدخل أبدا في شؤونها".
وذكر أن "هدف إيران هو الحفاظ على هوية سوريا والحفاظ على استقلالها وإرادتها وألا تقع في أيدي أمريكا وإسرائيل"، وأكد أن "قرار إيران حاسم في الوقوف إلى جانب القيادة في سوريا ودعم قراراتها وثباتها في وجه مشاريع الهيمنة".
وأكد السيد نصر الله أن "وزير الحرب الإسرائيلي يكذب على جمهوره والعالم حين يتحدث عن انتصارات في سوريا وهي انتصارات وهمية"، ولفت إلى أن "إسرائيل راهنت على الجماعات المسلحة في جنوب سوريا وهي حضرت بقوة في هذا البلد منذ العام 2011″.
وتابع: الإسرائيليون ومن معهم خسروا حربهم على سوريا وهم باتوا يصوبون على أخطار جديدة بعد هذه الخسارة، مُضيفا: الإسرائيليون باتوا يهاجمون كل ما يتعلق بتصنيع الصواريخ في سوريا لما يشكله ذلك من قوة في محور المقاومة، واوضح: الإسرائيليون يرون في سوريا تهديدا مستقبليا وهم قلقون من وجود إيران وفصائل للمقاومة فيها، وأشار إلى أن "الكيان الصهيوني مرعوب من التطورات في سوريا ما قد يأخذه إلى مغامرات غير محسوبة".
وقال السيد نصر الله إن "وزير الحرب الإسرائيلي الأبله وعد بإخراج الإيرانيين من سوريا قبل نهاية العام الحالي وإسرائيل تخدع نفسها وجمهورها وتصور بعض التفاصيل على أنها انتصار في سوريا وبداية خروج إيران".
وتابع: وزير الحرب استخلص بأن إسرائيل حققت أهدافها في سوريا وقدم الأكاذيب والتضليل، ولفت إلى أن "عدد المستشارين الإيرانيين في سوريا زاد مع السنوات لتقديم المشورة وإدارة مجاميع عربية وسورية وإسلامية"، وأضاف: المستشارون الإيرانيون في سوريا ليسوا عسكريين وبالتالي فإن إسرائيل تخوض معركة وهمية ضد إيران،، واوضح أن "الإخلاء يجري بطبيعة الحال في المناطق التي يتم تحريرها".
وقال السيد نصر الله "بعد تحرير البادية وفتح الطريق إلى حلب وانتهاء معركة دمشق تقررت عودة المقاتلين إلى بلادهم منذ سنتين،، وتابع "قرار تخفيض أعداد المقاتلين في سوريا جرى بالتنسيق مع الجيش السوري وبعد تحرير المناطق"، مُشيرا أن "ما يستدل به الإسرائيلي بشأن ما يسميه إنجازات في سوريا هو ليس انتصارا له بل انتصار لمحور المقاومة وإسرائيل تعتمد التضليل والكذب بشأن تحقيق إنجازات في سوريا"، وأكد أن "قادة الكيان الإسرائيلي يقدمون إنجازات وهمية لجمهورهم وعلى الإسرائيليين ألا يصغوا لأكاذيب قادتهم وقد ترتكب قيادتهم حماقة قد تؤدي إلى انفجار المنطقة".
أضيف بتاريخ :2020/05/14