إقليمية

صُحف عربية: سبب كبير من أسباب "النكبة" يرجع للعقليات التي كانت تحكم في البلاد العربية


تناول عدد من الصحف والمواقع العربية حلول الذكرى الثانية والسبعين للنكبة الفلسطينية التي اعتبرها كُتاب ليست مجرد ذكرى فقط بل واقعا مستمرا حتى الآن في أشكال مختلفة، و رأى آخرون أنها " فرصة لسرد ذكريات من التاريخ المؤلم" و"التذكير بمقاومة فلسطينية مستمرة".


يقول محمد حسين في صحيفة "الشروق المصرية: "يعتبر العالم المتضامن مع القضية الفلسطينية أن يوم ذكرى "النكبة" فرصة لسرد الذكريات من التاريخ المؤلم، ومطالبة جديدة بحقوق الفلسطينيين الضائعة".

ويستشهد الكاتب بشهادات المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، الذي يرى" أن سبب كبير من أسباب تلك المأساة، يرجع للعقليات التي كانت تحكم في البلاد العربية، في الفترة من النكبة التي استمرت لنحو ربع قرن بعدها، فهي عقليات همشت جانب كبير من الأهمية، وهو فهم الفكر الخاص بالمحتل، فلم نر أي مجهود في هذا الشأن، باستثناء ما رأيناه من مقالات تحليلية للمجتمع الإسرائيلي، كتبها محمد حسنين هيكل"، مُضيفا: "لذا ستبدأ المشكلة في الحل عندما نقدم الفكر على الحرب، ويتغير الخطاب".

بدورها تتساءل ديانا فاخوري في موقع "رأي اليوم" اللندني: كيف للعرب أن يسعدوا وفلسطين تحت الاحتلال، وترامب يعلن 'صفقة القرن‛ والقدس عاصمة لإسرائيل، والكنيست يصادق على قانون يؤكد تهويد القدس كاملة؟

وتقول: "اتركوا الأمر لقوى المقاومة والتحرير أصحاب المشروع التحرري الوطني القومي والدولة الاشتراكية الديمقراطية .. ولا تسمحوا بتحويل مئوية سايكس بيكو ووعد بلفور إلى محطة لمزيد من تشظية الحواضر العربية الأساسية وتفكيكها (دمشق، بغداد، القاهرة)".

ويناشد علي سعادة في صحيفة "السبيل" الأردنية الكتاب والصحفيين قائلاً: "حاولوا في ذكرى النكبة، أن تكتبوا شيئاً... أرجوكم، ابتعدوا عن نشر صور التشرد... دعوا عنكم صورة الرجل العجوز الذي يحمل مفتاح البيت و'كوشان‛ الأرض، نحن نعرف تماماً أنهم أصحاب الأرض، ولسنا بحاجة إلى تذكيرنا".

و تقول صحيفة "القدس" الفلسطينية في افتتاحيتها: "في هذه الذكرى، شعبنا لن ينسى ما ارتكبته بعض العصابات الإسرائيلية من فظائع في مختلف أنحاء فلسطين التاريخية في محاولة لاقتلاع شعبنا من جذوره، وما ترتب عن ذلك من قتل للمدنيين العزل نساء وأطفالاً وشيوخاً، ومن تدمير لمئات القرى الفلسطينية، وتشريد حوالي نصف الشعب الفلسطيني".

وفي الصحيفة نفسها، يقول صبحي غندور إن "النكبة لم تبدأ يوم 15 أيار/مايو من العام 1948، وهي الآن ليست مجرّد ذكرى فقط. لقد بدأت النكبة في مطلع القرن العشرين وتستمرّ الآن بأشكال مختلفة بعد أكثر من مائة عام".

ويتحدث الكاتب عن الأوضاع العربية "المسؤولة" أيضاً في هذه المأساة، ويقول: "عناصر المواجهة العربية والفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي ما زالت حتّى الآن غائبة، ووحدة الشعب الفلسطيني هي العنصر الأهم المفقود حالياً، وكذلك الحد الأدنى من التضامن الرسمي العربي ضدّ إسرائيل والسياسة الأمريكية الداعمة لها".

كلّ ذلك هو الواقع الآن، فكيف لا تستفيد حكومة نتانياهو وإدارة ترامب من هذا الواقع العربي، وكيف يأمل بعضهم في تغيير المواقف الأمريكية والدولية لصالح الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني؟

ويتحدث رشاد أبو داود في صحيفة "البيان" الإماراتية عن مقاومة مدينة يافا التي صمدت للنهاية، ويستشهد بما جاء في كتاب "التطهير العرقي في الشرق الأوسط" للمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه.

ويقول: "عندما سقطت يافا، طُرد جميع سكانها البالغ عددهم 50 ألف نسمة - حسب وصفه فيما تذكر مصادر أخرى أن عددهم كان 90 ألف نسمة - بمساعدة بريطانية، الأمر الذي يعني أن هروبهم أقل فوضوية مما كان عليه الهروب في حالة حيفا، ومع ذلك لم يخل الأمر من مشاهد مروعة، تذكر بما حدث في حيفا حرفياً، إذ دُفع مواطنون إلى البحر أثناء محاولة حشرهم في قوارب الصيد الصغيرة التي كانت ستقلهم إلى غزة، بينما كانت العصابات تُطلق النار فوق رؤوسهم".

أضيف بتاريخ :2020/05/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد